لا تزال مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تؤثر بشكل رئيسي على فرنسا خلال الفترة الماضية، خاصة ما يتعلق بالجوانب الأمنية التي قد تتحملها باريس بمفردها بعد البريكست منذ الوهلة الأولى لإثارة موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، كان لفرنسا مخاوفها الخاصة من إتمام مثل تلك الخطوة، خاصة أن العديد من المسؤوليات التي كانت مُقسمة بين جناحي أوروبا، ستكون حملًا خالصًا على باريس في المستقبل. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدا مدركًا خطورة تحمل بلاده لتلك الأعباء، والتي يأتي على رأسها مهام الدفاع عن الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل ما تعانيه أساسًا فرنسا من مشكلات سياسية وأزمات أمنية ظهرت بعض ملامحها على مدى السنوات القليلة الماضية. ومن المتوقع أن يحاول الرئيس الفرنسي بشتى السبل توصيل مخاوفه إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما يحمل إشارة واضحة إلى رغبة باريس في عدم تحمل مسؤولية الدفاع عن كتلة اليورو وحدها بعد إتمام "البريكست". استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست وكشفت مصادر قريبة الصلة من قصر الإليزيه ومن المتوقع أن يحاول الرئيس الفرنسي بشتى السبل توصيل مخاوفه إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما يحمل إشارة واضحة إلى رغبة باريس في عدم تحمل مسؤولية الدفاع عن كتلة اليورو وحدها بعد إتمام "البريكست". استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست وكشفت مصادر قريبة الصلة من قصر الإليزيه ل"رويترز"، أن إيمانويل ماكرون سوف يصف البريكست بأنه دعوة للاستيقاظ في خطاب له هذا الشهر، مؤكدة أنه سيبلغ أوروبا بضرورة أن تكون أكثر حزمًا في مواجهة القوى العالمية المتنافسة. مجلة "بوليتيكو" الأمريكية سلطت الضوء أيضًا على مخاوف ماكرون، والتي من المتوقع أن تظهر بشكل واضح في الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة أن الرئيس الفرنسي لا يزال يمتلك مخاوف خاصة من الأوضاع فيما بعد إتمام خروج بريطانيا من اليورو. وقال مساعدو الرئيس الفرنسي: "يقصد ماكرون بكلماته "طلقة تحذيرية" لقارة غير قادرة على إظهار القوة أو حتى الدفاع عن نفسها". خطاب ماكرون المنتظر للقارة الأوروبية، قد يكون الأهم لأنه يحث على الإصلاح الأساسي للاتحاد الأوروبي، والذي لم يشهد تغيرات جذرية منذ عام 2017، وهو الأمر الذي يرى الرئيس الفرنسي أنه سيكون أمرًا ضروريا بعد البريكست. أملًا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي للضغط على فرنسا وقال مصدر مقرب من الرئيس ماكرون: "هذا وقت حرج.. إذا كنا نحن الأوروبيون لا نريد أن يكون لدينا (بريكست) جديد ونصبح محاصرين بالدفاع عن الوضع الراهن، علينا أن نستيقظ". ويتزامن خطاب ماكرون مع تصاعد التوتر في الغرب، الذي اهتز بسبب سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تحمل شعار "أمريكا أولًا"، بالإضافة إلى مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما تفرض الصين وروسيا تحديات كبيرة. وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي سيستخدم "البريكست" ليكون الموضوع الرئيسي لخطابه، فإن الهدف هو عدم تقديم مبادرة لإلغاء الجمود في المفاوضات بين لندن وبروكسل. محاولات ماكرون لإظهار حسن النية في التعامل مع ملف الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، لم تخل من مخاوف واضحة من أن البقاء في الكتلة الأوروبية هي الأمنية الخفية التي تحاول باريس أن تكتمها. وحسب صحيفة "آيريس تايمز" الأيرلندية، فإن من وجهة نظر ماكرون يبدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو جزء من الظاهرة نفسها التي جلبت ترامب إلى السلطة وأثارت حركة "السترات الصفراء" في فرنسا، والتي في الغالب ما تتمثل في الخوف من فقدان العولمة والتفاوتات الإقليمية والازدراء المتصاعد لمصالح الآخرين. الاتحاد الأوروبي ينقلب على تركيا.. وقبرص تصفع أردوغان وسيركز الرئيس الفرنسي على دعم شعار "أوروبا تحمي انتخاباتها"، والتي ستجري يوم 26 مايو، كما سيحاول إقناع الناخبين بخطط تهدف إلى إصلاح التجارة في أوروبا والمنافسة والسياسات الرقمية والمناخية، وجميعها سلسلة من المجالات والملفات التي لا تزال تحتاج إلى الحسم خلال الفترة المقبلة، لا سيما في حال إتمام الخروج البريطاني من اليورو.