تقدم «التحرير» سلسلة موضوعات باسم «عظماء إفريقيا»، لإلقاء الضوء على نجوم القارة، الذين تألقوا بالمونديال الإفريقي قبل انطلاق كان 2019، الذي تستضيفه مصر في يونيو المقبل «توج مع الفراعنة كلاعب بكأس الأمم الإفريقية 1959، وحصل على هداف كأس الأمم في النسخة ذاتها بثلاثة أهداف.. كما توج بكأس الأمم كمدرب عام 1998.. وكان ضابطًا فى الجيش وأحد الذين شاركوا فى حرب أكتوبر 1973».. هو «الجنرال» محمود الجوهرى، الذي ولد فى ال20 من فبراير لعام 1938، وبدأ حياته الكروية كلاعب بالفريق الأول فى النادى الأهلي وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وكان ذلك ما بين 1955-1964، وحقق مع المارد الأحمر ست بطولات للدوري العام، وثلاث بطولات لكأس مصر، وبطولة واحدة في دوري القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة. الجوهري لعب صانع الألعاب الذي كان يتميز بخفة الحركة والتمريرات القاتلة والقدرة على التهديف، فى صفوف المنتخب الوطني وخاض 25 مباراة دولية، وتوج مع الفراعنة بكأس الأمم الإفريقية 1959، وحصل على هداف البطولة برصيد 3 أهداف، كما كان ضمن المنتخب في أولمبياد روما 1960، ومن ثم اعتزل مبكرًا بسبب إصابة رباط الجوهري لعب صانع الألعاب الذي كان يتميز بخفة الحركة والتمريرات القاتلة والقدرة على التهديف، فى صفوف المنتخب الوطني وخاض 25 مباراة دولية، وتوج مع الفراعنة بكأس الأمم الإفريقية 1959، وحصل على هداف البطولة برصيد 3 أهداف، كما كان ضمن المنتخب في أولمبياد روما 1960، ومن ثم اعتزل مبكرًا بسبب إصابة رباط صليبي، تعرض لها فى ركبته، وقال حينها: "اعتزالى المبكر جعلنى أسعى بقوة لتحقيق ما فاتنى فى الملعب ومع اللاعبين الذين أدربهم". الجنرال والحرب محمود الجوهري كان ضابطًا في الجيش، وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973، حيث كان ضابطًا برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد فى سلاح الإشارة بالقوات المسلحة، كما كان جده الأكبر أحد قادة ثورة القاهرة الثانية ضد الحملة الفرنسية، علاوة على أن أخاه محمد الجوهرى هو من أقنع بونابرت بالخروج من الأزهر. الجوهرى والتدريب عقب الاعتزال المبكر بسبب لعنة الصليبى، اتجه الجوهرى إلى التدريب، وكانت البداية داخل أروقة الأهلي، حيث درب ناشئى القلعة الحمراء، ثم عمل مدربا مساعدا في النادي في الفترة من 1965 إلى 1977، ثم عمل مساعدًا أيضا في فريق أهلى جدة السعودى خلال الفترة من 1977 إلى 1981، ومن ثم تولى القيادة الفنية للفريق من 1981 إلى 1982. وكانت الانطلاقة الحقيقية للجوهري عام 1982، حين تولى القيادة الفنية للأهلى، وحقق مع المارد الأحمر أول بطولة إفريقية فى تاريخ النادى، وهى بطولة دورى أبطال إفريقيا بالعام نفسه حينما تغلب على كوتوكو الغانى وعاد بالكأس، كما حقق مع الفريق خلال عامى 1983 و1984 بطولة كأس مصر. ورحل الجوهرى عن الأهلى عام 1985 ليتولى قيادة الشارقة الإماراتى، ثم عاد لتدريب الأهلى مرة أخرى فى نفس العام، ولكنه رحل فى بداية 1986 ليتولى قيادة الأهلى السعودى. معشوق الجماهير وفى سبتمبر 1988 تولى الجوهرى القيادة الفنية للمنتخب الوطنى، وقاد الجوهرى الفراعنة لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم 1990، لثانى مرة فى تاريخ مصر بعد مونديال 34، وفى مونديال 90 الذى أقيم فى إيطاليا تعادل المنتخب مع هولندا (1-1)، فى أولى مبارياته فى المونديال، كما تعادل مع أيرلندا (0-0)، وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدور الأول. الجوهري كان معشوقًا من الجماهير المصرية، حيث إنه كان صاحب أشهر هتاف عرفته الكرة المصرية فى تاريخها وهو شعار "جوهرى- جوهرى" الذى هز القاهرة عقب تأهل مصر لنهائيات كأس العالم 1990 فى إيطاليا، وبعد كل انتصار يحققه المنتخب بعد ذلك. وتوج المنتخب الوطنى تحت قيادته بلقب بطولة أمم إفريقيا عام 1998، والتى أقيمت فى بوركينا فاسو وتغلب فى النهائى على منتخب جنوب إفريقيا (2-0)، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الإفريقية لاعبًا ومدربًا، حيث حصل على الكأس مع المنتخب نسختي 1957 و1959. الجنرال وساكي وعلى مستوى طرق اللعب، كان الجوهرى أول من طبق طريقة لعب 5-4-1 فى كأس العالم 90، والتى اتبعها كل المدربين المصريين بعد ذلك، وأول من استخدم طريقة 4-4-2 من المدربين المصريين فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002، بل كان المدرب الوحيد الذى طبق شقها 2-1-2-1-4 الذى ابتدعه الإيطالى أريجو ساكى. قائد ثورة الاحتراف الجوهرى هو مؤسس نظام الاحتراف فى مصر منذ عام 1990، وأكثر من شجع اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف فى أوروبا وعلى رأسهم هانى رمزى وأحمد حسن وغيرهما، وعلى الرغم من اعتراف الجوهرى بعد ذلك بأن نظام الاحتراف فى مصر لا يزال قاصرا، فإنه أكد أن الإيجابيات موجودة، أبرزها أن اللاعب بات يبذل قصارى جهده ليستطيع الانتقال إلى ناد أفضل، وأنه قنن حركة اللاعبين إلى أوروبا بدلا من انتقال المواهب مجانا من دون استفادة الأندية منهم. ويعد الجوهرى من أبرز المدربين المصريين والعرب حيث تميز باستخدام إمكانيات الفريق الذى يدربه واستثمارها لتحقيق الفوز على منافسية فى العديد من البطولات، كما قاد الجوهرى المنتخب الوطنى للفوز بالميدالية الذهبية فى دورة الألعاب العربية 1992 التى أقيمت فى سوريا متغلبًا على المنتخب السعودى 3-2 فى المباراة النهائية، لكنه استقال فى يوليو 1993 بعد إخفاقه فى التأهل لكأس العالم 1994. وهو أول مدرب مصرى يتولى تدريب فريقى الأهلى والزمالك فى تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلى للفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى عام 1982م حينما تغلب على كوتوكو الغانى وعاد بالكأس. موحد القطبين بعد قيادته الأهلى، تولى الجوهرى أيضًا القيادة الفنية للزمالك، ليصبح أول مدرب يقود القطبين، ونجح الجنرال مع الزمالك فى الفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى عام 1993، والفوز بكأس السوبر الإفريقى بعد أن تغلب على الأهلى فى جوهانسبرج عام 1994. قائد ثورة النشامى تولى الجوهرى تدريب عدد من الأندية الخليجية منها الأهلى السعودى واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألمانى كرامر الذى عمل مساعدًا له فى السعودية، واستفاد الجوهرى من خبرته الكثير، كما تولى تدريب ناديى الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان فى كأس الخليج عام 1996. وفى عام 2002 تولى تدريب المنتخب الأردنى والإشراف الفنى على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2004 فى الصين لأول مرة فى تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح. كما حقق مع الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث فى كأس العرب فى الكويت، والثانى فى دورة غرب آسيا، وتوج العاهل الأردنى عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكى، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له فى القصر الملكى فى عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التى وضع لها العديد من أسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط، وإنما على مستوى المنتخبات والأندية أيضًا. وما إن أنهى مهمته فى الأردن وقرر اعتزال التدريب حتى اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرى مديرًا فنيا للاتحاد، ليضع خبرته الطويلة فى التخطيط الفنى للكرة المصرية، لكنه واجه اعتراضات عنيفة من قبل أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد ومجدى عبد الغنى عضو المجلس بسبب رغبة الجوهرى فى إنشاء مسابقة دورى تحت 23 عامًا (الرديف على طريقة مسابقات أوروبا)، لكنهما اعترضا رغم أنهما وافقا قبل عرض الموضوع على المجلس، ليتفاجأ برفضهما فى اجتماع مجلس الإدارة، ليرحل الجوهرى فى 2009 ويعود إلى الأردن، ليعمل مستشارا للاتحاد الأردنى. نهاية حزينة بعد صراع قصير مع المرض استمر ثلاثة أيام تعرض الجوهرى لجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ يوم 30 أغسطس عام 2012، لينقل على أثر ذلك إلى أحد المستشفيات الكبرى فى العاصمة الأردنيةعمان، حيث أعلن الأطباء عن وفاته إكلينيكيا. وفى صباح 3 سبتمبر عام 2012، توفى الجوهرى عن عمر يناهز الرابعة والسبعين على أثر أزمة قلبية حادة، وذلك بعد ساعات من قيامه بعمله فى الاتحاد الأردنى، إذ كان يحضر لمعسكر للمنتخب الأردنى استعدادا للقاء مع المنتخب الأسترالى، ليؤكد أن الرجل عاش يحب ويعشق كرة القدم، ومات فى الساحرة المستديرة التى سحرته طوال حياته.