حارس العقار استدرج الضحية إلى غرفته بحجة مساعدته في حمل شيء ثقيل.. «سيدة» قاومت الجاني فكتم أنفاسها بإيشارب ولف جثتها في مشمع وألقاها بالطريق كعادتها كل صباح، استيقظت "سيدة" من النوم مبكرا، ارتدت زيها المدرسي، في سيناريو يومي معتاد تبدلت أحداثه تلك المرة مع ثمة جديد طرأ عليه، إذ قابلها حارس العقار محل سكنها الخمسيني طلب منها مساعدته في حمل شيء ثقيل الوزن بغرفته القابعة في الطابق الأرضي، لكن سرعان ما اكتشفت أنه نصب لها فخا مستغلا جسمها الهزيل محاولا إشباع رغباته الجنسية الدنيئة، إلا أن صرخات الاستغاثة التي أطلقتها طلبا للنجدة من قاطني العقار كتبت نهاية مختلفة بلون الدم للسيناريو المعد سلفا. الإثنين الماضي، استقل السيد محمد عبد الخالق السيد المحامي سيارته الملاكي في طريقه من محل إقامته بمنطقة ناهيا التابعة لدائرة مركز كرداسة في طريقه لمحل عمله، إلا أن عينيه وقعت على جسم غريب ملقى بجوار طريق المريوطية المتاخم لمجرى مياه، أوقف السيارة وأسرع لاكتشاف ماهيته ليكتشف الفصل الأول في الحكاية. الثانية الإثنين الماضي، استقل السيد محمد عبد الخالق السيد المحامي سيارته الملاكي في طريقه من محل إقامته بمنطقة ناهيا التابعة لدائرة مركز كرداسة في طريقه لمحل عمله، إلا أن عينيه وقعت على جسم غريب ملقى بجوار طريق المريوطية المتاخم لمجرى مياه، أوقف السيارة وأسرع لاكتشاف ماهيته ليكتشف الفصل الأول في الحكاية. الثانية عشرة ظهرا، بدت الأجواء مألوفة داخل أروقة قسم شرطة كرداسة الواقع في القرية الزكية، لم تمر سوى دقائق على وصول مأمور القسم مكتبه بعد انتهاء جولة تفقدية لعدد من الكمائن والخدمات الأمنية المنتشرة بمحيط المنشآت الحيوية ودور العبادة المسيحية حتى تلقى إخطارا بالعثور على جثة بالطريق. «دسوقي اغتصبها».. تفاصيل اغتيال براءة «حبيبة» أبلغ مأمور القسم نائبه بتولي شؤون القسم والتأكد من انتظام الخدمات واستقرار الأوضاع لحين عودته، استقل سيارة الشرطة "البوكس" على رأس قوة ضمت المقدم إسلام سمير رئيس وحدة مباحث كرداسة لفحص البلاغ بطريق منشأة البكاري كرداسة. فور وصوله، حرص المأمور على فرض كردون أمني بمحيط الجثة، ومنع اقتراب أحد لحين وصول رجال المعمل الجنائي وفريق من النيابة العامة لإجراء المعاينة الكاملة لمسرح الجريمة، وكشفت المعاينة الأولية أن الجثة لفتاة مجهولة في العقد الثانى من العمر، ترتدي ملابسها كاملة، وتتحلى بقرط ذهبي، موضوعة داخل مشمع أبيض شفاف مربوط بحبل ملقاة على جانب طريق منشأة البكاري كرداسة بجوار ترعة المنصورية بدائرة المركز، ولم يعثر بحوزتها على ثمة متعلقات تفيد في تحقيق شخصيتها، ولم يتعرف عليها أحد من الأهالي. بسؤال عبد الخالق السيد عبد الخالق، 37 سنة، محامٍ، مقيم ناهيا دائرة المركز، قرر عثوره على الجثة أثناء مروره بالطريق، وتم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة التي طلبت تحريات المباحث وسرعة ضبط الجاني. فور إبلاغ، وجه اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتشكيل فريق بحث بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة يترأسه اللواء محمد عبد التواب نائب مدير مباحث الجيزة؛ لكشف ملابسات الواقعة. داخل قسم شرطة كرداسة، عقد العميد عاصم أبو الخير رئيس قطاع أكتوبر اجتماعا مغلقا من عناصر فريق البحث الذي ضم العقيد محمد عبد الشكور مفتش فرقة الشمال والمقدم محمد أبو زيد وكيل الفرقة، وضباط مباحث القسم؛ وضع خلاله الخطوط العريضة لخطة العمل بعد تحديد هوية الضحية، وأنها تدعى "سيدة"، طالبة بالصف الثالث الإعدادي تقيم بمنشية البكاري. وفي أقل من أسبوع، توصلت جهود المقدم إسلام سمير ومعاونيه النقيب محمود ماهر والنقيب أحمد حسانين إلى الجاني، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة "السيد. م.ع"، 52 سنة، حارس العقار سكن المجني عليها، ومقيم بذات العنوان. عقب تقنين الإجراءات والعرض على اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة، توجهت مأمورية إلى مكان اختباء الجاني في إحدى محافظات الصعيد، وتمكنت من ضبطه. واعترف المتهم أنه صباح يوم الحادث وأثناء نزول المجني عليها من الشقة سكنها استدرجها إلى غرفته بدعوى مساعدته في حمل أحد الأشياء، ولدى دخولها الغرفة حاول التعدى عليها جنسياً إلا أنها استغاثت، وخشية افتضاح أمره كتم أنفاسها بالإيشارب الذي كانت ترتديه. ولدى مقاومة الطالبة اصطدمت رأسها بالحائط، وسقطت مغشيا عليها، فأجهز عليها حتى فارقت الحياة، واستولى على هاتفها المحمول، ووضعها داخل المشمع المشار إليه، ونقلها ب"توك توك" ملكه، وتركها بمكان العثور عليها، وبإرشاده أمكن ضبط هاتف الضحية.