لا تزال أصوات مرشحى التيارات الإسلامية أكثر وضوحا فى محافظات الدلتا، بينما بدأ مرشحو أحزاب تلك التيارات، وفى القلب منها حزبا الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفى، مباراة دعائية من نوع خاص، تخطت مرحلة المؤتمرات الجماهيرية، إلى مرحلة الأناشيد والأغانى، والفتاوى الشرعية. حزب النور السلفى استحوذ على الأجواء الانتخابية فى الدقهلية أمس، إثر انتشار نشيده الجديد، عبر مكبرات الصوت فى معظم مراكز وقرى المحافظة. «يا مصر صباحك نور، بنبارك تانى عبور.. وعشانك بس يا غالية.. اتأسس حزب النور».. هكذا تبدأ كلمات نشيد حزب النور السلفى، قبل أن تحدد هدفه من خوض الانتخابات، بكلمات من شاكلة «والله لوجه الله.. ولا عاوزين إلا رضاه.. وان طالت بينا حياة.. هتكون أرواحنا جسور».. و«هنلف فى كل ربوعك... ونفّرح كل نجوعك... خططنا نشبع جوعك.... ومشاكل سير ومرور.. أمية لا بد تزول... للفقر لاقينا حلول... فساد هيكون محلول... بقانون على الكل يدور». حزب النور السلفى فى الدقهلية، لم يكتف بالنشيد، وإنما نوّع من هتافاته الخاصة برمزه الانتخابى «الفانوس»، مثل «خش وعلم ع الفانوس... خلى حزب النور يفوز».. و«خش وعلم ع الفانوس.. عايزين نقضى ع اللصوص».. و«خش وعلم ع الفانوس مش عايزين تحكمنا فلوس». قبل أن يساند مسؤولو الحزب هناك مرشحيه، بنشر فتوى شرعية، على الموقع الإلكترونى للحزب، لإلزام الناخبين بالتصويت للأحزاب الإسلامية، دون غيرها. بينما رد مرشحو حزب الحرية والعدالة، بالقيام بجولات انتخابية ومسيرات حاشدة، فى قرى بنى عبيد ومدينة بلقاس، فى حين تستعد قائمة «الثورة مستمرة» لأولى جولاتها الانتخابية، فى الأحياء الشعبية، فى المنصورة، التى اعتمد عليها شباب الجمعية الوطنية للتغيير فى تجميع التوقيعات للدكتور محمد البرادعى، قبل الثورة. يأتى هذا، بينما أصدرت مديرية أمن الشرقية، كشوف المراكز الانتخابية واللجان الفرعية فى الشرقية، المقرر إجراؤها فى 14 من ديسمبر المقبل، حيث قدر عدد المراكز الانتخابية فى خمس دوائر، بنحو 1035، فى حين بلغ عدد المقرات 2118 وعدد اللجان الفرعية 3735، أما عدد الناخبين فى المحافظة 3483912 ناخبا. بينما تم تحرير أول محضر ضد محافظ الشرقية الدكتور عزازى على عزازى، من قبل مرشح حزب الغد سمير أبو لبدة، بدعوى إهمال المحافظ وتقصيره فى حماية الممتلكات العامة، من الاعتداءات عليها، عبر وسائل الدعاية الفجة للمرشحين، من لافتات وطلاء وبوسترات، وما شابه. فى حين كانت أحداث ميدان التحرير الدامية حاضرة فى المؤتمرات الجماهيرية لحزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث أكد الأمين المساعد لحزب الحرية والعدالة فى الشرقية المهندس أحمد شحاتة، فى مدينة القنايات أمس، أن أيادى داخلية وخارجية، تسعى لإشعال نار الفتنة، لإحراق مصر وقتل الثورة، التى حررت المصريين من النظام المخلوع المستبد، لافتا إلى أن التظاهر السلمى حق مشروع للشعب، لكن «يجب أن يُمارَس فى إطار عدم الاعتداء على الآخرين، وعدم تعريض أمن وسلامة الوطن والمواطنين أو مؤسسات الدولة للخطر». أما المرشح الفردى عن حزب النور السلفى فى الشرقية جمال متولى، فقال إن النظام الحالى «لا يختلف عن نظام مبارك، بل بتنا على يقين أنه امتداد طبيعى للنظام الفاسد، الذى لم يسقط منه سوى رأسه، بينما تبقى روحه وجسده، فهو كما هو بغبائه وسطوته على الشعب المصرى»، على حد قوله. فى الاتجاه ذاته، قال القيادى فى حزب الحرية والعدالة، المرشح على رأس قائمة جنوبالقليوبية الدكتور محمد البلتاجى، إن جماعة الإخوان المسلمين لم تدعُ إلى الاعتصام بميدان التحرير «بعد أن نجحت المليونية فى توصيل رسالتنا»، لافتا إلى «رفض الإخوان المشاركة فى الاعتصام»، وقال «طالبنا الجميع بالعودة إلى منازلهم مساء يوم الجمعة، ورفضت بعض القوى السياسية الرحيل واعتصموا بميدان التحرير» على حد تأكيده خلال المؤتمر الانتخابى الثالث لمرشحى قائمة الحزب فى جنوبالقليوبية، مساء أول من أمس، فى حى شرق شبرا الخيمة. فى المقابل قضت محكمة القضاء الإدارى فى القليوبية، بإدراج أسماء 35 مرشحا، ضمن قوائم المرشحين لمجلس الشعب، بعد عدم قبول اللجنة العليا للانتخابات أوراقهم، فى حين تم تغيير صفة لواءى شرطة، من فئات إلى فلاح، بينما استمرت حرب تمزيق اللافتات بين أنصار المرشحين، خصوصا لمرشحى حزبى الوفد والحرية والعدالة.