هل يعاد التفاوض على الاتفاق.. أم يعلق عمل البرلمان والخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.. أم طلب تمديد رابع لمهلة البريكست.. أم عقد انتخابات عامة.. أم سقوط مهين للحكومة؟ عندما يتولى رئيس وزراء بريطانيا الجديد السلطة من تيريزا ماي، يوم الأربعاء المقبل، فقد يندم على الفور على توليه هذا المنصب الذي لا يحسد عليه. حيث سيكون أمام شاغل المقعد الجديد مهمة واحدة فقط، وهي النجاح فيما فشلت فيه مايو، وتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست". ويقول كل من بوريس جونسون وجيريمي هانت، الرجلين المتنافسين على المنصب، إنهما لا يستطيعان فقط تأمين اتفاق "بريكست" جديد، بل سيكونان قادرين أيضًا على إقناع عدد كاف من المشرعين في مجلس العموم بالتصويت عليه. وترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن هذه الوعود صعب تحقيقها حتى في ظاهر الأمر، حيث إن آخر موعد لتنفيذ "البريكست" هو 31 أكتوبر المقبل، والذي يمنح الحكومة البريطانية الجديدة "ظاهريا" ما يزيد قليلا على 3 أشهر لتحقيق ما فشلت "ماي" في تحقيقه خلال ثلاث سنوات. لكن بالنظر إلى التفاصيل، نجد أن الوقت المتاح أقل وترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن هذه الوعود صعب تحقيقها حتى في ظاهر الأمر، حيث إن آخر موعد لتنفيذ "البريكست" هو 31 أكتوبر المقبل، والذي يمنح الحكومة البريطانية الجديدة "ظاهريا" ما يزيد قليلا على 3 أشهر لتحقيق ما فشلت "ماي" في تحقيقه خلال ثلاث سنوات. لكن بالنظر إلى التفاصيل، نجد أن الوقت المتاح أقل بكثير، وذلك بوضع العطلة البرلمانية في الاعتبار، بالإضافة إلى 3 أسابيع لا ينعقد فيها مجلس العموم في الخريف، للسماح للأحزاب السياسية بعقد مؤتمراتها السنوية، ومع عطلات نهاية الأسبوع، يتبقى في النهاية نحو 30 يوما فقط أمام البرلمان، لمناقشة والتصويت على اتفاق "البريكست" وجميع التشريعات المرتبطة به. إذن كيف يخطط القائدان المحتملان لتحقيق نتيجة أفضل من ماي؟ يدعي كلا الرجلين أنه بإمكانه حمل بروكسل على تغيير الاتفاق الذي أبرمته ماي مع الاتحاد الأوروبي، والمعروفة رسميًا باسم اتفاقية الخروج. ومن أجل كسب دعم مؤيدي البريكست المتشددين، الذين تمردوا داخل حزب المحافظين، فإن هذا الاتفاق الجديد سيحتاج إما إلى إلغاء وإما تعديل البند المثير للجدل من الاتفاقية، المعروف باسم "الخطة البديلة للحدود الأيرلندية". حيث يدعي المتشددون في حزب المحافظين أنه إذا تبنت لندن موقفا أكثر تشددا، وهددت بمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، فإن بروكسل ستضطر إلى التراجع، لكن هناك القليل من المؤشرات على أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمنح أي تنازلات ذات معنى لرئيس الوزراء الجديد. جونسون VS هانت.. «البريكست» يهيمن على سباق خلافة ماي
وتمسك البعض بكلمات أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة، التي قالت إنها ستمدد الموعد النهائي للبريكست إذا كانت هناك "أسباب وجيهة" للقيام بذلك. وغرد لانس فورمان عضو البرلمان الأوروبي عن حزب "البريكست"، قائلا إن هذا أظهر أن الاتحاد الأوروبي خائف من عدم التوصل إلى اتفاق، وأنه "يدعم موقفنا في المفاوضات". وتقول الشبكة الأمريكية إن هذا قد يكون صحيحا، أو هي مجرد أمنيات، لكن الحقيقة الوحيدة هنا هي أن فون دير لاين لن تتولى منصبها حتى الأول من نوفمبر، أي بعد الموعد النهائي للبريكست في 31 أكتوبر. أضف إلى ذلك، فإن الأمر لا يعود لها، حيث يجب موافقة الدول الأعضاء السبعة والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي على أي تمديد للمهلة. إذا رفض الاتحاد الأوروبي إجراء أي تغييرات فقد قال كلا المرشحين إنه مستعد للمغادرة دون اتفاق، وهو ما يثير قلق الجميع في الساحة السياسية. كان بوريس جونسون، المرشح الأقرب للفوز، هو الأكثر صراحة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قال مرارا وتكرارا إن هدفه هو ترك الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، وفي حالة عدم قبول البرلمان للاتفاق، فهذا يعني أنه سيكون خروج دون اتفاق. توجهات مختلفة لكبار مرشحي خلافة ماي في بريطانيا وعلى الرغم من إسقاط اتفاق ماي ثلاث مرات، أوضح البرلمان أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع الخروج دون اتفاق من أن يصبح حقيقة واقعة. إلا أن ذلك سيكون ممكنا قبل أن يتولى بوريس جونسون -في حالة فوزه- منصبه، فهناك مخاوف حقيقية بين المشرعين البريطانيين من احتمال فشلهم في منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر دون اتفاق، حيث سيقوم جونسون بتعليق البرلمان، مما يجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق أمرا لا مفر منه. في وقت قريب من هذا الأسبوع، ذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن فريق حملة جونسون كان يناقش خطة لعرض خطاب الملكة أمام البرلمان في أوائل نوفمبر. ويمثل خطاب الملكة، الذي تحدد في الأسرة الملكة جدول الأعمال التشريعي للحكومة، بداية جلسة برلمانية جديدة، واقتضت العادة ألا يعقد البرلمان جلساته في الأيام التي تسبق خطاب الملكة. لذا، إذا أراد جونسون تنظيم هذا الحدث في أوائل نوفمبر، فإن المشرعين سيخلون البرلمان في تلك الأيام الحاسمة قبل 31 أكتوبر، وبالتالي سلبهم الفرصة لوقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. وترى "سي إن إن" أنها خطة معقولة، لكنها ستكون استراتيجية شديدة الخطورة، فبهذه الخطوة، يتحدى جونسون مجلس العموم للبدء في الخيار الآخر الوحيد في مستودع أسلحة البرلمان، وهو إسقاط حكومته. هل يخسر جونسون منصب تيريزا ماي بسبب عدائه للإسلام؟ وعلى الرغم من أنه سيكون أمرا مستغربا، في حالة تآمر أعضاء الحزب الحاكم مع المعارضة للتصويت ضد حكومتهم، لكن هذه أوقات غير عادية. ولتجنب القيام بذلك، قد يحتاج رئيس الوزراء الجديد إلى الدعوة لإجراء انتخابات عامة مبكرة لتعزيز كل من السلطة والأغلبية في مجلس العموم. وهنا نعود إلى فكرة تمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "لأسباب وجيهة" التي أشارت إليها فون دير لاين، فإذا لم تكن هناك حكومة عاملة في لندن، فمن الصعب أن نرى قادة الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين الآخرين، بمن فيهم أكثرهم تشددا مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يقبلون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. إذن، ما الذي ستواجهه بريطانيا بعد اختيار رئيس وزراء جديد، هل يتم إعادة التفاوض على الاتفاق، أم تعليق عمل البرلمان والخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، أم طلب تمديد رابع لمهلة البريكست، أم عقد انتخابات عامة، أم سقوط غير مسبوق للحكومة؟ لا شيء أكيدا الآن في بريطانيا، لكن الشيء الوحيد الذي يمكن قوله على وجه اليقين هو أن رئيس الوزراء البريطاني القادم سيكون أمام كابوس غير مسبوق، منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، ولن يكون لديه الكثير من الوقت للاستيقاظ منه.