«عايزة تجيبي من الآخر.. استني يضربك واعمليله محضر فى قسم الشرطة وارفقي به تقريرا طبيا بإصاباتك».. وقضايا الطلاق عادة تستمر أكثر من سنة وفوزك بها مقترن بإثبات الضرر يمكن وصف حياتها مع زوجها بالجحيم، لكن ترى لنفسها حقوقا والتزامات عليه، ولذلك لا تستسهل الأمر بإقامة دعوى خلع ضده، وإنما تلجأ إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوى طلاق للضرر، وذلك لتطليقها منه بحكم محكمة يحفظ حقوقها فى نفقات العدة والمتعة عن سنوات الزواج الطويلة، ونرصد فى السطور التالية كل ما تريد طالبة الخلع معرفته، بدءا من السبب الذى ينطبق على حالتها، ويمكنها ذكره رسميًا فى عريضة الدعوى، مرورًا بالإجراءات القانونية اللازمة لإقامة دعوى طلاق للضرر، وخريطة لجلسات القضية والوقت المتوقع حتى الحكم فيها. فى البداية تحتاج دعاوى الطلاق إلى أسباب قوية ومقنعة حتى يتم الحكم فيها لصالح مقيمة الدعوى، ويمكن وضع 6 بنود لأسباب الضرر التى تستند إليها المرأة لطلب الطلاق للضرر هى كالآتي: "سوء العشرة، الزواج بأخرى، حبس الزوج، ضرر لعدم إنفاق الزوج، ضرر لهجر الزوج لزوجته، وأخيرًا ضرر للخوف من الفتنة"، ولإقامة فى البداية تحتاج دعاوى الطلاق إلى أسباب قوية ومقنعة حتى يتم الحكم فيها لصالح مقيمة الدعوى، ويمكن وضع 6 بنود لأسباب الضرر التى تستند إليها المرأة لطلب الطلاق للضرر هى كالآتي: "سوء العشرة، الزواج بأخرى، حبس الزوج، ضرر لعدم إنفاق الزوج، ضرر لهجر الزوج لزوجته، وأخيرًا ضرر للخوف من الفتنة"، ولإقامة دعوى الطلاق لا بد أن تثبت الزوجة الضرر الواقع عليها إلى حد "عدم استطاعة دوام العشرة"، فإذا أثبتت ذلك يحق لها مطالبة القاضي بتطليقها من زوجها، وذلك حسب نص المادة 10 من مواد قانون رقم 25 لسنة 1929، للأحوال الشخصية للمسلمين. طلب تسوية أول مرحلة لإقامة دعوى طلاق هى اللجوء إلى مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة التابع له محل سكن الزوجة الحالي، وتقدم طلب طلاق للضرر، مرفقا به صورة البطاقة الشخصية للزوجة، وعقد الزواج، وشهادات ميلاد الأبناء إن وجدت، وإثباتات لتعرض الزوجة للضرر، كمحاضر شرطة تعرضها للضرب مثلًا، أو فواتير سدادها النفقات التى يمتنع عنها زوجها، أو ما يثبت زواجه من أخرى حسب نوع دعوى الضرر الذى حددته الزوجة. «مراتي رفضت الطلاق وصممت تذلني».. مأساة حسن مع زوجته المتهورة ويعلن مكتب تسوية المنازعات الزوج للحضور، فإذا قبل التسوية تم الطلاق، وإذا أصر على رفضه تحرك الزوجة دعوى طلاق للضرر، تقدم بها صحيفة دعوى إلى المحكمة، وتأخذ رقما وتحدد جلسة لنظرها، وعادة يتم إعداد صحيفة الدعوى، بمعاونة محامٍ، ويجب أن تحمل الصحيفة أسبابًا مقنعة وجذرية تقر حقها بالطلاق، ونعرض نموذجًا منها: صيغة قانونية ونموذج دعوى تطليق للضرر (إنه فى يوم الموافق... بناء على طلب السيدة/.. ومحلها المختار مكتب الأستاذ.. أنا محضر محكمة انتقلت وأعلنت كلا من : السيد/.. مخاطبا مع: "محاميه"، وأعلنته بالآتى: الطالبة زوجة للمعلن إليه بموجب وثيقة زواج رسمية مؤرخة فى ../../.. ودخل بها وعاشرها معاشرة الأزواج وأنجب منها على فراش الزوجية الصحيح الصغار (أسماء أبنائهما) وما زالت الطالبة فى طاعته وعصمته حتى الآن). وتبدأ الدعوى فى عرض مشكلات الزوجة وإن أرجعتها إلى اللحظات الأولى لعقد القران، وتعدد فيها الأضرار التى لحقت بها، ومعاناتها الأمرين من سوء معاملة المعلن إليه، وأنه يخل بكل التزاماته الشرعية والدينية تجاه الطالبة ولا يراعى الواجبات التى تقع على عاتق الزوج، وتؤكد عريضة الدعوى مع كل المساوئ التى يتم ذكرها على أنه يسيء لها بكل أنواع الإساءة من سب وضرب أمام الناس -حسب الحالة-. وتكمل الدعوى فى التأكيد على صبر وتحمل الزوجة، وإتيان الزوج بكل ما هو بغيض يجعل العشرة معه مستحيلة، وتسببه فى تحول حياة المعلنة إلى جحيم، وكأن مسكن الزوجية بات جمرة من نار تكوى الطالبة ولا تستطيع البقاء فيها بعد أن فقدت الحياة بينهما الحب والأمان والحنان وفقدت أهم ما فى الزواج وهو المودة والرحمة، بما يستوجب ضرورة درء هذه المفسدة بتطليقها. وتطلب عريضة الدعوى بعد توضيح شارح وواصف للضرر الواقع على الزوجة من زوجها، فى ختام الدعوى تطبيق المادة السادسة من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985، ونصه: "إذا ادعت الزوجة إضرار الزوج لها، بما لا يستطاع معه دوام العشرة بين أمثالها جاز للقاضى التفريق بينهما إذا ثبت الضرر وعجز عن الإصلاح بينهما". وتؤكد الدعوى أن الزوجة طالبت زوجها مرارا وتكرارا برفع الضرر عنها بتطليقها إلا أنه رفض دون مبرر شرعى من قبله، وهذا مما حدا بالطالبة إلى تقديم الطلب رقم... لسنة.. إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة أسرة.. ولكن هذا الطلب لم يسفر عن أى تسوية مع المعلن إليه، مما حدا بالطالبة إلى إقامة الدعوى الماثلة للقضاء لها بطلباتها. إعلان الزوج بناء على صحيفة الدعوى يتم إعلان الزوج، عن طريق قلم المحضرين بالمحكمة، وتسليمه صورة رسمية من طلب الطلاق، واستدعاء للحضور أمام المحكمة موضحًا به العنوان وتاريخ الحضور، وساعة المثول أمام المحكمة لنظر طلب تطليق الطالبة طلقة بائنة للضرر، مع أمره بعدم التعرض لها فى أمور الزوجية مع إلزامه بالمصروفات ومقابل أتعاب المحاماة. للصبر حدود.. عزة تطلب الطلاق بعد «تأبيدة زواج» وفى أول جلسة تتحقق المحكمة من إعلان الزوج، ولو لم يكن تم إعلانه تؤجل القضية للإعلان ثانية، وفى أول جلسة موضوع يتم عرض الصلح على الزوجين، وذلك حسب نص المادة 18 من القانون رقم 1 لسنة 2000، الخاص بتنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضى فى مسائل الأحوال الشخصية، والذى يفرض عرض الصلح مرة، وإذا كان لديهما أطفال، يتم عرض الصلح مرتين عليهما، ويتم تأجيل الجلسة لعرض الصلح عليهما مرة ثانية. جلسة تحقيق بعد الإعلان وفشل الصلح تتم إحالة القضية إلى التحقيق، ويجريه عضو بهيئة المحكمة، ويجب حضور الطرفين، وإحضار شهود معهما، ويستغرق التحقيق سماع كل طرف وشهوده، وبعد انتهاء التحقيق يتم تحديد جلسة لمرافعات المحامين من الطرفين. وعادة تتكرر جلسات التحقيق والمرافعات، بعدها يتم حجز الدعوى للحكم، وقبول التطليق للضرر لصالح الزوجة وإلزام المدعى عليه بالمصاريف وأتعاب المحاماة، أو يتم رفض الدعوى وإلزام المدعية بالمصاريف وأتعاب المحاماة. الإثبات صعب والوقت أصعب أكد نادر نوري، وكيل محامي مصر الجديدة، أن دعاوى الطلاق للضرر تحتاج إلى وقت طويل، عادة يتجاوز العام أو الموسم القضائي الكامل، وذلك بسبب التحقيق فى الموضوع وسماع الشهود، والأخذ من كل طرف والرد عليه. وشدد المحامي على امتداد الجلسات وطول الإجراءات بل واحتمالية رفض الدعوى، بسبب «إثبات الضرر»، قائلًا إنه عادة يتم التغاضى عن الضرر للزواج من أخرى بحكم الشريعة، وحالات قليلة يكون الزوج محبوسا فيها لإثبات التضرر من حبسه، وصعوبة إثبات الطلاق للهجر لو لم يكن الزوج مسافرًا خارج البلاد وتوجد أوراق رسمية بذلك، وكذلك إثبات الضرر لعدم الإنفاق، وجميعها تحتاج إلى تحريات وأخذ ورد وشهود من الطرفين. وأكد المحامي: عادة لا يتم الاعتراف بتضرر المرأة من زوجها حال طلب الطلاق، إلا لو ضربها وحررت ضده محضرًا بقسم الشرطة، ووجدت تقارير طبية توضح إصاباتها. واختتم المحامي حديثه: "طول إجراءات التقاضي فى دعوى الطلاق للضرر بسبب مرحلة التحقيق والشهود يظلم الكثير من الزوجات، إذ تدفعهن تلك الإجراءات إلى اللجوء للخلع كوسيلة لإنهاء الحياة الزوجية، وهو ما اعتبره المحامي ظلمًا للمرأة، لكونه يهدر كل حقوقها التى يحفظها لها الطلاق"، وقال: "هو الخلع اتعمل ليه إلا عشان صعوبة إجراءات دعاوى الطلاق.. اللى عادة مابيعترفش بالإيذاء النفسي، ويحتاج إثباتات على إيذاء مادي صورته الشائعة ضرب المرأة إلى حد إيصالها إلى المستشفى".