تفتت التحالفات الانتخابية وضع الأحزاب الإسلامية الجديدة فى مأزق، فأحزاب الأصالة والفضيلة والعمل والتوحيد العربى والبناء والتنمية وجدت نفسها فى مهب الريح، وبات الخيار محصورا لديها بين تحالف إسلامى برعاية حزب النور أو حزب الوسط أو النزول مستقلين. وكيل مؤسسى حزب التوحيد العربى عمر عزام، قال إن حزب النور عرض عليهم الانضمام إلى قوائمه، لكن الأمر ما زال محل دراسة، مشيرا إلى أنه فى حالة النزول سيرشح 17 مرشحا على المقاعد الفردية حتى لا يتكرر ما حدث فى التحالف الديمقراطى. مسؤول ملف الانتخابات فى حزب البناء والتنمية الدكتور صفوت عبد الغنى، قال إن كل الخيارات باتت مفتوحة أمام الحزب بعد انسحابه من التحالف الديمقراطى، التى منها الترشح بقوائم خاصة بالجماعة فى بعض المحافظات والتنسيق مع أحزاب أخرى فى بقية المحافظات، من خلال الدخول فى إطار تحالف إسلامى مع حزبى النور والأصالة، مؤكدا أن ما حدث فى التحالف الديمقراطى لن يحدث مرة أخرى، وأن الجماعة لديها خيارات وبدائل أخرى فى حال عدم سير التحالف الجديد بشكل مرضٍ، مؤكدا أن تنسيق الجماعة مع حزب الوسط يتم بشكل جزئى لا يرقى إلى درجة التحالف. عبد الغنى أرجع فشل التحالف إلى تعامل الإخوان بنوع من الابتزاز الرخيص والرغبة فى الهيمنة، ومحاولة السيطرة على القوائم والحصول على أكبر قدر من المقاعد، معتبرا أن التحالف الديمقراطى الذى دعا إليه الإخوان كان بمثابة لعبة منهم لضم عدد من الأحزاب لضمان عدم المنافسة، مع وضع أنفسهم على رؤوس القوائم لضمان فوزهم وعدم منافسة الآخرين لهم، مضيفا أن الجماعة ستدفع ب75- 85 مرشحا بعدما تقلص عدد مرشحيها فى التحالف إلى 15 فقط. عضو اللجنة العليا لحزب الفضيلة محمد أحمد إمام، قال إن حزب الفضيلة بعد انسحابه من التحالف الديمقراطى سوف يتقدم مرشحوه إلى لجنة الانتخابات خلال الأيام القادمة للمنافسة على المقاعد الفردية، مؤكدا أن «الفضيلة» لن ينضم إلى أى تحالفات أخرى أيا كانت، بعدما تبين له أن هذه التحالفات قائمة على مصالح وما هى إلا طرف يحاول فرض إرادته على الباقين، إضافة إلى وجود نوع من المهانة والتجاوز فى المسائل المعنوية والنفسية. المتحدث الرسمى لحزب الوسط طارق الملط، قال إن الحزب سيخوض الانتخابات مستقلا دون الدخول فى أى تحالفات، مضيفا أنه لا مانع لدى الحزب من التنسيق مع القوى السياسية الأخرى، مضيفا «هناك فرق بين أن نرحب بالتنسيق مع القيادات الحزبية، إذا رأينا أن ذلك من المصلحة الوطنية، وتوجيه الدعوة إلى شخصيات بعينها وهذا لم يحدث»، مؤكدا عدم وجود أى تمثيل لرموز حاليين من جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الحزب. مسؤول ملف الانتخابات بحزب النور العميد يحيى حسين، قال إن كل الأمور مطروحة و«نحن نرحب بالجميع بالنزول على قوائمنا والحزب سينزل فى كل الدوائر». وحول رغبة الأحزاب الإسلامية فى الحصول على ضمانات من حزب النور حتى لا يتكرر ما حدث مع الحرية والعدالة، قال «نحن لا نقدم تنازلات، لكن الانتخابات تحتاج إلى مرونة كبيرة، ونحن على استعداد لتقديمها».