الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قال في أول تعليق له على الاحتجاجات بلبنان إن «بعض القيادات السياسية تتخلى عن المسؤولية وتلقي التبعات على الآخرين» تصاعدت مطالب الانتفاضة اللبنانية التي انطلقت منذ يومين، ففي البداية خرج اللبنانيون للتعبير عن رفضهم للضرائب الجديدة، إلا أنه سرعان ما أعلنت الحكومة التراجع عن قرار فرض الضرائب، لتتحول في ما بعد الاحتجاجات إلى شعارات سياسية ضد الحكومة، ربما تؤدي لإدخال البلاد في نفق الفوضى، وتصاعدت مطالب المتظاهرين، وطالبوا بإسقاط الحكومة. وجاءت الاحتجاجات تلبيةً لدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت عقب إعلان الحكومة تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام المقبل، تطول قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي وغيره؛ بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة. وتوسعت الاحتجاجات واتخذت طابعا تصاعديا بحيث شملت مختلف المناطق وتحولت إلى محاكمة شعبية غاضبة لحكومة سعد الحريري وعهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وسُجل سقوط عدد من الإصابات في صفوف المحتجين. تصاعد الأحداث في هذا البلد جاء في ظل التوتر الذي تعيشه لبنان منذ مساء الخميس الماضي، تخلله قطع طرق وإحراق إطارات وتوسعت الاحتجاجات واتخذت طابعا تصاعديا بحيث شملت مختلف المناطق وتحولت إلى محاكمة شعبية غاضبة لحكومة سعد الحريري وعهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وسُجل سقوط عدد من الإصابات في صفوف المحتجين. تصاعد الأحداث في هذا البلد جاء في ظل التوتر الذي تعيشه لبنان منذ مساء الخميس الماضي، تخلله قطع طرق وإحراق إطارات سيارات، وسط تظاهر آلاف الغاضبين في العاصمة بيروت ومدن أخرى، وتصاعد مطالبهم من إسقاط بعض الإجراءات الضريبية، إلى الدعوة لإسقاط الحكومة. وأجمعت معظم الكتل النيابية على اختلاف انتماءاتها السياسية على ضرورة التوجه نحو تشكيل حكومة اختصاصيين "تكنوقراط" مصغرة من دون لون سياسي، تنفذ خطة اقتصادية إصلاحية تنتشل لبنان من العجز المتراكم. مهلة 72 ساعة رئيس الوزراء سعد الحريري أمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات والاتفاق على مخرج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي أشعلت الانتفاضة في الشارع اللبناني، متهمًا "بعضهم" دون تحديدهم بتعطيله. بعد الاحتجاجات.. الحريري يمهل القوى السياسية 72 ساعة للتوافق الحريري قال: "أنا شخصيا منحت نفسي وقتا قصيرا جدا، إما شركاؤنا في التسوية والحكومة يعطونا جوابا واضحا وحاسما ونهائيا يقنعني أنا واللبنانيين والمجتمع الدولي بأن هناك قرارا لدى الجميع للإصلاح، وإما يكون لديّ كلام آخر" ، مضيفا: "أعود وأقول مهلة قصيرة جدا.. 72 ساعة". الحريري لوح في خطاب أمس الجمعة، بالاستقالة قائلا: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق محدد حول الإصلاح ومحاربة الفساد وخفض العجز وإيقاف الهدر فسيكون لنا حديث آخر بعد 72 ساعة". واتهم الحريري شركاءه في الحكومة خصوصا الرئيس ميشال عون وحلفاءه، لا سيما "حزب الله" والتيار الوطني الحر، بإضاعة الفرص لتحقيق الإصلاح، ومعالجة الهدر وملفات الكهرباء وغيرها. وقال إن الإصلاحات لا تعني فرض ضرائب، معبرا عن شكواه من وضع العراقيل أمام عملية الإصلاح والعمل الحكومي، وحمل الفريق الآخر مسؤولية التردد في الإصلاحات، معتبرا أن "الغضب ردة فعل طبيعية إزاء الأداء السياسي في لبنان وتعطيل الدولة، والناس أمهلتنا كثيرا وانتظرت منا عملية إصلاح وفرص عمل". وصب رئيس الوزراء غضبه على السياسيين في بلاده، قائلًا: "قلبت الطاولة على نفسي لا على البلد، وكل من لديه حل لوضع نهاية للأزمة في لبنان يتقدم به، ويشغل المنصب عوضًا عنه"، ممهلًا الحكومة والسياسيين 72 ساعة لإيجاد حل للخروج من المأزق. احتجاجات لبنان.. إلغاء اجتماع الحكومة وترقب لكلمة الحريري يرجع البعض، بمن فيهم سعد الحريري نفسه، الأزمات في لبنان إلى التفكك وعدم التمكن من اتخاذ قرار أو وضع خطط لإنهاء الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ أمد طويل. نصر الله يتودد ورغم الاتهامات التي وجهها الحريري إلى شركائه، ومنها "حزب الله"، فإن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قال في أول تعليق له على الاحتجاجات بلبنان: "إن بعض القيادات السياسية تتخلى عن المسؤولية وتلقي التبعات على الآخرين"، داعيا الجميع إلى تحمل المسؤولية. وأضاف، في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء أربعينية الحسين، أن ما تشهده البلاد هو نتيجة تراكم سنوات طويلة من السياسات الاقتصادية، متابعًا: "على الجميع أن يتحمل المسؤولية ومن المعيب التنصل منها، خصوصا الذين شاركوا فى الحكومات السابقة". وأكد نصر الله أنه لا يؤيد استقالة الحكومة الحالية، موضحًا أنه "لا أحد يقف وراء التظاهرات الشعبية، لا أحزاب ولا سفارات ولا جهات أجنبية، لأنها كانت عفوية وعابرة للطوائف والمذاهب". وذكر أن هناك أخطارا حقيقية تواجه لبنان، وأهمها الانهيار المالي والانفجار الشعبي، وعلى المسؤولين أن يقتنعوا بأن الناس لا يمكن أن يتحملوا ضرائب جديدة. المحللون أرجعوا رفض نصر الله للإطاحة بالحكومة أو تحميلها المسؤولية إلى أن حزب الله هو عنصر أساسي وبارز في الحكومة وهو المتحكم فيها ومن ثم كان عليه أن يدافع عنها. ثورة شعبية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أكد أن ما يحدث في لبنان ثورة شعبية حقيقية، وقال جعجع ل"العربية" إن "فرقاء السلطة في لبنان ميئوس منهم ولا يناسبهم قيام الدولة". كما لفت إلى أن "حزب الله متخوف جدا وقسم من قاعدته خرج عليه"، محملا الحزب مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد. وقال إن "حزب الله متضرر من الوضع القائم في لبنان". كنائس الشرق الأوسط ترفع الصلاة من أجل استقرار لبنان من جانبه، أكد النائب نزيه نجم عضو كتلة المستقبل التي يقودها رئيس الحكومة سعد الحريري، أن الأهم من الاستقالة هو محاسبة الفاسدين والمقصرين. وتساءل نجم: "لماذا يتم تحميل مسؤولية الاستقالة للحريري وكل الأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية مشاركة في الحكومة، بينما يمثل الحريري جزءا صغيرا منها؟". مؤامرة وانقسامات وبحسب ما يرى مراقبون فإن هذا الوضع وإن كان يعود بعض أسبابه إلى تراكم المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن الأسباب الأكثر تأثيرا هي وجود مؤامرة جدية لإشعال لبنان وعرقلة عملية النهوض والخروج من الأزمة ومنع الإصلاحات، فمن مصلحة القوى التي ارتضت لنفسها هذا الدور أن يتصدع البنيان اللبناني خدمةً لأجندات أهداف غير وطنية، فافتعال الأزمات والتوترات والانقسامات السياسية هي أشد ضررا من موجة الحرائق التي اجتاحت لبنان مؤخرا، لأن الحرائق السياسية أخطر على البلد، فنعمة السماء والأمطار التي بتدخلها في إطفاء حرائق الطبيعة، أدت إلى تهدئة النفوس، لكن نقمة التدخلات الخارجية ساهمت في إشعال نار الاحتجاجات، فهناك من يرى أن ما يمر به البلد اليوم هو مفتعل، إذ تسعى دول إلى بث سمومها لتفكيك لبنان تحقيقا لأهدافها المشبوهة.