في الجلسات الأخيرة أنكر إشعياء اعترافاته أمام جهات التحقيق وادعى أنها بالإكراه.. محامي فلتاؤس: اعترافاته متضاربة وغير منطقية.. والسوشيال ميديا تشهد جدلا بسبب المتهمين 23 فبراير الجاري، يسدل الستار على قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس حيث تصدر المحكمة حكمها على المتهمين في القضية، وهما المتهم الرئيسي الراهب المجرد إشعياء المقاري واسمه العلماني وائل سعد تواضروس والمتهم الثاني الراهب فلتاؤس المقاري، وقد تحكم المحكمة بإدانة المتهمين معا أو تبرئتهما معا، أو إدانة «المجرد»، فكل الاحتمالات موجودة بعد انتهاء المرافعات وسماع الشهود، وغيرها من الإجراءات التي تتم خلال المحاكمات، فهل يكون فعلا هذا اليوم هو الذي تتضح فيه تفاصيل واقعة قتل أسقف ورئيس دير الأنبا مقار؟ أم يكون هناك حلقات أخرى من التقاضي بعد هذا الحكم؟ البداية كانت في فجر الأحد 29 يوليو الماضي، عندما وجد الأنبا إبيفانيوس، مقتولا في الطريق بين «القلاية» التي يسكنها وكنيسة الدير، حيث كان في طريقه لحضور صلوات القداس، ومن يومها بدأت التحقيقات مع الرهبان والعاملين بالدير إلى أن وجهت جهات التحقيق الاتهامات للراهب المجرد إشعياء المقاري وزميله البداية كانت في فجر الأحد 29 يوليو الماضي، عندما وجد الأنبا إبيفانيوس، مقتولا في الطريق بين «القلاية» التي يسكنها وكنيسة الدير، حيث كان في طريقه لحضور صلوات القداس، ومن يومها بدأت التحقيقات مع الرهبان والعاملين بالدير إلى أن وجهت جهات التحقيق الاتهامات للراهب المجرد إشعياء المقاري وزميله الراهب فلتاؤس، وشهدت هذه القضية عدة محطات وصولا للمشهد النهائي يوم 23 فبراير الجاري جلسة النطق بالحكم. اقرأ أيضا: صراع الأب متى المسكين والبابا شنودة الثالث يعود من القبر أين وجهة الكنيسة في ظل الصراع بين المجددين والمحافظين؟ محطات الأحد 29 يوليو 2018، وجد الأنبا إبيفانيوس مقتولا، وعندما عرف البابا تواضروس بالواقعة طلب استدعاء جهات التحقيق لتتولى الأمر، في اليوم التالي تم تشريح الجثمان وأقيمت صلاة الجنازة، الثلاثاء 31 يوليو، وفي اليوم التالي للجنازة أصدر البابا تواضروس ولجنة الرهبنة 12 قرارا لضبط منظومة الرهبنة. اقرأ أيضا: بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس.. 12 قرارا للبابا لضبط الأديرة و«الرهبنة» هل يقف البابا تواضروس بمفرده لكشف حقيقة مقتل رئيس دير أنبا مقار؟ بعد قرارات البابا ولجنة الرهبنة، صدر بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت 4 أغسطس، يحمل تجريد الراهبين إشعياء ويعقوب المقاريين، ونفته الكنيسة بعد ذلك، وفي اليوم التالي، أصدر البابا تواضروس بخط يده قرار تجريد الراهب إشعياء المقاري فقط وعودته لاسمه قبل الرهبنة وائل سعد تاوضروس، وبعدها تم توجيه الاتهام رسميا له بقتل الأنبا إبيفانيوس ومعه الراهب فلتاؤس المقاري الذي حاول الانتحار أثناء سير التحقيقات في اليوم التالي لقرار تجريد إشعياء، بقطع شريان يده، ثم سقوطه من فوق سطح عيادة الدير، بعدها أعلن عن محاولة انتحار إشعياء المقاري. في 8 أغسطس، قررت نيابة وادي النطرون التحفظ على «المجرد» بعدها بيومين أحال المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، القضية لنيابة استئناف الإسكندرية لاستكمال التحقيقات، وفي 11 أغسطس حبست وائل سعد 4 أيام بتهمة القتل، ومثل الجريمة. وفي 19 أغسطس قرار محامي عام استئناف الإسكندرية إحالة إشعياء وفلتاؤس لمحكمة جنايات الإسكندرية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وفي 26 سبتمبر توفي الراهب زينون المقاري منتحرا، وعقدت جلسات المحاكمة وتأجلت عدة مرات وصولا إلى جلسة النطق بالحكم في 23 فبراير الجاري. السوشيال ميديا والقضية منذ انتشر خبر مقتل الأنبا إبيفانيوس، والقضية مسار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والموضوع سبب صدمة لكثيرين بسبب أن المتهمين بالقتل رهبان، وانقسمت السوشيال ميديا، بين فريقين أحدهما متقبل الفكرة ويعرف أن الراهبين محسوبان على تيار بعينه داخل الكنيسة، وفريق آخر منتم لهذا التيار يدافع عن الراهبين باستماتة ويحاول خلق تيار لرأي عام «قبطي» لا يرى إلا أن المتهمين بريئان وتم تلفيق التهم لهما. اقرأ أيضا: «حرب الوكالة» داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صراع حواريي متى وأبناء شنودة في الكنيسة والسوشيال الجلسات الأخيرة في الجلسات الأخيرة من المحاكمة أنكر إشعياء التهم الموجهة إليه، بل وقال إنه «أجبر على الاعتراف» واتهم جهات التحقيق بتعذيبه وإجباره على الاعتراف، وبدأ بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الحديث عن براءته وأن الحكم سيصدر بذلك، إلا أن ميشيل حليم محامي المتهم الثاني فلتاؤس المقاري دحض اعترافات إشعياء الأخيرة، وقال ل«التحرير» إن وائل سعد «لم يقدم دليلا على إكراهه، وطعنت على الاعتراف لأنه مس موكلي المتهم الآخر -فلتاؤس المقاري-، فالاعتراف مخالف للمنطق، فهو تزيد بذكر بعض الأمور مثل كسر العفة». محامي فلتاؤس أوضح أن «وائل سعد اعترف على فلتاؤس، بأنه يكره الأنبا إبيفانيوس، وأن فلتاؤس كان على خصومة مع رئيس الدير لأنه سحب منه أرضا يزرعها "120 فدانا"، وهدم له مذبحا وتعمد إذلال موكلي بنقله لحظيرة المواشي، ونفى الراهب بترونيوس نائب رئيس الدير نقل موكلي لحظيرة المواشي في شهادته، وأوضح أن الخلاف بين موكلي والأنبا إبيفانيوس كان منذ عامين». وأضح أنه طلب لجنة من الطب النفسي لتكشف على فلتاؤس، وتقريرها ذكر عن واقعة الانتحار أنه تعرض لحالة من الارتباك نتيجة توجيه الرهبان الاتهامات إليه، فسعى للانتحار، ثم ذهب للعيادة وحاول البحث عن الراهب الطبيب فوق سطح العيادة فسقط لأنه كان ينزف. وحول ما سوف تنتهي إليه القضية قال حليم: «في حالة الإدانة يا إعدام يا مؤبد، وأنا محامي الراهب فلتاؤس فقط، ووارد المحكمة لا تأخذ باعتراف وائل على الراهب فلتاؤس وتبرئه». وأوضح أن القضية عبارة عن 2000 ورقة، ومتشعبة في أكثر من اتجاه.