تعتزم تركيا نشر الدفعة الأولى من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية من طراز «إس 400»، التي وصلت إليها اليوم، في محافظة شانلي أورفا، على طول الحدود السورية يبدو أن الأزمة بين الولاياتالمتحدةوتركيا في طريقها للتصاعد، بعد أن أعلنت أنقرة تسلّمها الشحنات الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400". وقالت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، إن الأجزاء الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400" تم تسليمها إلى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلنطي، صباح اليوم، وهو الأمر الذي قد يدفع واشنطن إلى تنفيذ تهديداتها وفرض عقوبات على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب خرق حظر شراء الأسلحة الروسية الذي فرضته واشنطن على موسكو. وقالت الوزارة التركية في بيان، إن شحنة نظام الدفاع الصاروخي "إس 400"، قد تم وصولها إلى قاعدة "مورتيد" الجوية خارج العاصمة التركية أنقرة. وأشارت وكالة "رويترز" للأنباء إلى أن البيان أدى إلى انخفاض قيمة الليرة التركية، لتصل إلى 5.7 مقابل الدولار من 5.6775 يوم الأربعاء. من جانبها، أكدت مديرية صناعة الدفاع وقالت الوزارة التركية في بيان، إن شحنة نظام الدفاع الصاروخي "إس 400"، قد تم وصولها إلى قاعدة "مورتيد" الجوية خارج العاصمة التركية أنقرة. وأشارت وكالة "رويترز" للأنباء إلى أن البيان أدى إلى انخفاض قيمة الليرة التركية، لتصل إلى 5.7 مقابل الدولار من 5.6775 يوم الأربعاء. من جانبها، أكدت مديرية صناعة الدفاع التركية، بشكل منفصل، أن "تسليم أجزاء النظام سيستمر على مدار الأيام المقبلة"، مشيرة إلى أنه "بمجرد أن يكون النظام جاهزا تماما، سيبدأ استخدامه بطريقة تحددها السلطات المعنية". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح بعد لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قمة مجموعة العشرين، الشهر الماضي، بأن الولاياتالمتحدة لا تخطط لفرض عقوبات على أنقرة لشراء أنظمة "إس 400". وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي إن تركيا لم تعامل معاملة عادلة، لكنه لم يستبعد فرض واشنطن عقوبات على أنقرة. ما نظام «إس 400» سبب الأزمة بين تركيا وأمريكا؟ وترى الولاياتالمتحدة أن أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية من طراز "إس 400" لا تتوافق مع شبكة الدفاع الجوي التابعة لحلف "الناتو" ويمكن أن تعرض طائراتها المقاتلة من طراز "إف 35" الشبحية، من إنتاج شركة "لوكهيد مارتين" الأمريكية، للخطر. ويذكر أن تركيا إحدى الدول التي وقعت صفقات مع الولاياتالمتحدة لشراء مقاتلاتها الأحدث، وفي الوقت نفسه تساعد أنقرة في إنتاجها. وبموجب العقوبات الأمريكية المحتملة، قد تُستبعَد تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات "إف 35"، وهي خطوة رفضها الرئيس التركي. إلا أن واشنطن بدأت بالفعل في عملية استبعاد تركيا من برنامج إنتاج "إف 35"، حيث أوقفت تدريب الطيارين الأتراك في الولاياتالمتحدة على الطائرة. وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة "أحوال" التركية، إلى أن وسائل إعلام محلية قالت إن تركيا تعتزم نشر الدفعة الأولى من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، في محافظة "شانلي أورفا" على طول الحدود السورية. وذكرت صحيفة "ميلي جازيت" التركية المؤيدة للحكومة، أنه وفقا للتحليلات الميدانية التفصيلية، قرر الجيش التركي نشر البطارية الأولى من نظام الدفاع الصاروخي "إس 400"، في منطقة "بيرليك" في محافظة "شانلي أورفا"، التي تعد نقطة منتصف حدود تركيا البالغ طولها 910 كم مع سوريا. بعد تهديده بسبب «إس 400».. أردوغان يسترضي ترامب في الوقت نفسه أشارت "ميلي جازيت" إلى أن موقع نشر النظام سيكون بالقرب من قرية "أشمة" بمحافظة حلب السورية، التي تضم ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية. ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة من تركيا تتماشى مع تفكيرها الأوسع حول صفقة "إس 400"، ففي مقال له، نُشر في صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يوم الأربعاء الماضي، أشار الكاتب الصحفي سيث فرانزمان إلى أن شراء أنقرة أنظمة "إس 400"، لا يهدف للدفاع عنها، بقدر ما يهدف إلى منحها قدرا من السيطرة على سوريا. وكتب فرانزمان أن "تركيا تريد أنظمة الدفاع الصاروخي إس 400، ليس لأنها تحتاج إليها للدفاع عن مجالها الجوي، ولكن لأنها ستمنحها نفوذا على دور روسيا في سوريا"، وأضاف أن "روسيا مستعدة للتنازل عن بعض القضايا في شمال سوريا، في مقابل تعاون أوثق مع تركيا".