فى سباق النفس الطويل لأزمة الشماريخ بدأ الإجهاد والإعياء يظهر على اتحاد الكرة، ولم يعد قادرا على مواجهة العصيان والتمرد من قبل الجماهير، وتفننها فى الهتاف ضده وضد كل من يقف أمام تصرفاتها أو ينتقد أفعالها، وسقطت دفاعات الاتحاد من ضغوط الأندية الكبيرة التى رفعت يدها عن المواجهة، وراح بعضها يطبطب ويدلل ويدلع الجماهير ويحدثها بلغة طرية، ملقيا مسؤولية العقوبات على اتحاد الكرة، وتزامن ذلك مع رفع قطاع كبير من أعلام الراية البيضاء، وسمعنا أفكارا عن السماح بإشعال الشماريخ عند الفوز، وأن تكون داخل المدرجات، وأن تتراوح أعدادها من 10 إلى 15 شمروخا بعد كل هدف، وأبدع بعض الإعلاميين فى وضع لائحة إشعال الشماريخ، عدد الشماريخ بعد الهدف الأول، وكم شمروخ فى الثانى، ومضاعفة العدد عند التعادل، واحتفال بالصواريخ والألعاب النارية، فى حالة إحراز الفوز فى الوقت بدل الإضافى، كما حدث فى مباراة الزمالك وسموحة. وقد جاء قرار لجنة المسابقات بتأجيل اتخاذ القرار بشأن إشعال الجماهير للشماريخ فى مباراة سموحة بالإسكندرية، ليؤكد أن هناك اتجاها لإعادة النظر فى العقوبات المنظمة للجنة المسابقات، حيث أوردت اللجنة فى بيانها نصا يقول (إرجاء العقوبة لحين عقد اجتماع بين رؤساء الأندية ورئيس الاتحاد ولجنة المسابقات، والذى تم الاتفاق عليه فى وزارة الداخلية، مع تمسك لجنة المسابقات بمنع ظاهرة الشماريخ فى الملاعب حماية لجميع عناصر اللعبة)، والقرار بهذا النص يؤكد أن لجنة المسابقات غير حرة فى اتخاذ قراراتها، وأنها جاهزة لتعطيل اللائحة مع أول اتصال تليفونى، واتحاد الكرة نفسه هو الآخر جاهز ومستعد لتنفيذ الأوامر، فكما جاء فى بيان لجنة المسابقات أن الإرجاء تم بناء على اجتماع وزارة الداخلية، فالقرار جاء من لاظوغلى، ووضح من البيان أن اللجنة قررت التراجع عن العقوبات، والبداية بمباراة الزمالك الذى قد تفلت جماهيره من العقوبة، فكما ورد فإن اللجنة متمسكة بمنع ظاهرة الشماريخ، ولم تعلن تمسكها بتنفيذ اللائحة. وقرارات لجنة المسابقات ظلمت الأهلى، حيث تمسك أعضاؤها الأشاوس علينا والأرانب أمام إشارة من أصابع الكابتن سمير، بتطبيق العقوبة على النادى الأهلى، ولعب مباراته أمام الإسماعيلى من دون جمهور، رغم تأجيلها وإقامة أسابيع تالية فى المسابقة عليها، ولكنه العدل الذى يطبق على الأهلى وينسى الزمالك. إلا أن هذا الموقف الغريب من اللجنة ضد الأهلى وصمت المسؤولين فى البيت الأحمر عليه أدهشنى، كيف تتجرأ لجنة المسابقات على الأهلى؟ ولماذا يصمت أهل الأهلى على ظلمهم، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فإدارة الأهلى واتحاد الكرة اتفقا على أن إقامة المباراة من دون جماهير هو الحل الأمثل للهروب من مواجهتها، فحتى الظلم متفق عليه! المهم نعود إلى الشماريخ فقد أصدرت جماعات وروابط مشجعى الألتراس بصفحاتها على ال«فيسبوك» قائمة بفلول الرياضة الذين يقفون أمام ثورتهم الحمراء فى المدرجات، وتعبير الفلول عند الألتراسوية مختلف عن المعنى المتفق عليه فى الأبجدية السياسية من أنهم مجموعة الأشخاص الذين انتموا أو ساعدوا أو تعاونوا أو سهلوا لنظام الرئيس المخلوع إفساد الحياة السياسية، أما الفلول عند الألتراس والوايت نايتس هم من يقفون بالرأى أو الموقف من الإعلام والمسؤولين ضد إشعالهم الشماريخ، بدليل رفع اسم حسن حمدى (إلى الأبد) رغم أنه مصنف فلول من الدرجة الأولى. والآن وصلت الشماريخ إلى المنطقة الخطرة، فتنازل الاتحاد وتراجعه فى قضية عادلة تهدف إلى حماية أرواح الجماهير يعنى أنه فى المرة القادمة ستأتى العقوبة من الجماهير، وربما نجد سمير زاهر ومجدى عبد الغنى وحازم الهوارى رافعين أيديهم على باب الاستاد (اللهم آمين)، وإذا انكسرت الجماهير فقد يزداد غضبها وترتكب حماقات أكبر من الشماريخ. أم عن رأى الشخصى فإننى مع احترام اللوائح وتطبيق العقوبات، حتى لو لعب الأهلى والزمالك باقى مبارياتهم فى الدورى من دون جمهور، بل إننى أطالب بتغليظ العقوبة إذا استمر تكرار الخطأ، بما فيها خصم النقاط، حتى تقوم الأندية الجبانة بدورها، ويتخذ مسؤولوها مواقف إيجابية للحد من هذه الظاهرة.