حافظ رضوان، شوقي رضوان، زينب ودولت، تلك الشخصيات التى لا تزال عالقة فى أذهان الجمهور الذي يتذكرهم برائعة مسلسل «الشهد والدموع» الذي مر على عرضه عشرات السنوات «تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب.. كلنا بنجرى ورا نفس السراب.. كلنا من أم واحدة.. أب واحد.. دم واحد.. بس حاسِّين باغتراب.. الحقيقة نار تعيش تحت الرماد.. في ضياها باهتدي لحلمي بخيالي.. والمحبة تفجر الروح في الجماد.. يا زمان الغربة مهما حتكاسرنا.. حلمنا هنحققه مهما خسرنا...»، تلك الكلمات التي كتبها سيد حجاب والتي عكست الحالة التي يتناولها مسلسل «الشهد والدموع» في ظل غياب الحق والعدالة وانتشار الظلم والفساد، وكانت موسيقى عمار الشريعي وصوت علي الحجار كافيين لتجسيد هذه الصورة دون الحاجة إلى تعليق. نال «الشهد والدموع» شهرة واسعة فور عرضه في عام 1984، وكانت الشوارع تخلو من المارة في أثناء عرض المسلسل، واعتقد البعض أن نجاح الجزء الأول كان سببًا فى تقديم جزء ثان واستثمارا للنجاح، ولكن هذا ليس صحيحا فكان العمل من المقدر له أن يتم تصويره وعرضه على جزء واحد، ولكن المشكلات الإنتاجية حالت نال «الشهد والدموع» شهرة واسعة فور عرضه في عام 1984، وكانت الشوارع تخلو من المارة في أثناء عرض المسلسل، واعتقد البعض أن نجاح الجزء الأول كان سببًا فى تقديم جزء ثان واستثمارا للنجاح، ولكن هذا ليس صحيحا فكان العمل من المقدر له أن يتم تصويره وعرضه على جزء واحد، ولكن المشكلات الإنتاجية حالت دون ذلك، ومع إعادة عرض الجزء الثاني منه على قناة نايل دراما، نكشف أسرار وكواليس العمل الذي كتبه أسامة أنور عكاشة وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ، بعد مرور 34 عاما. انطلق مسلسل «الشهد والدموع» من صراع الخير والشر الذي يوجد داخل أغلب البيوت المصرية، الابن الفاسد الذي لا يفكر سوى بنفسه ويكون سببا في شقاء كل من حوله، والابن الصالح البار بوالديه والذي يحاول دائما أن يكن إلى جوارهما وهذا تحديدا ما لا ينال إعجاب الشقيق الثاني، الذي يفكر كيف يأخذ من شقيقه كل شيء، (الفاسد) كان متمثلا في (حافظ رضوان) الذي جسد دوره الفنان يوسف شعبان، وأدى الدور باقتدار شديد ونال إعجاب المشاهدين وكان بمثابة نقلة فى مشواره الفني، أما (الصالح) فكان متمثلا في (شوقي رضوان) الذي جسد دوره الفنان محمود الجندي، ونال هذا الدور إعجاب المشاهدين، خاصة أن شخصية (شوقي) كانت محبوبة من الجميع. وما لا يعلمه الكثيرون أن الدور الذي لمع فيه الفنان محمود الجندي، عرض فى البداية على الفنان صلاح السعدني، ولكن لارتباطه بتصوير عمل آخر، ذهب الدور ل(الجندي)، وكانت شخصية «زينب» التي تجسدها الفنانة عفاف شعيب لا تقل أهمية عن باقى الأدوار، خاصة أنها استكملت المسيرة بعد وفاة زوجها محمود الجندي، ووقفت في وجه الظالم يوسف شعبان، من أجل أبنائها، وعفاف لم تكن المرشحة الأولى لتلك الشخصية، حيث وقع اختيار المخرج إسماعيل عبد الحافظ على الفنانة فردوس عبد الحميد، ولكنها رفضته لارتباطها بتصوير مسلسل «ليلة القبض على فاطمة» في نفس التوقيت، وحتى هذا الوقت لا تزال فردوس نادمة على هذا الدور وفقًا لحوار سابق لها. وكان المسلسل فرصة للكثير من الشباب خالد زكي، إبراهيم يسرى، عبلة كامل، عبد العزيز مخيون وشوقي شامخ، خلال الجزء الثاني، ولم يحدث تغيير كبير في أبطال الجزء الثاني من «الشهد والدموع» فقط انتهى دور (شوقي) الذي يؤديه محمود الجندي، وأدى دورا آخر وهو (حسين) ولكنه لم يكن بقوة الدور الأول، بينما حل الفنان عبد المنعم إبراهيم بديلا للفنان أحمد الجزيري في شخصية (جعفر)، خاصة أن الجزيري قد توفي قبل تصوير المسلسل. الأزمة الإنتاجية التي عصفت بالمسلسل وأدت إلى تقسيمه إلى جزءين، لم ينجُ منها أبطال المسلسل، فقد نشرت مجلة المصور في أثناء عرض المسلسل خبرا بعنوان «الدموع لأبطال الشهد والدموع» يتحدث عن أن وسط النجاح الكبير للعمل، يبحث نجومه عن أجورهم بالتليفزيون، وأثار هذا الخبر دهشة الجمهور وقتها. صور الجزء الأول من مسلسل «الشهد والدموع» داخل استوديو عجمان بالإمارات العربية المتحدة، وكان هناك اتجاه سائد فى السبعينيات والثمانينيات يقتضى تصوير الأعمال الدرامية خارج مصر، بينما صور الجزء الثاني من المسلسل داخل مصر. وكان هناك أحاديث عن تقديم جزء ثالث من المسلسل ولكن مع رحيل عكاشة انتهى الأمر، ولكن تجدد الأمر مرة أخرى قبل 3 سنوات، حيث خرجت الفنانة عفاف شعيب والفنان محمود الجندي يؤكدان وجود فكرة قائمة على تقديم الجزء الثالث من «الشهد والدموع» مع تحمس أحد المؤلفين، لكتابة الجزء الثالث، ولكن يبدو أن حماس الثنائي عفاف والجندي وحده لم يكن كافيا، لإقناع باقي المشاركين في المسلسل، وبذلك انتهى الجزء الثالث قبل أن يخرج إلى النور.