أثار القبض علي الجاسوس الإسرائيلي الأمريكي الأصل «إيلان تشايم جرابيل» يونيو الماضي، جدلا واسعًا خصوصًا من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، ومنذ أن ألقت القوات المصرية القبض عليه بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي التي ما تزال تنكرها إسرائيل، وانتقادات عديدة توجه إلى المجلس العسكري الحاكم، ومحاولات عديدة من قبلهما تبذل من أجل الإفراج عنه. حتى إن وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» كان قد علق «إن جرابيل يمكن أن يكون شخص غير مسؤول ولكن ليس له علاقة بالمخابرات سواء في إسرائيل أو أمريكا أو في المريخ، ووصف اعتقاله بتصرف خاطئ من قبل السلطات المصرية». جرابيل كان يعمل متطوعًا ضمن مشروع معونة قانوني لأحد منظمات اللاجئين بالقاهرة، حينما تم القبض عليه وأشارت التقارير إلى إنه مريض ولذلك تدرس مصر التماسات الإفراج عنه، ولكن، لم تصدر أي وعود محددة أو أي تلميحات عامة حول ارتباط زيارة وزير الدفاع الأمريكي، والمسؤول السابق بالمخابرات الأمريكية «ليون بانيتا» إلى مصر بالإفراج عن جرابيل، أو ارتباط الإفراج عنه بدعم سياسي واقتصادي من الجانب الأمريكي. ورغم ذلك، تناولت الصحف العالمية هذه الزيارة وتنبأت بإن الهدف الأساسي ورائها هو إقناع القادة المصريين بالإفراج عن جرابيل، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن «بانيتا» في مؤتمر صحفي له بتل أبيب أمس الاثنين، فيما يتعلق بقضية الجاسوس: «لقد أثرنا اهتمامنا حول اعتقال هذا الشخص ونأمل أن تتخذ السلطات المصرية الإجراءات اللازمة للإفراج عنه، سواء تزامن الإفراج عنه مع زيارته أو الإفراج عنه في المستقبل، كما إنه سيضغط على قادة المجلس العسكري بالإسراع في إجراء الانتخابات ونقل السلطة إلى حكومة مدنية». ووجدت واشنطن بوست إنه من المفارقة أن تلح الولاياتالمتحدة على مصر من أجل الإفراج عن جرابيل، في الوقت الذي ترفض فيه الإفراج عن الجاسوس الإمريكي الإسرائيلي«جوناثان جاي بولارد» الذي كان يعمل في المخابرات البحرية الأمريكية، واتهم بتسريب معلومات لإسرائيل بسببها قضى 25 عامًا في السجن وتنتهي مدته 2015. وأوردت تعليق«بانيتا» على هذا السؤال لأحد المراسلين الإسرائيلين أثناء المؤتمر «إن بولارد ثبتت إدانته كجاسوس ولهذا السبب لن تفرج عنه الولاياتالمتحدة». وأثناء المؤتمر، حث بانيتا رئيس الوزراء الإسرائيلي «إيهود باراك» على ضرورة إصلاح علاقات إسرائيل المتوترة مع جيرانها وعلى رأسهم مصر.