يقول أولاد البلد في مأثورتهم الشعبية: يافرعون إيه فرعنك ما لاقيتش حد يردني. هذا المثل ينطبق إلى حد بعيد على حسام حسن.. فمدرب الزمالك لم يجد منذ تولى تدريب الفريق، قبل عام ونصف العام، من ينتقده أو يراجعه فيما يفعل أو يقول، والنقاد، الكبير منهم والصغير، والمحللون، والمقدمون، والمعلقون. الجميع يحسسون بلطف، وحنية على العميد، ولم أسمع منذ بداية الدوري، وربما منذ تولي حسام تدريب الزمالك ناقدا واحدا يواجهه بأخطائه الكارثية في التشكيل اللوزعي، والتغيرات الهردبكشية التي يبدع في ابتكارها كل مباراة، ولا أعلم ما إذا كان ذلك قوة من حسام، أم ضعفا وجبنا من النقاد الذين يفتحون صدورهم، ويرفعون حناجرهم على الغلابة من المدربين المصريين، والأجانب، ثم فجأة يهبط التون وتنكسر العين، ويتوه التفكير، ويزيد التردد للبحث عن كلمات منتقاة، لتحليل تشكيل وتغييرات حسام، فربما كلمة مندسة هنا أو هناك تدخل فتثير غضب العميد، فيسمع الناقد ما لا يحمد عقباه، ويناله دش ساخن، أو يتهم بالعمالة لجماعة الألوية الحمراء، التي تهدف لإبعاد حسام عن الزمالك، وطوال موسم ونصف الموسم شارك فيها الزمالك في بطولتين كبيرتين، كأس الأبطال الإفريقي، والدوري المحلي، خرج من دور ال32 في الأولى، وتقريبا خسر الثانية، وحتي الآن لم يقل لنا النقاد والمحللون لماذا خسر الزمالك؟، ومن الذي يتحمل المسؤولية الأكبر الجهاز الفني، أم مجلس الإدارة، أم اللاعبون، أم الثلاثة معا؟ أسئلة لم يجب عنها أحد، إما خوفا من بطش حسام، واتقاء لغضبه، أو كرها للزمالك، وعقابا على أنه تجرأ وقرر المنافسة، بعد ست سنوات عجاف، ذاق خلالها الجمهور ذل الدنيا، وعذاب الآخرة، بالطبع هناك حاجة غلط في العلاقة بين النقاد، وحسام، فهؤلاء الذين أراهم أسودا علي حسن شحاتة، صاحب الإنجازات العظيمة، والبطولات الإفريقية الثلاث، يتحولون إلى أرانب عند تحليل ما يرتكبه حسام من أخطاء فنية، وتكتيكية ساذجة، ومتكررة، ومصدر لومي على النقاد أنهم بقصد أو بدون، أضروا فريق الزمالك، وشاركوا بنسبة ليست قليلة، في دفع الفريق دفعا نحو خسارة الدوري، ورغم ذلك فأنا من المؤمنين بأن حسام حسن يملك طاقة جبارة، وخلاقة، ولديه عزيمة فولاذية، وإرادة حديدية لو أحسن استغلالها، لكسبنا مدربا كبيرا، سيكون له شأن عظيم في الكرة المصرية، بينما لو تركت هذه الطاقة على عشوائيتها، وارتجاليتها، فإنها تنقلب على صاحبها، وعلينا، وتتحول إلى طاقة تطرف، وعصيان وتمرد، تشتبك وتدمر نفسها، ومن يحبها، وأقصد هنا جماهير الزمالك التي يمثل لها العميد وتوأمه رمزا للتحدي، والصمود أمام الجبروت الأحمر، ولأنني أيضا من المعجبين بحسام، بشخصيته وإرادته وإخلاصه، لذلك سأكون صريحا معه، وأواجهه بأخطائه، عسى أن يستفيد، ويصحح نفسه. أولا: اختياراته للاعبين سيئة، وبالمناسبة هذا ليس عيبا في المدرب، بل العيب أن يكابر، ويتمسك باختياراته، ويصر عليها، (جوزيه لديه نفس العيب)، والدليل على ما أقول، أبوكونيه، ووجيه عبد العظيم، ومحمد يونس، وعاشور الأدهم، ومحمد يونس، وعودية، كلهم اختيارات حسام، ولم يستفد منهم الزمالك، وبقاء أحمد مجدي كان أفضل وأبرك منهم جميعا، ولا أريد أن أسمع هنا أسطوانة الأزمة المالية، لأنها ليست مبررا لاختيار لاعب سيئ من الأساس، فالسيئ سيئ، حتي لو ببلاش. ثانيا: فريق البطولة في أي مكان في العالم، يقوم على ثبات التشكيل، والتغيير غالبا ما يكون في نطاق محدود، لكن الحال في الزمالك، على العكس، ففي المباريات الحاسمة بالأسابيع الأخيرة سمعنا عن حسن يوسف، ووجيه عبد العظيم، ومحمد يونس، وأحمد توفيق. ثالثا: لايوجد مدرب يسعى للبطولة، وهو على خصام دائم مع لاعبيه، فاللاعب هو المادة الخام لصناعة كرة القدم، والفريق، والمدرب، والبطولة، وبدون علاقة سوية معه لن تفعل شيئا، ولو كنت جوزيه مورينهو نفسه، وحسام كان طوال الموسم على خلاف مع أغلب اللاعبين، شيكابالا، وحسين ياسر، وحازم إمام، وعبد الواحد السيد، وغيرهم. هذه بعض من أخطاء حسام المفتري، فماذا عن حسام المفتري عليه؟.. تلك هي قصتنا غدا.