بعد شهر تقريبا من انطلاق إضرابهم الأول، يواصل الأطباء الاحتجاج على ما يعتبرونه تجاهل الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة، لمطالبهم، بينما قال مساعد الوزير الدكتور عبد الحميد أباظة إن الوزارة لا يمكنها عمل شىء بعد فشل مفاوضاتها مع وزارة المالية لصعوبة تغيير الميزانية، غير أن أحمد عاطف، منسق إضراب الأطباء، هدد بتصعيد الاحتجاج حتى يحصل الأطباء على حقوقهم وتطهير قيادة الوزارة من فلول الحزب الوطنى المنحل، على حد قوله. مقر مجلس الوزراء شهد، أمس، وقفة نظمها الأطباء، احتجاجا على تجاهل حكومة شرف لمطالب الأطباء رغم مرور 27 يوما على الإضراب الكلى للأطباء، بينما ردد الأطباء الهتافات التى استنكرت موقف وزير الصحة من الأزمة، من بينها: «يا وزير فين التطهير إيه اللى جابك م التحرير»، و«عمرو حلمى عمرو بيه لسه هتخرب فيها إيه»، و«عمرو حلمى عمرو بيه إنت مقلب وشربناه». فى المقابل قال الدكتور عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشؤون السياسية والفنية إن جميع قيادات الوزارة يعملون بكامل طاقتهم لإيجاد حلول لمشكلات الأطباء، مشيرا إلى أن الوزارة أجرت مفاوضات مع وزارة المالية، ولكن دون جدوى، لصعوبة تغيير موازنة الدولة بعد اعتمادها، مضيفا «إحنا مش فى إيدينا حاجة نقدمها للأطباء»، ومؤكدا أنه لو استمر إضراب الأطباء عاما كاملا لن يتم إقالة أى مسؤول بالوزارة خدم فى عهد الوزير الأسبق حاتم الجبلى، لأنه «مطلب غير شرعى». بينما هدد الدكتور أحمد عاطف، منسق الإضراب باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الوزارة تتمثل فى إجراء جميع العمليات والفحوص الطبية للمرضى مجانا، لمنع أى مكسب للوزارة، مشيرا إلى أن إضراب الأطباء استمر سلميا طوال 27 يوما على التوالى، متهما من سماهم «أعوان الجبلى» بالتنكيل بالأطباء بعد أن أحالوا 16 طبيبا إلى النيابة العامة بتهمة الإضراب الكلى. وفى الإسكندرية، واصل الأطباء إضرابهم عن العمل فى 12 مستشفى من بينها مستشفيات التأمين الصحى والحكومى التى تضم مستشفيات جمال عبد الناصر وسبورتنج للطلاب وأبو قير العام والتخصصى وكرموز للعمال والعامرية ورأس التين، فيما توجه نحو 150 طبيبا من الإسكندرية للمشاركة فى المظاهرات التى دعت إليها روابط الأطباء أمام مجلس الوزراء، بينما قال الدكتور عمرو زعير، منسق الإضراب فى الإسكندرية، وطبيب بمستشفى جمال عبد الناصر، إن الوزارة تستغل عامل الوقت بحيث يتسلل اليأس للأطباء، مشيرا إلى أن الخاسر الوحيد هو المريض وأنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم. وفى أسيوط، شهدت مستشفيات المحافظة إضرابا جزئيا عن العمل لم تتعد نسبته ال 5% بعد الدعوة التى وجهها مجموعة من الأطباء للإضراب أمس، حيث طالب الدكتور محمد حلمى، عضو ائتلاف شباب الأطباء، بوضع كادر خاص للأطباء أسوة بالشرطة والقضاء والبنوك ورفع بدل العدوى للطبيب، وضرورة تأمين المستشفيات من البلطجية فى ظل حالة الانفلات الأمنى وما تعرضت له المستشفيات فى الآونة الأخيرة من تعدى الأهالى على الأطباء وهيئات التمريض والعاملين بالمستشفيات. الدكتور محمد جمال مدير مستشفى أسيوط العام، أكد أن المستشفى يعمل بنسبة 95% وأن هناك 5% فقط من شباب الأطباء مضربون عن العمل، ولكن أقسام العمليات والعناية المركزة والاستقبال تعمل بكامل طاقتها، بينما أوضحت الدكتورة عواطف السيد رئيس قسم الأطفال ونائب مدير مستشفى النساء والتوليد، إن النواب بالمستشفى أضربوا عن العمل منذ الصباح، لكن تم قطع تذاكر للمرضى وتم الكشف عليهم جميعا حتى آخر تذكرة تم قطعها ليستمر الإضراب بعد ذلك، مشيرة إلى أن مطالب الأطباء مشروعة، خصوصا ما يتعلق بتأمين المستشفيات وتحسين الأجور.