وسط صمت رسمى امتد إلى إحجام الدكتور معتز خورشيد، وزير التعليم العالى، عن القيام بجولات تفقدية للجامعات فى العام الجديد، استمرت «لليوم الرابع على التوالى» الوقفات والمظاهرات الطلابية الحاشدة المتضامنة مع إضراب الأساتذة المطالبين بإقالة القيادات الجامعية وإجراء انتخابات شاملة على جميع مناصب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات. الإدارات الجامعية، المتشبثة بمقاعدها، لم تجد سوى أساليب النظام السابق لمواجهة تصاعد إضراب أعضاء هيئة التدريس والطلاب، حيث أحالت جامعة الإسكندرية اثنين من رؤساء أقسام كلية العلوم إلى التحقيق بسبب دعوتهما إلى الإضراب. بينما دعا الدكتور ماجد الديب، إلى نقل أسبوع الأنشطة الرياضية والاجتماعية إلى ساحة قصر الزعفران «مقر إدارة الجامعة»، للمرة الأولى، لوضع موظفى رعايات الشباب فى مواجهة المحتجين من الأساتذة والطلاب، الذين أعلنوا عن تجمعهم بساحة القصر لمنع الديب من الوصول إلى مكتبه اعتبارا من اليوم. هذا وقد تقدم مجلس جامعة عين شمس برئاسة الدكتور ماجد الديب باستقالته للمجلس الأعلى للجامعات مع نهاية يوم أمس الدراسى، باستثناء 3 عمداء فى مقدمتهم الدكتور خالد حمدى عميد كلية الحقوق. أما جامعة القاهرة فشهدت بدء حملة لتصفية المعارضين للقيادات الجامعية ممن وقفوا ضد استمرار عمداء الكليات فى مناصبهم خلال الانتخابات، حيث قام الدكتور محمد صالح، عميد كلية دار العلوم، بإحالة 5 من المدرسين المساعدين والمعيدين إلى التحقيق بتهمة تحريض الطلاب على التظاهر وترديد هتافات ضده نهاية العام الماضى. تحركات الإدارات الجامعية جاءت بنتائج عكسية أدت إلى تصاعد الاحتجاجات فى جامعات عين شمس، والإسكندرية، وأسيوط، وسوهاج، وكان من بين نتائج ذلك إعلان الإضراب الشامل بكلية صيدلة عين شمس بإجماع آراء أعضاء التدريس لتنضم إلى 7 كليات أخرى هى: الهندسة، وطب الأسنان، والحاسبات، والألسن والطب، وكلية البنات، والعلوم، بعد فشل مساعى لجنة الوساطة، التى تضم كلا من الدكتور حسن نافعة، والدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور عصام حشيش، والدكتور عادل عبد الجواد، فى لقاء رئيس الجامعة للمرة الثانية لإقناعه بالتنحى عن منصبه. جامعة القاهرة شهدت مظاهرة حاشدة صباحا لطلاب الامتياز بكلية التمريض احتجاجا على قرارات عميد الكلية الجديدة، بينما تزايدت أعداد المضربين فى كلية الآثار بشكل ملحوظ للمطالبة بإقالة عميدة الكلية الدكتورة عزة فاروق مع انتصاف اليوم الدراسى، الأمر الذى دفع الدكتور حسين خالد القائم بأعمال رئيس الجامعة إلى تشكيل لجنة تقصى حقائق، لبحث مشكلة كلية الآثار والنزاع القائم بين أساتذة الكلية والعميدة. اللجنة التنسيقية للإضراب بمختلف جامعات مصر دعت إلى مؤتمر حاشد بجامعة عين شمس يوم الأربعاء المقبل لبدء خطوات تصعيدية جديدة لمواجهة تشبث القيادات الجامعية بمقاعدها، إضافة إلى تنظيم وقفات حاشدة ومستمرة أمام مقرات إدارات الجامعات اعتبارا من الأحد المقبل. الدكتور شريف حامد، المتحدث باسم اللجنة، أشار إلى أنه تم رصد عدد من التصرفات غير المقبولة من الإدارات الجامعية ضد المضربين، من بينها قيام بعض أفراد الأمن الجامعى بجامعة المنوفية فرع السادات بالتحرش ببعض أعضاء التدريس، الذين قاموا بوضع ملصقات الإضراب فى جنبات كليات ومعاهد الفرع، ورغم تعهد قائد الأمن بعدم نزعها، فإنه قام بمجرد انصرافهم بنزعها، وهو السلوك نفسه الذى كان ينتهجه قبل الثورة عندما كان وكيلا للكلية لشؤون الطلاب. اللجنة أعلنت أنها بصدد إعداد قوائم سوداء لكل هؤلاء ودراسة اتخاذ إجراءات شخصية ضدهم فى الأيام القليلة المقبلة.