اتهم حزب الوفد أول من أمس السفارة الأمريكية فى القاهرة بالتدخل فى الشؤون الداخلية لمصر عبر تقديم تمويل ودعم لبعض الكيانات والشخصيات -لم يحددها بالاسم- بهدف إحداث بلبلة وفوضى فى المجتمع المصرى. وأكد السيد البدوى رئيس الحزب، فى تصريحات للصحفيين عقب استقباله السيد برناردينو ليون مبعوث الاتحاد الأوروبى الخاص لجنوب المتوسط، أن الشعب المصرى يرفض هذا التدخل الأمريكى، كما يرفض بشدة تعيين مبعوث أمريكى خاص لشؤون الأقليات فى الشرق الأوسط ومصر، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرفوض من الأقباط قبل المسلمين، لأن الأقباط ليسوا أقلية والشعب المصرى واحد منذ آلاف السنين. وكشف البدوى النقاب عن اعتزام أحزاب التحالف الديمقراطى خلال اجتماعها الأحد المقبل حسم مسألة ما إذا كان التحالف انتخابيا من عدمه. وقال إن أحزاب التحالف الديمقراطى الثمانية والعشرين وقعت على وثيقة تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة وعادلة أساسها المواطنة والقانون. وأضاف أنه سيتم التوصل مع جميع القوى والأحزاب الأخرى خلال الأسبوع القادم إلى وثيقة تتضمن المبادئ الأساسية التى يجب أن تكون فى الدستور القادم، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية فى المرحلة القادمة. التعليق : خالد على: محاولة لاغتيال المنظمات الحقوقية.. وماذا عن تمويل رجال الأعمال؟ خالد على مدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية: لو أن حزب الوفد لديه معلومات عن منظمات وأشخاص بعينهم تلقوا تمويلا من السفارة الأمريكية فعليه أن يفصح عنها على الملأ بدلا من محاولة اغتيال كل المنظمات الحقوقية عبر إلقاء تهم الخيانة والعمالة دون تسمية هذه الكيانات المعروفة، رغم أن الجميع يعرف أن هناك كيانات كان يدعمها الحزب الوطنى كانت تقاريرها تفيد بأن ما كان يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان هو أخطاء فردية وأن انتخابات البرلمان 2010 شابها بعض الأخطاء التى لم تؤثر على سلامة العملية الانتخابية! وإن كانت هناك منظمات حقوقية تتلقى التمويل فهناك أيضا رجال أعمال يتلقون تمويلا، وعلينا أن نعرف لأى سبب يتلقون هذه الأموال وكيف يتصرفون فيها. التحليل: البدوى يمارس حربا بالوكالة ويحاول تقديم كل ما يرضى المجلس العسكرى ربما هى حرب بالوكالة يمارسها السيد البدوى طبقا لما يراه المجلس العسكرى صوابا أو خطأ، وهى حرب بالضرورة لا تحتاج إلى تكليفات، فقط تستند إلى التوقع والتخمين لما قد يكون تبريره أو تأكيده أو رفضه مرضيا للمجلس العسكرى وقياداته دون أن يطلبوا هم شيئا. فالبدوى عقب ثورة يناير سارع إلى التحالف مع جماعة الإخوان بصورة براجماتية بحتة، على الرغم من رفض -من داخل الحزب وخارجه- لهذا التحالف، أكدته استقالة أعضاء من الوفد أبرزهم سامح مكرم عبيد، إلا أن البدوى المتطلع إلى ضمان خوض الانتخابات القادمة دون مواجهة الجماعة الأكثر تنظيما، ربما رأى أيضا أن خوض الانتخابات مع جماعة الإخوان المسلمين فى قائمة انتخابية واحدة أمر قد يكون مرضيا أو محل استحسان من المجلس العسكرى. الرجل لم يتوقف دوره على ذلك فحسب، بل سارع إلى تأكيد رفض الرقابة الدولية على الانتخابات بعد ما أعلن المجلس رفضها! ولم يوضح البدوى وقتها أى نوع من التدخل الأجنبى فى رقابة تمارس على الانتخابات الأمريكية والأوروبية! ثم جاءت تصريحاته عن التمويل وهجومه شديد اللهجة على السفارة الأمريكية، بعد الهجوم المماثل الذى شنه اللواء الروينى على حركات معارضة اتهمها اللواء بتلقى تمويلات أمريكية.!