كأن روسيا التى يقارب عدد سكانها ال150 مليون نسمة قد عقمت إلا من هذين الرجلين ليتحكما بمصيرها السياسى على مدار أكثر من عقد من الزمن.. فيلاديمير بوتين وديمترى ميدفيديف، فقد أعلن حزب روسيا الموحدة الحاكم فى رسالة إلى الشعب الروسى على موقعه الإلكترونى أول من أمس الجمعة، أن رئيس الوزراء بوتين هو مرشحه للانتخابات الرئاسية المقررة فى مارس 2012. وجاء فى رسالة الحزب التى نشرها تمهيدا للانتخابات التشريعية التى ستجرى فى 4 ديسمبر، أن «حزب روسيا الموحدة يرشح زعيمه رئيس الحزب فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين لمنصب رئيس روسيا». وبوتين، 58 عاما، الضابط السابق فى جهاز الاستخبارات «كيه جى بى» الذى تولى رئاسة روسيا لولايتين متتاليتين (2000-2008)، عين صديقه السياسى المقرب ديمترى ميدفيديف لخلافته فى الكرملين بسبب عدم قدرته على الترشح لولاية ثالثة على التوالى عام 2008. وكان هو وليس ميدفيديف الذى يدير بالفعل سياسات روسيا، وهذا ما ألمح إليه وزير المالية ألكسى كودرين حينما تعدى على شرعية الرئيس بقوله إنه يريد أن يستشير بوتين عقب خلاف مع ميدفيديف. كانت المسرحية السياسية الهزلية التى اكتفى الشعب الروسى بدور المتفرج فيها، واضحة منذ أول يوم وصل ميدفيديف للرئاسة، ولم يعد هناك شك فيها، مع اقتراح ميدفيديف نفسه دعم ترشيح بوتين خلال مؤتمر للحزب، فى 24 سبتمبر الماضى، وأعلن موافقته على ترؤس قائمة حزب روسيا الموحدة فى الانتخابات التشريعية. لكنه قبل وقت قصير جدا على الإعلان الرسمى، كان بعض المراقبين يراهن على أن ميدفيديف لن يكون مجرد «محلل» يستخدمه القيصر الجديد بوتين للوثوب على عرش روسيا مجددا، وأنه بما اكتسبه من خبرات سياسية على مدار السنوات الماضية، لن يكون لقمة سائغة لأستاذه. لكن بيان الحزب حسم كل شىء، كما أعرب أيضا عن ثقته بأن ميدفيديف الذى قد يصبح رئيسا للوزراء فى حال فوز الحزب الحاكم، سيكون قادرا على تشكيل فريق جديد شاب ومنتج وحيوى لمواصلة عمله بهدف تحديث روسيا فى المجالات كافة.