على طريقة مبارك «أنا أو الفوضى».. جاءت رسائل وزير الدفاع الأمريكى، ليون بانيتا، الذى وصل أمس «الثلاثاء» إلى القاهرة، واجتمع بالمشير طنطاوى وبعض أعضاء المجلس العسكرى، اختاروا إسرائيل، التى ندعمها تماما، أو إيران التى تهددكم فى الجنوب وتدعم علاقات مشبوهة مع السودان ودول حوض النيل، أو تركيا التى تسعى لإعادة مصر إلى تابع لوريث الخلافة العثمانية، وتستخدمها فى صراعها مع إيران وإسرائيل على زعامة الشرق الأوسط. لكن بانيتا أرسل رسائله إلى المشير من تل أبيب، حيث بدأ زيارته لمنطقة الشرق الأوسط بإسرائيل، ليؤشر للحكام العسكريين عن إلقاء الإدارة الأمريكية ثقلها، لدعم إسرائيل فى كسر العزلة التى فرضت عليها فى المنطقة من تركيا ومصر والسلطة الفلسطينية فى أحداث متلاحقة. مصادر أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تعمدت التلويح بالمساعدات العسكرية، وربطها مؤخرا بالتحول الديمقراطى، للضغط على المجلس العسكرى، لاتخاذ خطوات سريعة، لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وعدم ربطها بالرفض الشعبى الداخلى. وأشارت إلى رسائل شفهية بأن التحجج بالضغط الشعبى سيجعل الولاياتالمتحدة تستخدم نفس الورقة، وتقف إلى جانب مطالبات القوى السياسية فى مصر بتسليم الحكم إلى حكومة مدنية وإنهاء حكم العسكر. فى المقابل، اجتمع وزير الدفاع الأمريكى مع المشير حسين طنطاوى ومساعديه فى زيارة فضّل الجانب المصرى الرسمى أن يصفها بأنها لبحث أوجة التعاون المشترك وتطورات الأوضاع على المستوى السياسى والأمنى فى مصر، لكن وزير الدفاع الأمريكى فى تل أبيب أعلن أنه سيطلب تسلم الجاسوس الإسرائيلى الأمريكى الجنسية، إيلان جرابل، وأنه يأمل فى أن يعود به على نفس الطائرة فى اختصار للمقدمات، والقفز إلى حصاد سريع للأزمة التى تمر بها مصر حاليا. بانيتا كان قد استبق الإعلان بمغازلة المشير طنطاوى بإرسال تقارير صحفية من على طائرة البنتاجون وهو فى الطريق من واشنطن إلى تل أبيب، عبر فيها عن شكره الخاص للمشير طنطاوى، للدور الذى قام به فى أثناء أزمة اقتحام السفارة الإسرائيلية، وكيف أن المشير استجاب لطلبه، وأصدر تعليمات بإنقاذ رجال الأمن الإسرائيليين. جرابل ألقى القبض عليه فى يونيو الماضى فى القاهرة، واتهم بالتجسس لصالح إسرائيل على المنشآت العسكرية فى منطقة قناة السويس، بينما زعمت أسرته أنه محام متطوع لخدمة منظمة اللاجئين فى القاهرة. لكن الضغوط نجحت ربما بعد زيارة دبلوماسى أمريكى للجاسوس فى سجنه، خرجت تصريحات بعدها بأن الجاسوس سيطلق سراحه مقابل مساعدات اقتصادية وسياسية لم تعلن نوعياتها. وفى مؤتمر صحفى مع وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، فى تل أبيب، قال بانيتا إنه أبلغ انزعاجه الجانب المصرى من اعتقال جرابل، وقال «ليس المهم لو أنهم سلموه لى أو فى ما بعد، المهم أن يتخذوا اللازم للإفراج عنه، سأنتظر لأرى ما سيحدث فى القاهرة». وزير الخارجية الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، سخر من الأمن المصرى الذى اتهم جرابل بالتجسس، وقال «ربما كان جرابل أهوج، ويتصرف بشكل غير مسؤول، لكنه ليس جاسوسا لا لإسرائيل ولا لأمريكا ولا لكوكب المريخ حتى». الغريب أن بانيتا دافع عن رفض أوباما الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى، جوناثان بولارد، الذى حكم عليه بالسجن 25 عاما، بتهمة سرقة معلومات عسكرية من البحرية الأمريكية لصالح إسرائيل، وأمضى منها عشر سنوات، وفشلت ضغوط اللوبى اليهودى فى إجبار إدارة أوباما على الإفراج عنه. بانيتا فى القاهرة، وفقا للمصادر، طلب الضغط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى التفاوض، وتأجيل ملف طلب العضوية الذى تتجه الأممالمتحدة بالفعل إلى تأجيل نظره واتخاذ قرار بشأنه. على جانب آخر، استخدم بانيتا التوتر الحالى فى سيناء، واتهام الخارجية المصرية إسرائيل بأنها تخطط للاعتداء على سيناء بعرض أمريكى، لزيادة المساعدات الفنية للقوات المصرية، لمواجهة نشاط الجماعات الإرهابية المتواصل، بعد تفجير خط الغاز الواصل لإسرائيل للمرة السادسة هذا العام.