منذ اندلاع الثورات الملونة في دول الاتحاد السوفييتي، تحاول روسيا الوقوف ضدها، وعلى الرغم من مرور نحو 10 سنوات على آخر هذه الثورات فإنها ما زالت غير قادرة على مواجهتها انطلقت الثورات الملونة التي أدت إلى إسقاط القادة الديكتاتوريين في دول الاتحاد السوفييتي السابق، في بداية الألفية الثانية، في يوغسلافيا، وتبعتها جورجيا في 2003، ثم أوكرانيا في 2004، وأخيرا في قيرغيزستان عام 2005، ومنذ ذلك الحين خططت موسكو للوقوف في مواجهة هذه الثورات، وعلى الرغم من أن آخرها كان منذ أكثر من 10 سنوات، فإن روسيا ما زالت مهوسة بها، ويمكن تبرير ذلك بأن هذه الثورات تسببت في إسقاط حكومات، كانت مقربةً من نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن العديد من المراقبين ادعوا أنه في السنوات العشر بين الثورة البرتقالية وثورة 2014 في أوكرانيا، راقب بوتين عن كثب أحداث عام 2004، وخطط لكيفية منع حدوثها في المستقبل. وبداية من قمع الاحتجاجات التي اندلعت في روسيا عام 2012 بسبب عودة بوتين إلى الكرملين مرة أخرى، وأشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى أن العديد من المراقبين ادعوا أنه في السنوات العشر بين الثورة البرتقالية وثورة 2014 في أوكرانيا، راقب بوتين عن كثب أحداث عام 2004، وخطط لكيفية منع حدوثها في المستقبل. وبداية من قمع الاحتجاجات التي اندلعت في روسيا عام 2012 بسبب عودة بوتين إلى الكرملين مرة أخرى، وصولا إلى التدخل الروسي في أوكرانيا في أعقاب ثورة عام 2014، يبدو أن روسيا قد وضعت خططا لمواجهة الثورات الملونة. ولم تستخدم موسكو الاستراتيجية العسكرية فقط في مسعاها لذلك، فمنذ أن أدت احتجاجات عام 2018 في العاصمة الأرمينية يريفان إلى إسقاط حكومة سيرج ساركيسيان، استضافت روسيا بشكل دوري رئيس الوزراء الأرمني الجديد نيكول باشينيان، في موسكو لضمان أنه لن ينسحب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والاتحاد الاقتصادي الآسيوي. ومع ذلك، لا يبدو أن هذه التدابير المضادة الجديدة ناجحة، حيث أصبحت أوكرانيا الآن أكثر توافقا مع الغرب من أي وقت مضى رغم الضغوط الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية الروسية. الثورات الملونة تثير خوف الصين في 2019 وتقوم وسائل الإعلام الروسية برصد خطط أرمينيا، وحليف موسكو القوي بيلاروسيا، لإقامة علاقات سياسية وعسكرية مع الغرب والصين وغيرهما من القوى الكبرى. في الوقت نفسه، تلعب الولاياتالمتحدة دورا مباشرا في تقويض النفوذ الروسي حول العالم حيث تسعى الحكومة الأمريكية بنشاط إلى قلب نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الحليف المقرب لبوتين، ولا يوجد شيء يمكن لروسيا فعله حيال ذلك. فعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة انتقدت إرسال روسيا لقاذفات استراتيجية إلى فنزويلا في ديسمبر الماضي، والخوف الغربي من احتمال عودة القواعد الروسية إلى أمريكا اللاتينية، إلا أن روسيا لا تملك مثل هذه الخطط ولا يمكن للقاذفات أن تقف في مواجهة انتفاضة جماهيرية. روسيا: أطراف غربية تحاول إشعال «ثورة ملونة» في مقدونيا وتمثل هذه القاذفات واحدة من عدد قليل من الأصول العسكرية الروسية التي من المحتمل أن تصل إلى أمريكا الجنوبية، فمن المحتمل أن تقوم البحرية الروسية بنشر سفينتين حربيتين على الأقل في المحيط الأطلسي، لكن ذلك سيضع جزءا كبيرا من أصولها البحرية معرضة لخطر التدمير من قبل الولاياتالمتحدة إذا قررت الإدارة الأمريكية التصعيد ضد روسيا. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن بعض وسائل الإعلام الروسية تزعم أن نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 300"، المنتشر في فنزويلا يمكن أن يمنح موسكو المزيد من الوقت لتحدد كيف ستنقذ كاراكاس من التدخل الأمريكي، لكن من الصعب تخيل كيف سيتمكن الكرملين من إعادة الاستقرار إلى نظام مادورو. وحافظت روسيا على قوة موقفها في دعم نظام مادورو، إلا أنها تفتقر إلى القوة الاقتصادية اللازمة لإعادة فنزويلا إلى الاستقرار المالي على الرغم من محاولات عديدة على مدار عام 2018. الدفاع الروسية: «ثورات ملونة» خطر يتوجب مواجهته وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة الروسية استعادة قوتها، لا تزال مقيدة في سوريا وإعادة بناء القدرات العسكرية على طول الحدود الأوكرانية. وترى "ناشيونال إنترست" أن جهود روسيا في محيطها الإقليمي كانت أقوى، حيث تعاونت موسكو وبكين في أنشطة "مكافحة الإرهاب" للوقوف في مواجهة الثورات الملونة. ومع ذلك، واجهت هذه الاستعدادات العديد من الشكوك، من الخبراء العسكريين الروس، الذين أعربوا عن قلقهم من أن الغرب قد يستخدم تكتيكات "الحرب الهجينة" لحرمان موسكو من استعادة هيمنتها.