لم يكتب فصل النهاية فى رواية مقتل اللواء محمد البطران بعد.. بعد مرور أكثر من ستة أشهر، يظل مقتل الرجل لغزا بلا تفسير، بين أسرته التى تستند إلى تقرير الطب الشرعى، فى تأكيدها مقتله على يد أحد ضباط وزارة الداخلية، وموقف الداخلية ذاتها، التى تؤكد مقتله على يد أحد سجناء سجن القطا فى الفيوم، يوم 28 يناير.. واليوم تنفرد «التحرير» بشهادة جديدة، على لسان الرائد محمد أحمد إسماعيل، مشرف الحماية المدنية فى سجن القطا، عن ملابسات مقتل البطران. الرائد إسماعيل، لم ينكر اتهاما، ولم يؤكد آخر، هو فقط يحاول بين سطور شهادته، على ما يبدو، إثبات أن البصرطى، المتهم الثانى فى قضية مقتل البطران، كان بصحبته خارج السجن، حين وقعت الجريمة. صباح يوم وقوع الحادث، دخل الرائد إسماعيل، إلى السجن، وفوجئ باندلاع حريق داخل كافيتريا المسجونين، حاول ومعه بعض السجناء إطفاء الحريق، حسب نص شهادته، وعند خروجه من الكافيتريا وجد اللواء البطران، وإلى جواره رئيس مباحث سجن القطا، المقدم السيد جلال، الذى طلب منه البطران تأمين الدور الأول فى عنبر (أ)، حتى يصعد هو إلى الدور الثانى، ومعه عدد من العساكر، لافتا إلى أن جميع الضباط طلبوا من البطران، عدم الصعود إلى العنبر، لوجود حالة تمرد واسعة داخله، وكان بعض المساجين يلقون بالزيت المغلى من الدور الثانى، لكنه رد «سيبها على ربنا»، حسب قول الرائد إسماعيل. عقب صعود البطران للدور الثانى، وصل إلى مقر السجن، مفتش سجن القطا الجنائى، العقيد عصام البصرطى، وأمر إسماعيل بالذهاب إلى البطران ومناشدته العودة خوفا عليه، حسب قول الرائد إسماعيل نفسه، الذى قال إنه علم حينها، بمخطط لاختطاف البصرطى، نظرا لعدم حب السجناء له. فأصرّ إسماعيل على اصطحاب البصرطى إلى منزله القريب من السجن، لكنهما توجها إلى المستشفى قبل الذهاب إلى المنزل (دون أن يذكر سببا لذلك)، وهناك تلقيا اتصالا تليفونيا من النقيب إبراهيم يوسف شندى، يبلغهما نبأ مقتل البطران، بعد نحو 45 دقيقة فقط، من مغادرتهما لمقر سجن القطا.