مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يكشف ل«التحرير» كافة الجوانب الشرعية لأداء مناسك العمرة.. ويشرح خطوات سير المعتمر ابتداء من المطار حتى عودته من السعودية كشف مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، تفاصيل أداء مناسك العمرة، بالتأكيد على أن للعمرة ميقاتٌ زماني، وميقاتٌ مكاني، فأمّا الزماني، فيصح إنشاء الإحرام للعمرة في كل أوقات السنة من غير كراهة، وأمّا ميقاتها المكاني: فحدده المصطفى صلى الله عليه وسلم: لأهلِ المدينةِ ذو الحُلَيفةِ، ولأهلِ الشامِ الجُحْفَة، ولأهلِ نجْدٍ قرن المنازلِ، ولأهلِ اليمنِ يَلَمْلَم. قال: «فهُنَّ لهنَّ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهنَّ ممن أراد الحجَّ والعمرةَ، فمن كان دونهنَّ فمن أَهلِه، وكذا فكذلك، حتى أهلُ مكةَ يُهلِّون منها». وأضاف مركز الفتوى، فى رده على سؤال "التحرير" حول الجوانب الشرعية للعمرة، أن ميقات العمرة كميقات الحج إلا بالنسبة لمن كان بمكة، سواء كان من أهلها أو غريبًا، فإن ميقاته في العمرة «الحل» وهو التنعيم؛ وذلك لما ثبت في الصحيح من أمر النبي (عبدالرحمن بن أبي بكر أخي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي وأضاف مركز الفتوى، فى رده على سؤال "التحرير" حول الجوانب الشرعية للعمرة، أن ميقات العمرة كميقات الحج إلا بالنسبة لمن كان بمكة، سواء كان من أهلها أو غريبًا، فإن ميقاته في العمرة «الحل» وهو التنعيم؛ وذلك لما ثبت في الصحيح من أمر النبي (عبدالرحمن بن أبي بكر أخي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها) أن يخرج بها إلى التنعيم؛ لتحرم بالعمرة حين أرادت ذلك. وتابع: والمواقيت الآن معلومة ومحددة لكل مصر من الأمصار، فالمعتمر يُحرم من الميقات، أو قبله -كمَن يُحرم من بيته أو من المطار مثلا- ولا يجوز له أن يتجاوز الميقات الخاص بمصره إلا وهو مُحرم، ومن تجاوز الميقات من غير إحرام، فعليه أن يعود إلى الميقات فيحرم منه، ولا شيء عليه إن لم يكن قد تلبَّسَ بِبَعضِ النُّسُك، فإن أحرم بعد مجاوزته الميقات، وأدى بعض النسك بإحرام ناقص، أو عجز عن الرجوع إلى الميقات فعليه دم لتركِ الإحرام من الميقات. إذًا فما هو الإحرام؟ الإحرام: هو نِيَّة الدخول في النُّسك ومن أراد الإحرام فعليه أن يتجرَّد من ملابسه المخيطة، ويرتدي ملابس الإحرام، وهي لباس بسيط يتكوَّن من ردائين غير مُخَيَّطَين للرجل، والمرأة ترتدي ما تشاء دون أن تتزين أو تتبرَّج، ولا تَلبس النِّقاب ولا القُفَّازين؛ لقوله: «ولاَ تَتَنَقّبْ الْمَرْأَةُ المحرمة، ولاَ تلبَسْ القُفّازَيْنِ». ويُسن له أن يغتسل؛ لأن الرسول (اغتسل لإِحرامه، كما يُسن له أن يتنظف بأخذ شعر إبطيه وعانته وقص شاربه وأظافره، ويجوز له وضع الطيب على بدنهِ قبل الشروع في الإحرام، ثم يرتدي ملابسَ الإحرام ناويًا أداءَ المناسك، ثم يمتنع عن محظورات الإحرام، كما يُسن له أن يُصلي ركعتين بعد الإحرام، ثم يلبي بالعمرة، فيقول: لبيك اللهم بعمرة، فيسرها لي وتقبلها مني. ويُسنُّ الإكثارُ من التلبية من حين الإحرام إلى بداية طواف العمرة، يرفع بها الرجل صوتَه، وتجهر بها المرأة إلا عند الرجال الأجانب فتُسِرُّ بها، وصيغتها -كما ورد عن سيدنا ابن عمر- أن تلبية الرسول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لك»، وإذا توضأت أو اغتسلت من أجل الإحرام فاستحضر نية أنك تتطهر من ذنوب الداخل والخارج، من ذنوبك الحسية والمعنوية. محظورات الإحرام وحدد مركز الفتوى محظورات الإحرام، قائلا: إزالة شيء من الشعر أو الأظفار– التطيُّب في البدن أو الثوب– التعرض للصيد البري بالقتل أو التنفير– قطع شجر الحرم ونباته الذي نبت بغير فعل الإنسان– تغطية الرأس– لبس القفازين أو النقاب بالنسبة للمرأة– خطبة المرأة أو نكاحها– الجماع أو المباشرة بشهوة– لبس المخيط على الجسم كله أو بعضه كالثوب والقميص والبرانس والسراويل. وعن خطوات سير المعتمر، أجاب مركز الفتوى قائلا: ثم يتَّجه المعتمر إلى مكَّةَ بعد الاغتسال أو الوضوء لدخول الحرم والبدء بالطَّواف حول الكعبة سبعة أشواط، حيث يبدأ كلَّ شوط منها بالحجر الأسود جاعلا البيتَ عن يساره، وعند الدخول إلي البيت الحرام، يدعو الله تعالى قائلا: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وعند رؤية الكعبة، يقول: اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً، وزِدْ من شرَّفه وكرَّمه ممَّن حجَّه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحَيِّنَا ربَّنا بالسلام. ويسنُّ للمعتمر أن يستلم الحجر الأسود بكل شوط فيقبِّله، فإن لم يستطع فيشير إليه من مكانه إذا عجز عن الوصول، وينبغي ألا يزاحم للوصول إلى الحجر، وألا يؤذي مسلمًا لكي يستلم الحجر، وإذا مر بين الركن والحجر الأسود، يقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. الطواف هو التعبدُ لله تعالى بالدوران حول الكعبة المشرفة على صفةٍ مخصوصةٍ، وهو عبادةٌ مشروعةٌ، وشروطه هي: الطهارةُ من الحدث الأصغر والأكبر عند جمهور الفقهاء، وطهارة الثوب والبدن من النجاسة، وستر العورة؛ لحديث النبي: «لا يَطوفُ بالبيت عُريَان، وأن يطوفَ سبعة أشواط مبتدأ من الحجر الأسود جاعلا البيت عن يساره. وأكد الأزهر أنه تشترط الموالاةُ بين الأشواط عند المالكية والحنابلة، فإن حصل فاصلٌ طويلٌ أثناء الطواف فعليه أن يعيد طوافه من بدايته مرةً أخرى عندهم، فإن لم يُعِد وبنى على ما مضى من أشواط فطوافه صحيح عند الحنفية والشافعية. الاضطباع وهو أن يجعل المحرم وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر؛ ليكون منكبه الأيمن مكشوفًا. والرَّمَل: في الأشواط الثلاثة الأولى والمشي في الأربعة الباقية، وهو خاص بالرجال. (والرمل هو الإسراع في المشي مع تقارب الخُطى)، واستلام الحجرِ الأسود وتقبيله: فعن سيدنا عمر بن الخطاب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: «يَا عُمَرُ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ لا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ، فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ، إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلا فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ». واستلام الركن اليماني بيده إن استطاع، والدعاء في الطواف بما يشاء من الأدعية. التوجه بعد الفراغ من الطواف إلى مقام إبراهيم، وصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم، فإن لم يتيسر صلَّى الركعتين في أي مكان، والسنّة أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة الكافرون، وفي الثانية بالإخلاص، ويصلي المسلم ركعتي الطواف في أي وقت بعد الطواف، ثم يتوجه المعتمر بعد ذلك للشرب والتضلع من ماء زمزم، وزمزم من مواطن إجابة الدعاء، يقول: «ماء زمزم لما شُرب له»، فأكثر عند شربك من الدعاء، ثم يتَّجه المعتمر بعد ذلك إلى الصفا والمروة. السعي بين الصفا والمروة هو التعبدُ لله بالمشي بين الصفا والمروة سبعة أشواط مع الدعاء، وشروطه أن يسبق السعي طواف بالبيت، وأن يسعى ماشيًا سبعة أشواطٍ يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة، ومن الصفا للمروة شوط، ومن المروة للصفا شوط، ويستحب أن يسرع في المشي بين العلمين الأخضرين، ويستحب السعي على طهارة، ويستحب أن يُكثر الحاج في السعي من الذكر والدعاء وقراءة القرآن. وعندما يتوجه المعتمر إلى الصفا صاعدًا، ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها، ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء، ويقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ويفعل ذلك أيضًا عند المروة، وبعد السعي يبقى على المعتمر أن يحلق أو يقصر، والحلق أفضل. الحلق أو التقصير يجب حلق الشعر أو تقصيره قدر الأنملة، ويستحب الحلق بشكل كامل وبالموسى؛ لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سيدنا عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ». أما بالنسبة للمرأة، فلا يشرع في حقها الحلق، فهي تقصر فقط قدْرًا يسيرًا من أي طرف من شعرها.