مرة أخرى يلوح شبح مأساة حماة التى دكتها قوات حافظ الأسد وأجهز عليها ابنه، ولكن هذه المرة ينتقل الأسد الأصغر بعد أن أعاد أمجاد أبيه الدموية بحماة واللاذقية، ليعيد المأساة بحمص التى تحولت إلى منطقة عسكرية مغلقة وقعت تحت الحصار مع انقطاع الماء والكهرباء والأدوية ودخلت فى حرب حقيقية بعد تعرضها لقصف عنيف، مصحوبا بتحليق الطائرات الحربية التى اخترقت جدار الصوت منذ مساء الأحد الماضى. كما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بسقوط 5 من الجنود المنشقين برصاص «الشبيحة»، وتحدث شهود عيان عن صعوبة إخلاء الجرحى من شوارع المدينة جراء العمليات العسكرية. ومع استمرار القصف والحصار وحملات المداهمة الليلية بمدينة حمص «المنكوبة»، واصل الجيش السورى عملياته فى مختلف مناطق سوريا ودارت اشتباكات بينه وبين المنشقين، بينما استمر أهالى حى باب عمرو والقصور بحمص وغيرها من المناطق فى الخروج بالمظاهرات المسائية المطالبة بإسقاط النظام. أما فيما يتعلق بالمجلس الوطنى السورى، فقد تلقى دعما جديدا بعد قرار المجلس الوطنى الانتقالى الليبى أول من أمس الاعتراف به وإغلاق السفارة السورية بطرابلس. وقد ذكر موسى الكونى، عضو المجلس الانتقالى، فى مؤتمر صحفى بطرابلس: «نحن أول من يعترف بشرعية هذا المجلس، الذى يستمد شرعيته من الشعب السورى الذى خرج فى تظاهرات تأييد له تعطيه الشرعية، ولهذا يستحق منا أن نعترف به» أيضا، صاحب الاعتراف الليبى، اعتراف مصرى تمثل فى إعلان التحالف الديمقراطى المصرى، الذى يضم 40 حزبا سياسيا، الاعتراف بالمجلس الوطنى السورى ممثلا شرعيا للبلاد. كان المجلس الوطنى قد لاقى ترحيبا واسعا من الاتحاد الأوروبى، الذى اعتبره خطوة إيجابية، لكن دون اعتراف رسمى به إلى الآن، بينما ذكرت وزارة الخارجية الصينية أمس أن سوريا يجب أن تتحرك بشكل أسرع للوفاء بوعود الإصلاح، كما أعرب وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عن استعداد روسيا وبكين اقتراح مشروع قرار بمجلس الأمن يكون «أكثر توازنا» بشأن سوريا.