حادثة السرقة بالإكراه التى تعرض لها الفنانة بسمة والناشط السياسى الدكتور عمرو حمزاوى فى مدينة الشيخ زايد فجر أول من أمس، لم ولن تكون الأخيرة فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى يشهدها كثير من الأماكن التى تحولت إلى مناطق خطرة من الناحية الأمنية. مصادر بالإدارة العامة للبحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة كشفت ل«التحرير» عن خريطة بأهم المناطق التى تتعرض لمثل هذا النوع من الحوادث، منها طريق الواحات، وخلف قسم ثانى أكتوبر، وبعض الأحياء الجديدة بالمدينة مثل الثانى والثالث والسادس، والمنطقة الصناعية، ومنطقة الشيخ زايد، نظرا إلى ارتفاع مستوى السكان بها، بالإضافة إلى وجود رجال الأعمال فى المنطقة الصناعية، ووجود مشروع «ابنى بيتك»، وهى من أكثر الأماكن التى تحدث فيها جرائم السرقة بالإكراه وفرض السيطرة والإتاوات. وأشار المصدر إلى أن طريقة ارتكاب مثل هذه الجرائم التى تعرضت لها بسمة وحمزاوى مؤسفة وتتشابه فى معظمها، حيث يقوم مرتكبوها بقيادة سيارتين، الأولى تتولى مهمة تضييق الطريق على سيارة الضحية والأخرى تقطع الطريق فى إحدى المناطق التى تخلو من السيارات، ثم ينزل منها أشخاص دائما ما يكونون ملثمين ومعهم أسلحة آلية، ثم يستولون بعد ذلك على جميع المتعلقات الشخصية والأموال، منذ فترة ليست ببعيدة تعرض أحد ضباط الشرطة للهجوم على الطريق الدائرى من مجموعة من البلطجية، أجبروه وقتها على ترك سيارته، ومتعلقاته الشخصية ومنها سلاحه الميرى، ولم تكد تمر تلك الواقعة حتى تعرضت سيارة الترحيلات بقسم شرطة طوخ إلى ما يشبه واقعة السطو المسلح عليها، عندما اعترضتها سيارة ملاكى بمصاحبة أربع دراجات بخارية، وأجبروا سائقها والقوة الأمنية الموجودة بها على تسليمهم اثنين من المتهمين، ثم لاذوا بالفرار دون أن يعترض طريقهم أحد. وأنقذت العناية الإلهية أسماء ابنة الفنان شريف منير من محاولة اختطاف على الطريق الدائرى من قبل مجهولين أثناء نزولها لتغيير إطار سيارتها، ولكن ظلام الليل أدخل الرعب فى قلبها فقررت دخول سيارتها وإغلاقها وطلبت النجدة من خطيبها، وفى أثناء انتظارها ظهر ثلاثة شباب ظلوا يحومون حول السيارة ويحاولون إجبارها على الخروج منها بالطرق على الزجاج لترويعها، لكن العناية الإلهية كانت رحيمة بها عندما شاهدها شخص آخر فى أثناء قيادته سيارته فى نفس الاتجاه فاصطحب شومة وقام بمهاجمة الشباب حتى ابتعدوا عن السيارة. الخبير الأمنى سامح سيف اليزل أكد ل«التحرير» ضرورة وجود دوريات متحركة فى القاهرة والمحافظات لتعويض الانفلات الأمنى، خصوصاً فى أوقات الليل حتى تستقر الأوضاع الأمنية محذرا من أن وجود السلاح فى أيدى الخارجين عن القانون سيؤدى لمزيد من مثل هذه الحوادث، فيما أوضح أنه لا يرى الحادث سياسيا، ولكنه كان للحصول على الاستفادة المادية. الخبير السياسى محمد السعيد إدريس، انتقد تكرار حوادث السرقة والاعتداءات والخطف بدون اهتمام يذكر من الإعلام أو الأمن، ورأى أن محاولة سرقة شخصيات عامة مثل حمزاوى وبسمة جعلها فى دائرة الضوء، لافتا لوجود مجرمين خارج السجون يمارسون البلطجة وترويع المواطنين، «أصبحنا نعيش فى قاهرة أخرى غير التى نعرفها».