لا يهتم الداعية السلفى حازم شومان، بعاصفة الانتقادات المتصاعدة ضده، منذ اقتحامه حفلا غنائيا أحياه الفنان هشام عباس، فى أكاديمية النيل فى المنصورة، قبل يومين، صارخا «الغناء حرام شرعا»، حتى إنه أعلن على صفحته على «فيسبوك»، رغبته فى مقابلة هشام عباس، ليذكره بالله. «لم أقتحم الحفل» يشير بها شومان، فى حواره مع «التحرير»، إلى حادثة حفل المنصورة، قبل أن يقول بحسم «أنا أدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكنت أقبل رأس الشباب، وأحتضنهم، ولم أنفرهم». وتابع «كنت أنصح فقط بالكلام، حتى إن أفراد الأمن احتضنونى والتقطوا صورا معى، قبل أن يدخلوننى الحفل، بمجرد طلبى ذلك». «أنا أدعو إلى الله، ولن اتخلى عن دعوتى»، مرجعية يغلف بها شومان جميع تصرفاته ومواقفه، خصوصا أن الإسلام «جمع بين الدين والدنيا»، وعليه فهو يعتبر أن جهاده لإقناع المسلمين، بشرع الله وبحتمية تطبيقه لا يضاهيه، فى عصرنا هذا، أى جهاد آخر، كما أنه غير مهتم بالمرة بالحديث، أو العمل فى الشأن السياسى، كغيره من مشايخ ودعاة السلفية والتيارات الإسلامية، بعد ثورة 25 يناير. شومان قال بوضوح، فى حواره مع «التحرير»، إنه من الأهمية الآن أن نسأل أنفسنا «هل يقبل المسلم شرع الله، أم لا؟»، قبل أن يسجل ملاحظة، تحمل فى طياتها إجابة عن سؤاله السابق، بأن «بعض دول أوروبا تطبق أحكام الشريعة، لكنها ليست مسلمة». ويتوقف شومان عند مفارقة مصرية، من وجهة نظره، بالإشارة إلى أن الدستور ينص فى مادته الثانية على أن الشريعة الإسلامية هى مصدر التشريع الرئيسى، لكن المسلمين أنفسهم «أكثر الناس لا يطبقونها، من خلال أكل المواريث فى القرى والصعيد بالباطل»، معتبرا أن الأهم، ليس وضع نصوص المواريث، وفقا لأحكام الشريعة، بقدر اتباع شرع الله»، على حد قوله. الداعية السلفى، سيشارك فى جمعة «تسليم السلطة» اليوم، من أجل الدعوة إلى استكمال الثورة، معتبرا الثوار «كرماة غزوة أُحد، عندما انشغلوا وتركو المعركة، ونزلوا لجمع الغنائم، ومن ثم التف فلول المشركين حولهم، وحدث ما حدث». مشهد «أُحد» المأساوى، فى رأى شومان «يتكرر الآن، فالقوى السياسية، تركت المعركة، للانشغال بجمع الغنائم من مقاعد برلمانية، فعاد الفلول والتفوا على الثورة».