لم يتوقع أحد الزيارة المفاجئة غير المعلنة، التى قام بها وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوى، إلى ميدان التحرير أمس. الزيارة كانت مقتضبة للغاية استغرقت نحو 15 دقيقة، تفقد فيها رجال القوات المسلحة والشرطة العسكرية وجنود الداخلية المتواجدين فى الميدان ثم استقل سيارته العسكرية مرة أخرى وانصرف. وقبل وصوله إلى التحرير، أدى المشير صلاة الجمعة، فى مسجد آل رشدان، بصحبة قادة القوات المسلحة وعدد من ضباط الجيش والمسؤولين، فى تقليد سنوى جرت تسميته ب«صلاة النصر». لتقديم التهنئة إلى رجال الجيش، بعيد النصر وشهر رمضان. وصول المشير إلى الميدان برر الوجود الأمنى المكثف والحضور العسكرى الذى شهده ميدان التحرير أمس، أكثر من 60 سيارة أمن مركزى، وعشرات المجندين والضباط انتشروا على أطراف الميدان، وأفراد الشرطة العسكرية ومدرعات القوات المسلحة تمركزوا عند نقاط حيوية حول الميدان. ورغم الحصار الأمنى والعسكرى وعدم السماح بوصول المتظاهرين إلى منتصف الميدان، قام شباب تابعون للطرق الصوفية بتنظيم عملية الدخول إلى الميدان. نفر قليل من المتظاهرين وعدد من أهالى الشهداء، استجابوا لدعوة قوى سياسية وطرق صوفية أصرت على دعوة التظاهر أمس، للمطالبة بدولة مدنية تحت شعار «فى حب مصر»، وتمكن المئات من التسلل إلى الميدان والوصول إلى مسجد عمر مكرم لأداء صلاة الجمعة، ولم يؤد أى شخص الصلاة، كما جرت العادة، فى قلب الميدان. خطيب مسجد عمر مكرم ألقى خطبة جمعة حماسية كالعادة، وصف فيها فتاوى تحريم محاكمة مبارك بأنها غير شرعية. بعد الجمعة، جاب عشرات المتظاهرين ميدان التحرير، مرددين شعارات تطالب بدولة مدنية والقصاص للشهداء، وبعد أن منعتهم قوات الأمن من الوصول إلى منتصف الميدان، تجمعوا على الرصيف المقابل للجامعة الأمريكية. أمين عام حزب التحرير المصرى الصوفى عصام محيى، قال فى أثناء مثول «التحرير» للطبع، عن فاعليات مليونية الدولة المدنية، تبدأ بعد صلاة عصر أمس، حيث تنطلق مسيرتان إلى ميدان التحرير، رافعتين أعلام مصر وشعارات تطالب بدولة مدنية، وبعد صلاة المغرب سيتم تنظيم حضرة صوفية فى الميدان.
