جاءت الانتخابات البرلمانية، أولى الخطوات نحو دولة حقيقية، فاختفت حشود ميدان التحرير، ليعد الجميع للانتخابات عدتها، من برامج انتخابية، وشعارات تناسب المرحلة، وعلى رأس من اختفوا، وإن كانوا بعيدين فعليا، الأحزاب الإسلامية، وفى مقدمتها: «الحرية والعدالة»، و«الأصالة»، و«النور»، و«الفضيلة»، و«التحرير المصرى». المفاجأة كانت مع حزب الإخوان، الذى رفع شعار «الإسلام هو الحل»، الذى ظل محل خلاف منذ استخدامه فى انتخابات 1990 وحتى انتخابات 2010، ومع إعلان لجنة الانتخابات حظر الشعارات الدينية والرموز الدينية، من باب الحفاظ على دولة المواطنة، تحاول الأحزاب الإسلامية الخروج من عباءة «الشريعة هى الحل» لترتدى ثوبا أكثر ليبرالية، قريب الشبه مع شعارات الحزب الوطنى سابقا. أمين عام حزب الحرية والعدالة، الدكتور محمد سعد الكتاتنى، قال إن الحزب لن يتنازل عن شعار «الإسلام هو الحل»، ويتمسك به شعارا مركزيا، مستندا إلى ما وصفه بدستورية وقانونية الشعار، بسبب حصول الإخوان على حكم قضائى بأحقيتهم فى رفع الشعار فى الانتخابات منذ ثلاث سنوات، وهو ما أكده المتحدث باسم الجماعة محمود غزلان، الذى قال إن للحزب الحرية فى اختيار شعارات لا تخالف أهداف الحزب. أمين عام الحزب بالقاهرة محمد البلتاجى، اعتبر أن شعار «الإسلام هو الحل» شعار يطبقه الإخوان فى حياتهم، ولن يتنازلوا عنه فى حياتهم العملية على الإطلاق، ولكن الحزب سيلجأ فى غمار الانتخابات إلى استخدام شعارات توافقية مع القوى السياسية، موضحا أن الحزب لن يسعى إلى الصدام مع القوى السياسية أو اللجنة العليا للانتخابات بتمسكه بالشعار الأبدى للجماعة، بل سيستخدم شعارا مستمدا من استحقاقات المرحلة السياسية الحالية التى يتطلب التوافق فيها على حساب المصالح الشخصية لكل حزب. عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفى، أعلن أن حزبه سيخوض العملية السياسية بمفردات السياسة، بعيدا عن استخدام الشعارات الدينية إلى الأبد، رافضا إقحام الشعارات الدينية فى العملية الانتخابية «حتى لا تؤدى إلى أزمات سياسية»، وفرق بين تبنى الحزب شعارا سياسيا، وبين أن ينتهج برنامجا يدعو إلى تطبيق الشريعة، ونفى أن يكون شعار الحزب هو «حزب النور معا على طريق الجنة». رئيس حزب الفضيلة «تحت التأسيس» محمد إمام قال إن الشعارات الحزبية تتوارى خلف التحالف الديمقراطى، الذى تكون فيه مجموعة التكتلات والأحزاب بمثابة قائمة واحدة، رافضا أن تكون الشعارات دليلا على الانتماء، وأضاف أن حزبه لا يحتاج إلى الشعارات، لأنه نجح فى الترويج لنفسه، موضحا أنه فى حالة قيام أحد الأحزاب المشاركة فى التحالف بوضع شعار خاص بها، سيكون غير مقبول، والبديل وجود شعارات عامة توافقية تخص القيم المجتمعية كالعدالة والأمن والحرية. الدكتور كمال حبيب، رئيس حزب السلامة والتنمية «تحت التأسيس»، قال إن الحزب سوف يشارك فى الانتخابات البرلمانية القادمة بقوائم فريدة وبتنسيق مع أحزاب أخرى، رافعا شعار «يد واحدة لا تفرق»، وأيضا «يدك فى يدى لنحافظ على الثورة». رئيس حزب العدالة والتنمية «تحت التأسيس» خالد الزعفرانى أوضح أن شعار حزبه كما هو لم يتغير، وهو «الإصلاح هو الحل»، رافضا رفع أى شعار دينى أو إسلامى، ودعا الأحزاب الإسلامية إلى تبنى شعارات عامة لا تسبب صداما مع أحد. ومن جانبه قال عصام محيى، القيادى بحزب التحرير الصوفى، إن الحزب سيستخدم شعار «نحن ضمير الأمة»، «ومن أجل مستقبل أفضل لبناء مصر»، «وإيدك بأيدينا نبنى»، وأضاف «نرفض الشعارات الدينية لأنها من نسيج الخيال».