دخل طلعت السادات السجن بتهمة ازدراء المؤسسة العسكرية، وقضى عاما ظبطه ظبطة تمام، ليخرج بعدها يشكر فيها وفى مبارك. بعد الثورة التى حاول أن ينتفع منها وأن يركبها لكنه وقع على جدور رقبته، دعا لرئيس عسكرى، ورفض أن يُحبس مبارك فى السجن، وأكد أنه مفجِّر الثورة الحقيقى، وها هو يتهم «6 أبريل» بالخيانة العظمى داعيا لمحاكمتهم. السادات الذى وقف الجميع ضد محاكمته عسكريا يدعو الآن لمعاقبة ناشطين سياسيين كانوا -مع الثورة- سببا فى جعله رئيسا للحزب الوطنى الذى كان يهاجمه بحجة أنه بتاع عمه، قبل أن ينحل بفلوله، بسلطاته، بطلعتاته، ببابا غنوجه، لكنه -كعادة مثل هذه الشخصيات- مابيونِّش، وها هو يكوّن حزبا جديدا مليئا بالفلول «فلول وبيض وجبنااااا». السادات الذى فشل فى أن يكون نقيبا للمحامين، وعمل المستحيل لرئاسة حزب الأحرار ففشل أيضا، وحاول أن يكون زعيما ففشل برضه، دخل معارك تافهة ضد زميله فى الكفاح الوطنى مصطفى بكرى لنسمع وصلات ردح متبادلة، ويؤكد كل منهما أنه يمسك على الآخر (ورق) قبل أن تصفى الأمور وكل منهما «يوسّع» من سكة الثانى. السادات الذى دعا السفير الإسرائيلى على العشاء فى منزله، والذى تلهث خلفه برامج التوك شو لعمل حلقة سخنة مليئة بالهرتلة والضحك المتواصل، مهم فى حياتنا لدرجة لا تتخيلها. نفس أهمية بطوط. حتى اسألوا ميكى.