«الله يرحمه ويصبّر أهله»، كلمات لن يردد غيرها كل من يطلع على تقرير الطب الشرعى الخاص بالشهيد أحمد سيد سرور، آخر ضحايا مذابح الداخلية ضد الثوار، الذى لفظ أنفاسه الأخيرة تحت عجلات إحدى سيارات الأمن المركزى، أمام مجلس الوزراء، أول من أمس. مدير عام دار التشريح فى مصلحة الطب الشرعى الدكتورة سعاد عبد الغفار، قالت إنه تبين من تشريح جثمان أحمد سيد سرور، البالغ من العمر 19 عاما، والذى استشهد أمام مجلس الوزراء، صباح أمس، أن سبب وفاته إصابات رضية وكسور شديدة فى عظام جسد المجنى عليه، شملت تجويف الحوض والعظم، وما شمله من تهتك فى الأوعية الدموية، مصاحبا لنزيف وهبوط حاد فى الدورة الدموية التنفسية وتهتك فى الأحشية الداخلية، وحدوث جرح قطعى طوله 10سم ما بين كيس الصفن وفتحة الشرج، نتيجة فرقعة التجويف وكسور الحوض دون وجود أى إصابات رضية. عبد الغفار أشارت ل«التحرير»، إلى أن الطبيب المختص بفحص وتشريح ومعاينة جثمان الشهيد، الدكتور محمد عبد الفتاح، أورد فى تقريره، كل ملابسات ووقائع الحادثة والوفاة، لافتا إلى أن الحادثة، وقعت نتيجة فرم ودهس بإحدى السيارات الثقيلة، مما تسبب فى تدمير منطقة الحوض والصدر اليسرى، والأجزاء السفلية بصفة خاصة. إضافة إلى إحداث تهتك بالغ فى تجويف الحوض والبطن وتفرعات الشريان الأورطى، قبل أن تقطع بحسم بأن جثمان الشهيد تم فرمه، إثر دهسه بإحدى العربات الثقيلة المحملة بأشياء ذات وزن ثقيل، وأن أجزاء جسده جميعها تعرضت لتهتكات بالغة، عدا منطقة الرأس والأطراف الخارجية التى ظلت كما هى دون حدوث أضرار بالغة.. «كل النقاط التى تم تشريحها ومعاينتها، تم إثباتها فى التقرير الطبى تفصيليا». تأكيد قطع مدير عام دار التشريح، بما يشمل منطقة البطن والرأس والصدر والرئة، وغيرها من أطراف جسد الشهيد، لإرفاقه فى التقرير النهائى للنيابة المختصة، عقب أسبوعين، على أقصى تقدير، لضمه ضمن باقى حالات شهداء ميدان التحرير، خلال أحداث الاشتباكات الدامية، الذين وصل عددهم إلى 42 شهيدا، وإرفاقه فى التقرير النهائى للنيابة المختصة. كان الشهيد أحمد سيد سرور تم دفنه مساء أول من أمس، فى منطقة شبرا.