كعادة المؤتمرات العربية، لم ينجح مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذى ناقش الأحداث بسوريا، فى الوصول إلى أى نتائج من شأنها تغيير الواقع على الأرض. فالاجتماع الذى عقد فى مقر الجامعة العربية مساء أول من أمس لم ينجح فى تعليق عضوية سوريا فى الجامعة كما كان مخططا، بل تحفظت سوريا جملة وتفصيلا على القرار الذى أصدره مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، والذى يقضى بتشكيل لجنة وزارية برئاسة قطر وعضوية مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة، للاتصال بالقيادة السورية لوقف جميع أعمال العنف وعقد حوار وطنى شامل بمقر الجامعة وتحت رعايتها بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة خلال 15 يوما. السفير السورى يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة ورئيس وفدها فى الاجتماع، أعلن تحفظه على الدور الذى تلعبه قطر سياسيا وإعلاميا (قاصدا ضمنيا قناة «الجزيرة») لتشويه الحقائق والتحريض على التصعيد، بحسب تعبيره. كما تحفظ أحمد على الدعوة إلى حوار سورى فى القاهرة تحت رعاية الجامعة بين المعارضة والحكومة، قائلا إن سوريا دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية، وأى حوار وطنى يجب أن يكون على أرضها. كما انتقد السفير السورى توقيت الدعوة إلى عقد هذا الاجتماع، وقال إنها مريبة وغريبة وجاءت بعد فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية فى استصدار قرار من مجلس الأمن ضد سوريا. بهدف التدخل الخارجى. واتهم أيضا بعض الدول العربية بالقيام بممارسات غير شفافة فى اجتماعات المجلس فى 13 سبتمبر الماضى وقبلها، والتى أدت إلى تجاهل وتجميد تقرير الأمين العام ووضعه فى الأدراج. حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى، علق قائلا إننا الداعون إلى الاجتماع (يقصد الدول الخليجية) لسنا مطية لأحد، ولم ندع للاجتماع وفق أجندة خارجية ولكن من أجل سوريا والشعب السورى. أما على الساحة السورية، فقد استمرت قوات الأسد فى قتلها أهل سوريا موقعة عشرات القتلى، أعدادهم فى ازدياد مستمر بحمص وريف دمشق وإدلب وغيرها، ردا على دعوة الجامعة العربية لوقف فورى للعنف.