فى كل يوم تزداد الصورة قتامة مع ازدياد بطش النظام السورى وتمكنه -مسلحا بعتاده العسكرى وأساليبه الوحشية- من إسقاط مزيد من الشهداء بين صفوف الشعب المناضل، إلا أن ضوءا خافتا يظهر فى الأفق مع تزايد انشقاقات الجيش، وصمود مدن سوريا، ونجاح المعارضة السورية أخيرا فى تشكيل مجلس وطنى موحد. مع إعلان البيان التأسيسى للمجلس الوطنى السورى الموحد، أول من أمس، بإسطنبول، شهدت مدن إدلب ودرعا ودير الزور وحماة وحمص وغيرها، خروج المظاهرات الليلية لمباركة تشكيل المجلس الوطنى وإظهار التضامن مع الرستن التى شهدت سقوط أكثر من 130 قتيلا خلال اقتحامها، من بينهم 20 طفلا رميا بالرصاص، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 3 آلاف من السكان ودفن الجثث فى الحدائق. فى المقابل، استمرت عمليات الدهم والاعتقال التى تشنها قوات الأسد، حيث أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن القوات السورية تقود منذ فجر أمس عمليات أمنية واسعة النطاق فى مدينتى دوما بريف دمشق، ودير الزور، وسط إطلاق نار كثيف، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وذلك غداة مقتل 12 شخصا برصاص الأمن بمناطق مختلفة. مفتى سوريا الشيخ بدر الدين حسون -المعروف بمواقفه الداعمة للنظام- اكتوى بنيران آلة القتل السورية، أول من أمس، بعد مقتل نجله الأصغر برصاص أطلقه عليه مجهولون وهو برفقة أحد أساتذة جامعة «إيبلا»، الذى لقى حتفه أيضا وقد سارع النظام بإسناد تهمة القتل إلى العصابات المسلحة. على صعيد آخر، ما زالت الانشقاقات عن الجيش السورى فى ازدياد، حيث أفاد ناشطون وقوع انشقاقات بمناطق عدة بحماة وأخرى فى مطار الضمير بريف دمشق، ومقتل نحو 40 من المنشقين برصاص الجيش السورى، بالإضافة إلى عدد آخر من عناصر الأمن. وعلى الساحة اليمنية، ذكرت وكالات الأنباء أن نحو 20 جنديا يمنيا قتلوا فى قصف الطيران اليمنى على ضواحى زنجبار بمحافظة أبين، قال مسؤول أمنى محلى إنه وقع عن طريق الخطأ، بينما نفت وزارة الدفاع اليمنية التقرير، ويستمر خروج المسيرات الحاشدة المطالبة بإسقاط النظام.