هل كان خطاب المشير مساء أول من أمس إيذانا بإنهاء الاشتباكات أم باستمرارها؟ القنابل المسيلة للدموع التى زاد إلقاؤها بعد خطاب المشير طنطاوى، زادت بشكل أكبر أمس، لتدخل المواجهات أمس يومها الخامس بشكل أكثر عنفا. المواجهات استمرت فى شارع محمد محمود بين قوات الأمن والمتظاهرين مما أدى إلى إصابة مئات من المتظاهرين الذين نُقلوا إلى المستشفيات الميدانية عبر سيارات الإسعاف والدراجات البخارية، بينما دفعت القوات المسلحة ب3 مدرعات تابعة للجيش إلى شارع محمد محمود. القنابل المسيلة للدموع، والطلقات، أدت إلى حريق هائل فى مبنى الجامعة الأمريكية بشارع محمد محمود، وغطت سحابة الدخان المنطقة المحيطة بالجامعة والشارع، وظهرت ألسنة اللهب من نوافذ المبنى، واعتلى المتظاهرون المبنى الذى شبّ فيه الحريق، حتى وصلت سيارات الإطفاء لإخماد الحريق. ولليوم الخامس استمر غياب القوى السياسية عن الميدان، بينما توافد عشرات من الدعاة التابعين للأزهر الشريف على الميدان، فى محاولة لعمل درع بشرية تحول بين المتظاهرين وقوات الداخلية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل لإصرار وزارة الداخلية على الاعتداء على المتظاهرين وكذلك حماس الشباب الذى يزداد كلما سقط مقاوم. منذ الصباح توافد آلاف من المتظاهرين على الميدان لدعم الثوار المشاركين فى الاعتصام منذ يوم السبت، وفى ناحية مجمع التحرير ترك الثوار المجمع مفتوحا، حتى لا يتهمهم أحد بأنهم يقومون بتعطيل مصالح المواطنين. وفى محاولة لكسب ثقة الثوار قرر وزير الصحة الدكتور عمرو حلمى عقد مؤتمر صحفى فى المستشفى الميدانى بجوار مسجد عمرو مكرم، إلا أنه واجه هجوما وانتقادات عنيفة وكاد الثوار يطرحوه أرضا، الأمر الذى دفعه إلى الاتجاه إلى سيارته والخروج فورا من الميدان. الثوار وزعوا بيانا فى الميدان أكدوا فيه استمرار اعتصامهم السلمى، ودعو إلى مليونية الجمعة القادمة تحت اسم «الله أكبر من حكم العسكر»، بينما أطلق عليها آخرون «مليونية الفرصة الأخيرة»، دعوا خلالها الشعب المصرى إلى الاحتشاد بميدان التحرير لتأكيد استمرارية الثورة، ومطالبة العسكرى بتسليم السلطة وسرعة تحقيق أهداف ومطالب الثورة. جدير بالذكر أن وفدا من النيابة العامة تحت إشراف المستشار عماد عبد الله المحامى العام الأول لنيابات القاهرة قام بزيارة ميدان التحرير والمستشفيات الميدانية فى إطار التحقيقات التى تجريها النيابة العامة حول مقتل الثوار، وقد كان لافتا تجاوُب المتظاهرين مع أعضاء النيابة فى حين رفض الشباب لجنة تقصى الحقائق التى أرسلها وزير الصحة الدكتور عمرو حلمى لمعرفة تأثيرات الغاز الذى يتم إطلاقه على المتظاهرين، مؤكدين أنهم لن يتعاملوا مع أى لجنة تابعة لحكومة شرف. الثوار أكدوا أنهم ليسوا خائفين من الدعوات التى أطلقها بعض فلول الوطنى مثل توفيق عكاشة، للتجمع فى ميدان العباسية يوم الجمعة القادم، مؤكدين أن المجلس العسكرى بتبنّيه وموافقته على مثل هذه الأفكار إنما هو بصدد عمل موقعة جمل جديدة، وسيتحمل مسؤوليتها.