أثارت التقارير التي تشير إلى إمكانية دعوة ماكرون لاستفتاء شعبي في مايو المقبل، شكوك المعارضة بشأن نواياه السياسية من وراء تلك الدعوة الشعبية يأبى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تسود حالة من الاستقرار السياسي في بلاده، بعد أن أمضى ما يزيد على شهر ونصف في حالة من الإضرابات العامة، على خلفية الاحتجاجات التي قادتها حركة السترات الصفراء في البلاد خلال ديسمبر الماضي. الرئيس إيمانويل ماكرون يفكر في تنظيم ما سيكون أول استفتاء منذ 14 عامًا في فرنسا، ليتزامن مع الانتخابات الأوروبية في مايو، وهو الأمر الذي قد يكون له تداعيات سياسية ضخمة، خاصة أن موضوع الاستفتاء سيكون عن خفض عدد مشرعي الجمعية الوطنية. وأشارت صحيفة "جورنال دو ديمانش" إلى أن ماكرون كان يستعد لدعوة الشعب للتصويت على خفض عدد المشرعين في الجمعية الوطنية، وذلك في نفس يوم الانتخابات البرلمانية الأوروبية في 26 مايو. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ وذكرت الصحيفة أنه سيتم سؤال الفرنسيين عما إذا كانوا يريدون خفض عدد وأشارت صحيفة "جورنال دو ديمانش" إلى أن ماكرون كان يستعد لدعوة الشعب للتصويت على خفض عدد المشرعين في الجمعية الوطنية، وذلك في نفس يوم الانتخابات البرلمانية الأوروبية في 26 مايو. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ وذكرت الصحيفة أنه سيتم سؤال الفرنسيين عما إذا كانوا يريدون خفض عدد المشرعين الوطنيين، وهو التعهد الذي قطعه ماكرون خلال حملته الانتخابية، كما سيتم سؤالهم عما إذا كانوا يفضلون فرض قيود على عدد من الصلاحيات التي يستخدمها المشرعون في محاولة لمنع السياسيين من البقاء في السلطة. وقالت ناتالي لويسو وزيرة الشؤون الأوروبية لوسائل الإعلام الفرنسية في مقابلة أمس الأحد: "رئيس الجمهورية لا يستبعد أي شيء لكنه لم يتخذ بعد قرارًا". وفي حديثه إلى المراسلين الأسبوع الماضي، طُلب من ماكرون التعليق على التقارير الأخيرة في بعض وسائل الإعلام التي تشير إلى أنه سيدعو لاستفتاء شعبي في هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي: "إنها واحدة من الأشياء المطروحة على مائدة العمل". ويواجه ماكرون التحدي الأكبر في رئاسته التي دامت 20 شهرًا خلال الفترة الأخيرة بعد احتجاجات عنيفة على أسعار الوقود ومستويات المعيشة من قبل "السترات الصفراء". هل انتصرت «السترات الصفراء» على ماكرون؟ وينظر إلى الاستفتاء باعتباره عملًا نهائيًا محتملًا لاختتام النقاش المجتمعي الذي دعا له ماكرون في ديسمبر الماضي، الذي سيكون بمثابة استجابة لمطالب "السترات الصفراء" من أجل المزيد من الديمقراطية المباشرة. ومن السابق لأوانه الحديث عن استفتاء في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا نقاشًا جاريًا حول بعض المتطلبات الشعبية، الذي بدأ في منتصف يناير ومن المقرر أن يستمر لمدة شهرين. وعلى الرغم من كون الأمر لم يتأكد بعد بشكل رسمي، فإن البعض شكك في نوايا ماكرون من وراء إثارة مثل هذه الدعوة، ففي ظل الجمهورية الفرنسية الخامسة، التي بدأت عام 1958، أصبح الرئيس قادرًا على الدعوة للاستفتاءات، غير أن تلك السلطة استُخدمت تسع مرات فقط منذ ذلك الحين، وهو ما يضع علامة استفهام حول نوايا ماكرون من ذلك، حسب ما قالته مجلة "ذا لوكال" الفرنسية. عنف ونهب وحرائق.. مظاهرات باريس تكسر حاجز «السلمية» وقد تمت الدعوة لآخر استفتاء شعبي في عام 2005 لإجراء تصويت حول دستور أوروبي جديد، وخسرته حكومة الرئيس جاك شيراك آنذاك في نكسة سياسية صادمة. ومن جانبه، ترى زعيم اليمين المتطرف مارين لوبان أن ماكرون يحاول تشتيت الناخبين بعيدًا عن الانتخابات الأوروبية، مشيرة إلى أن "تلك الخطة معدة مسبقًا". وأضافت: "الأمور مُعدة من قبل، ماكرون قرر بالفعل عمل استفتاء في نفس اليوم الذي تجري فيه الانتخابات الأوروبية لصرف الانتباه عن القضايا الخاصة بالاتحاد". وبشكل عام، باتت قرارات وسياسات الرئيس الفرنسي تحت مرصد كامل خلال الفترة الماضية، لا سيما في أعقاب اندلاع الاحتجاجات الدامية بقيادة "السترات الصفراء" في شوارع باريس مع نهاية العام الماضي، وهو ما استدعى اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب ماكرون.