على الرغم من أن الخوف من حدوث فراغ إدارى فى الجامعات كان من أهم أسباب المجلس العسكرى لرفض مرسوم إقالة القيادات الجامعية منذ قيام الثورة، فإن ذات المجلس بات مسؤولا عن حدوث ذلك الفراغ فى عشر جامعات منذ أسبوعين، بسبب تأخره فى إصدار مرسوم تعيين رؤساء الجامعات المنتخبين لإدارة تلك الجامعات، واستمرار القائمين بالأعمال فى إدارتها دون صلاحيات حقيقية تمكنهم من اتخاذ قرارات أو التوقيع على الأوراق المهمة. المشهد الجامعى الذى يعيش حالة «تبديل جلد» غير حقيقية بسبب آليات الانتخابات الهزلية، التى لم تحدث سوى تغيير محدود فى مناصب الجامعات القيادية حتى الآن، بات يعيش حالة من الفوضى الناتجة عن غموض موقف المجلس العسكرى بشأن نتائج الانتخابات، التى أبطلتها أحكام القضاء الإدارى والرفض الواسع لها فى بعض الجامعات، التى شهدت تلاعبا مكشوفا فى نتائجها لصالح رموز الحزب الوطنى المنحل. تأخر صدور مراسم تعيين رؤساء الجامعات كان مبعثا للقلق فى جامعتى الزقازيق وبورسعيد، اللتين فاز برئاستيهما أستاذان من المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، خصوصا أن الوزير قرر تعيين منافسيهم فى الانتخابات كقائمين بأعمال الرئاسة، رغم خسارتهم فى الانتخابات، ورغم أن رؤساء الجامعات المحسوبين على النظام المخلوع ممن فازوا فى الانتخابات يمارسون أعمالهم كرؤساء جامعات بشكل شبه كامل، فالدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة، يمارس مهام منصب رئيس الجامعة يوميا من قاعة ملحقة بمكتبه ويوضع اسمه كرئيس للجامعة على جميع ملصقات وخطابات الجامعة، وكذلك الحال فى جامعة جنوب الوادى وجامعة الفيوم وبنها وبنى سويف، بينما تستمر المظاهرات الرافضة لهم بشكل يومى. وعلى الرغم من أن جامعة عين شمس تتجه نحو المصير نفسه الذى واجهته جامعات أخرى بعد ترشح القيادات السابقة فى الانتخابات، فإن انتخابات المجمع الانتخابى لكليات الجامعة صبت فى صالح جبهة استقلال الجامعة فى عدد من الكليات، أبرزها كليتا الطب وطب الأسنان وكلية الآداب التى حظت الدكتورة رضوى عاشور الأديبة الشهيرة والناشطة السياسية المعروفة، بثقة تمثيل أساتذة الكلية فى اختيار رئيس الجامعة الجديد، وكذلك الدكتورة هدى أباظة عضو حركة استقلال الجامعة. ومع استمرار السباق الانتخابى فى الجامعات اشتعلت المنافسة فى جامعة عين شمس بين التيارات المعارضة والمرشحين القدامى، حيث استطاع تيار الاستقلال الفوز بعمادة كلية طب الأسنان، حيث فاز الدكتور حسام توفيق الذى تدعمه الحركة، بالمنصب، بالإضافة إلى فوز إصلاحيين بمقعدى كلية طب الأسنان فى المجمع الانتخابى، وفوز مرشحى الحركة وحركة جامعيون من أجل الإصلاح -المحسوبة على الإخوان المسلمين- فى انتخابات لجنة الإشراف بكلية الطب. تيار الاستقلال قرر كذلك دعم الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم جبر المرشح لعمادة كلية الهندسة، بالإضافة إلى دعم مرشحين إصلاحيين للمجمع الانتخابى بكل الكليات، تحقيقا للتغيير الحقيقى فى إدارة الجامعة يمكن من تنفيذ البرامج الإصلاحية -على حد تعبير بيان تيار الاستقلال. الوضع السابق جعل بعض عمداء الكليات المستقيلين يحاولون التربيط مع ممثلى جبهة الاستقلال والتحالف معهم للفوز بالانتخابات، مؤيدين مطلب انتخاب وكلاء الكليات، الذى انطلق من كلية الطب وامتد إلى باقى الجامعة بعد نشوب مشكلات الوكلاء المعينين مع العمداء المنتخبين فى الجامعات الأخرى. من ناحية أخرى أثار التقرير الذى نشرته «التحرير» الثلاثاء الماضى، عن واقعة إخفاء الجدول الزمنى بكلية التمريض لتمكين عميدة الكلية المستقيلة من العودة إلى منصبها، جدلا واسعا داخل الكلية.