أمس، ظهر البرادعى مع زميلنا عمرو الليثى فى «90 دقيقة» وهو يطوف منطقة تل العقارب ويتحدث عن العشوائيات والفقر. للوهلة الأولى قد تعجب بالبرادعى، لكن دعنى أصدمك وأقول لك إن الفكرة هى فكرة عمرو الليثى فى الأساس وكان سينفذها فى قناة «التحرير»، لكن البرادعى مواعيده لم تكن (ظابطة)، وها هو البرادعى ينزل بصحبة الكاميرات والمعاونين وأفراد حملته. قبل نحو شهر جمعتنى ظروف عمل بالبرادعى فى لقاء سريع لم يستغرق دقائق. كانت المرة الأولى التى ألتقيه فيها، فسألته: مش ناوى تنزل للناس يا دكتور؟ رد الرجل: ما إحنا بننزل. لم أكمل حوارى مع الرجل الذى دخل تصوير أحد البرامج، لكن استوقفتنى كلمته: «ما إحنا بننزل». أين نزل البرادعى ليلتقى بالناس الحقيقية غير المسيسة؟ متى قرر البرادعى النزول للبسطاء وتحسين صورته عندهم وهم لا يزالون يرونه عميل أمريكا الذى يجب محاربته؟ هل اكتفى البرادعى ب«تويتر» ليكتب وينظِّر ويحلل، ونسى أن أصوات «تويتر» وحدها لن تجعله ينجح فى أى انتخابات، أم اكتفى برصيد قديم من تصريحات ونضال لا يكتمل إلا بالتفاف الناس، لا بعدد الفولورز. الواقع يقول إنه بينما يقبع البرادعى فى فيلته فى الصحراوى يفكر فى تويتة اليوم، فهم عمرو موسى وأحمد شفيق وباقى المرشحين الفلّة ونزلوا للناس التى أحسنت استقبالهم، بينما البرادعى ولا هنا.. خلى «تويتر» ينفعه.