انتفضت محافظة القاهرة منذ ما يقرب من عام ونصف لتغيير اسم شارع سليم الأول بمنطقة حلمية الزيتون بعد طلب تقدم به الدكتور محمد صبرى الدالى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بأنه لا يصح إطلاق اسم أول مستعمر لمصر على أحد شوارعها، خاصة أنه أفقدها استقلالها وحوّلها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عن وطنهم، وأعدم آخر سلطان مملوكى "طومان باى" وحل الجيش المصرى، ورغم موافقة محافظ القاهرة على تغيير اسم شارع سليم الأول، إلا أنه لم يتغير حتى الآن فعليًّا على أرض الواقع؛ ما يشير إلى أن ملف تسمية الشوارع بأسماء الغزاة والمستعمرين ما زال مغلقا دون أي تقدم واضح. «قمبيز» الفارسى.. قتل 2000 مصرى وهدم معابد هليوبوليسيطلق اسم قمبيز على أكثر من شارع، ففى الدقى يطلق على الشارع الواصل بين شارعى مصدق ونادى الصيد، ويقطع شوارع مسجد الصحابة وعمان وابن الوليد وامتداده من شارع مصدق هو شارع محمد الغزالى، وتم تغيير الاسم مرتين، الأولى باسم عدنان عمر صدقى، والثانية باسم الشيخ «قمبيز» الفارسى.. قتل 2000 مصرى وهدم معابد هليوبوليس يطلق اسم قمبيز على أكثر من شارع، ففى الدقى يطلق على الشارع الواصل بين شارعى مصدق ونادى الصيد، ويقطع شوارع مسجد الصحابة وعمان وابن الوليد وامتداده من شارع مصدق هو شارع محمد الغزالى، وتم تغيير الاسم مرتين، الأولى باسم عدنان عمر صدقى، والثانية باسم الشيخ محمد الغزالى، لكنه مازال معروفا باسم قمبيز، وتحمل عناوين العمارات اسمه، وفى مصر الجديدة يتفرع من شارع عمر بن الخطاب بعد ميدان الإسماعيلية، وفى اتجاه تلاقى شارع أبو بكر الصديق مع هارون الرشيد، ويمر من أمام مدرسة نوتردام ويصل إلى شارع الإمام على بعد قطع شارع أمين الخولى، كما يطلق على شارع صغير فى الإسكندرية عند قنال المحمودية البحرى. ويوضح الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن قمبيز الثانى هو ملك الأخمينيين الفرس، استولى على مصر سنة 525 قبل الميلاد، وحكم لمدة أربع سنوات، قتل 2000 مصرى، وضرب معابد هليوبوليس بالحديد والنار وهدمها وحرقها من كل الجوانب، وكان أهم هدف من أهدافه هو غزو مصر؛ لأنه كان يعتبرها امتدادًا للإمبراطورية الفارسية التى أقرها أبوه، وسخر من شكل الإله "بتاح" فى معبده، ودخل أماكن محظور الدخول إليها سوى للكهنة فقط، وتسبب فى أضرار جسيمة فى طيبة، وأمر بإخراج جثة الملك أحمس الثانى وضربها بالعصى. الخليفة المأمون.. ضرب المصريين حتى شبعت الطيور من جثثهم يحتل اسم الخليفة المأمون، أحد أكبر شوارع مصر الجديدة، ورغم أنه اشتهر بأنه الخليفة العالم وساهم بقوة فى ازدهار الحضارة الإسلامية، إلا أن تاريخه الدموى فى مصر يلاحق سيرته، إذ قاد حملة لقمع ثورة المصريين ضد الحكم العباسى، حيث دخل مصر فى شهر محرم، واستطاع أن يقضى على ثورة البشموريين الأقباط بعد أن أمعن فى قتل المصريين، وقيل إن الطيور الجارحة كانت تحلق فى الفضاء ولا تنقض على الجثث المطروحة فى الصحراء، لأنها أكلت حتى شبعت. وفى أيامه اضطربت أحوال الديار المصرية، وأمر أمير الحملة بتعقب الفارين من الذين قادوا "الفتنة" فى بر مصر، فتوجه إلى الصعيد، ودخل فى معارك رهيبة وأسر جماعات كثيرة وأحضرهم بين يدى المأمون، الذى أمر بقتل الرجال وبيع النساء والصبيان. قرة بن شريك.. الجبار الذى جمع أموال المصريين بالكرباج وهربها للخارج سيرة جدلية مرتبطة باسم قرة بن شريك أحد أشهر ولاة مصر فى عصر الأمويين، والمكتوب اسمه على واحد من أبرز شوارع الجيزة، إذ تولى حكم مصر 6 سنوات "90 96 ه"، فى خلافة الوليد بن عبد الملك، ووصفه المؤرخون بأنه كان صلبا جبارا، واشتهر بجمع الأموال من المصريين بتعسف شديد لإرسالها إلى خارج مصر، وعرف بسوء التدبير والخبث والظلم والفسق والتهتك، بينما يعتقد البعض أنه مفترى عليه مستندين إلى أنه كان يأمر عماله بالعدل فى جميع الأموال ويحذرهم من قبول الرشوة. اللنبى.. بطش بالمصريين وفرش الطريق ل«وعد بلفور» يخلد اسم الجنرال اللنبى على حديقة بمحافظة الإسكندرية، رغم أنه من الغزاة الذين عرفوا ببطشهم بالمصريين، إذ كان قائدا لقوة التجريدة المصرية، وهى تشكيلة عسكرية للجيش البريطانى كانت متمركزة فى مصر، وأرسلته بريطانيا مندوبا ساميا لها عقب ثورة 1919، رغم أفعاله المخزية التى قام بها فى حق أهالى الشام وفلسطين، حيث تمكن من هزيمة الأتراك فى معركة غزة الثالثة من خلال الهجمة المفاجئة على المدافعين فى بير السبع، ثم انسحب الأتراك ودخلت الجيوش الإنجليزية إلى بيت المقدس، وانتصرت قوة التجريدة على العثمانيين فى معركة مجدو عام 1918، وتسبب هذا الانتصار فى تمكين إنجلترا من تسليم الأراضى الفلسطينية لليهود تحت مسمى "وعد بلفور". وتوجد مناطق بالإسكندرية تحمل أسماء يعود تاريخها للأتراك المعروفين بمعاداتهم لمصر، فهناك منطقة وشوارع باسم "كنج مريوط" نسبة إلى كنج باشا وهو من الأعيان الأتراك، واشتهر فى أواخر القرن 19، نظرا لامتلاكه قطعة أرض كبيرة بذات المنطقة، وهناك منطقة "سموحة" التى قام يوسف سموحة يهودى الديانة عراقى الجنسية بتجفيف بحيرة الحضرة سنة 1924، وكانت تحمل اسم ملاحة رجب، ومنطقة "الورديان" التى تعود للعصر العثمانى وكان يديرها الأتراك، إذ كانوا يطلقون على المخازن اسم وارد وتجمع بالتركية ورديان أى مخازن. ليسيو وشامبليون وسالا.. شخصيات أعطت مصر ومجدتها الإسماعيلية فى منطقة الإفرنج الشهيرة بمحافظة الإسماعيلية، بقى اسم ليسيو مبرزا فى أحد الشوارع، تكريما للمهندس الفرنسى الذى صحح نظرية أن البحر الأحمر يرتفع مستواه عن البحر الأبيض، وأزال الشك لدى الخديو سعيد، وكل الحكام المصريين، إذ أثبت أن البحار متساوية الارتفاع، وبناء على تصحيحه وأبحاثه تم حفر قناة السويس، بعد وفاته بعام واحد. وحفر العالم الفرنسى جان فرانسوا شامبليون، اسمه على أول وأشهر ميدان أنشئ فى الإسماعيلية أثناء بدء أعمال شق قناة السويس، بواسطة المهندس الفرنسى جومارد، إذ تمكن الأول من فك رموز اللغة المصرية القديمة عبر حجر رشيد، الذى اكتشف أثناء الحملة الفرنسية على مصر. "سالا" أهم كوبرٍ بالإسماعيلية، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى القديس سان فرانسوا دى سالا، الذى شيد أول كنيسة فى المحافظة بعد افتتاح القناة، وحملت اسمه بعد ذلك، ولا تزال موجودة فى نهاية ميدان عرابى قرب محطة سكة حديد الإسماعيلية، وأقيم فيها أول قداس عام 1862، وشهدت عقد قران فريدياند ديلسبس الثانى لذلك سمى الشارع باسمه وهو يقع على ترعة الإسماعيلية وميدان عرابى ومن الناحية الأخرى قناة السويس ومنطقة الجمرك القديم.