ساحات صلاة عيد الفطر كانت فرصة للقوى الإسلامية ل«استعراض العضلات»، الأمر اختلف تماما فى عيد الأضحى، حيث تحولت ساحات الصلاة إلى ساحات للدعاية الانتخابية. لم يتبق على موعد انطلاق أولى مراحل الانتخابات البرلمانية إلا اثنان وعشرون يوما، لذلك فالسباق المحموم نحو البرلمان يبدأ من تكبيرات العيد. جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية، حزب الحرية والعدالة، ابتكرت مشروع سيارة الأحلام، وهى سيارة كبيرة، تم تغطيتها بالكامل بشعارات حزب الحرية والعدالة تطوف شوارع وميادين مصر. يسير حولها عدد كبير من متطوعى الحزب من الشباب والفتيات، لجمع رغبات المصريين ومقترحاتهم، وكذلك توقعاتهم من الحزب ونوابه فى البرلمان. الحزب أكد أن فكرة السيارة تأتى وفاء للوعد الانتخابى الذى يطرحه الحزب فى حملته لبرلمان 2011، «برلمان يحقق مصالح الشعب». الجماعة أكدت أنها ستقيم صلاة العيد فى كل المحافظات وفى غالبية الساحات كما اعتادت كل عام، ولكن هذا العام سيكون المجال أكثر رحابة للدعاية. ساحة مسجد مصطفى محمود، ستكون ملكا للإخوان «تنظيميا»، أما خطيب العيد فيها فسيكون الدكتور محمد عمارة. تعتبر الجماعة السلفية، هى أبرز فصيل مواجه لجماعة الإخوان. عضو الهيئة العليا لحزب النور، الدكتور يسرى حماد، قال ل«التحرير» إن المسؤول عن إقامة وتنظيم ساحات صلاة عيد الأضحى، هى «الدعوة السلفية لا الحزب»، مؤكدا أن مرشحى الحزب سيصلون مثل باقى المصلين، ولن يرفعوا دعاية انتخابية. حماد أضاف أن الدعوة ضاعفت عدد الساحات التى تؤدى فيها صلاة العيد بعد الثورة، نظرا لأنها كانت ممنوعة فى عدد من المحافظات، منها مثلا فى الصعيد وسيناء، ويقول «هذا العيد سيشهد حضورا كبير للدعوة فى الصعيد»، مشيرا إلى أن اتفاقا حدث بين خطباء الجماعة السلفية، على عدم التطرق للدعاية الانتخابية أو دعم مرشحى الحزب. وقال «ستكون صلاة روتينية، كالمعتاد كل عام». وحول اعتبار أن الهدايا نوع من الدعاية، قال «نحن اعتدنا على توزيع تلك الهدايا منذ زمن طويل، وربما يقوم بعض محبى (النور) أو بعض المرشحين بشكل فردى بوضع دعاية عليها». حماد انتقد الأحزاب الليبرالية واليسارية، متهما إياها بالتناقض، لأنها تتنافس الآن على منابر المساجد، «فى حين كانوا يتهموننا باستخدامها للدعاية»، بما فيها حزب المصريين الأحرار الذى أسسه، رجل الأعمال نجيب ساويرس، على حد تعبيره. عبد الله، وهو النجل الأكبر لمفتى الجماعة الإسلامية، الشيخ عمر عبد الرحمن، قال إنهم سيقيمون صلاة العيد فى مقر اعتصامهم، المستمر منذ 82 يوما، أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، للإفراج عن والده، موضحا أنهم لا يزالون متمسكين بالاعتصام على الرغم من تخلى قيادات الجماعة عن مشاركتهم، وكذلك شيوخ الإخوان والتيارات السلفية.