قدّم سعد الدين وهبة أكثر من 25 مسرحية منها: "سكة السلامة، كوبري الناموس"، كتب للسينما العديد من السيناريوهات، وأشهرها: "أبي فوق الشجرة، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية". في الرابع من فبراير العام 1925، بقرية دميرة مركز طلخا محافظة الدقهلية، ولد الكاتب والمؤلف المسرحي والسيناريست سعد الدين وهبة، والذي تخرج في كلية الشرطة عام 1949، وعمل ضابطًا ثم استقال وهو برتبة رائد، ثم درس الفلسفة وتخرج في كلية الآداب عام 1956، وعمل بعد ذلك صحفيًا في جريدة الجمهورية، ثم موظفًا في وزارة الثقافة، لينطلق في مسيرته الكتابية لأكثر من 25 مسرحية منها: "سكة السلامة، السبنسة، كوبري الناموس"، كما كتب للسينما العديد من السيناريوهات، وأشهرها لأفلام: "أريد حلًا، أبي فوق الشجرة، مراتي مدير عام، زقاق المدق، أرض النفاق، الزوجة الثانية". ويمكن تقسيم كتابات سعد الدين وهبة، وفقًا لعدة مراحل بدايةً من مرحلة البدايات والتكوين، وفيها كان مهتمًا بحياة القرية بحكم مولده ونشأته، هادفًا إلى تعرية الفساد الإداري والحكومي القائم قبل ثورة يوليو 52، وعقب الثورة أصدر سعد الدين وهبة مجلة "البوليس" قبل استقالته من الشرطة عام 1956. الستينيات سعى سعد ويمكن تقسيم كتابات سعد الدين وهبة، وفقًا لعدة مراحل بدايةً من مرحلة البدايات والتكوين، وفيها كان مهتمًا بحياة القرية بحكم مولده ونشأته، هادفًا إلى تعرية الفساد الإداري والحكومي القائم قبل ثورة يوليو 52، وعقب الثورة أصدر سعد الدين وهبة مجلة "البوليس" قبل استقالته من الشرطة عام 1956. الستينيات سعى سعد الدين وهبة في الكثير من أعماله المسرحية إلى ضرورة الثورة على القيم البالية السلبية، وسعى إلى ضرورة تحقيق قيم إيجابية، قيم تنادي بضرورة التغيير والقضاء على سلبيات الماضي، وتحقق هذا المنهج منذ مسرحيته الأولى "المحروسة" وصولاً إلى "سكة السلامة" (1967). وفي "المحروسة" تناول سعد الدين وهبة الظلم والفساد الذي استشرى في ريف مصر من خلال عدد من الشخصيات النمطية، حيث تعرض كل شخصية حكايتها الصغيرة فتنمو أبعاد حكاية كبيرة تكتمل في مشهد واحد يمثل المسرحية ككل، وتنقسم الشخصيات إلى حاكمة مستبدة، إلى جانب شخصيات مغلوبة على أمرها، وينتهي العمل بزوال الظلم عن المحروسة. وركز مسرح سعد الدين وهبة على قضية الصراع الطبقي في "السبنسة" (1961)، و"كفر البطيخ" (1962)، و"كوبري الناموس" (1964)، وكان مسرحه أشبه بتوثيق وتحليل مسرحي للتحديات والمشاكل التي واجهها المصريون على امتداد تاريخهم. النكسة تضمن مسرحه رؤية نقدية للأسباب التي أدت إلى نكسة يونيو 1967، فلجأ إلى الرمزية في مسرحيات "المسامير" (1968)، و"الأستاذ" (1969) التي لم تُعرض إلا عام 1981، و"يا سلام سلم الحيطة بتتكلم" والتي تسببت في اجتماع الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي للمرة الأولى والأخيرة لتناقش نصًا مسرحيًا وأجيزت هذه المسرحية بعد تعديل 52 مشهدًا وحذف مشاهد أخرى، وتم عرض المسرحية في نوفمبر 1970، ومنذ هذه اللحظة اتجه إلى مسرح القطاع الخاص الذي قدم له “سد الحنك” و"سبع ولا ضبع" و"8 ستات". السبعينيات ظل سعد الدين وهبة يلح على ضرورة التغيير، إلى أن نصل إلى مسرحيته "أحذية الدكتور طه حسين" (1977) التي تطرح كثيرًا من القيم السلبية التي أصابت مجتمعنا المصري في أعقاب الانفتاح الاقتصادي، إلا أنه لا ينادي بضرورة الثورة بشكل مباشر كما فعل في أعماله السابقة، بل نجده يعرض هذه السلبيات وما وصلنا إليه دون أن يتحرك نحو التغيير كما فعل في مسرحياته السابقة. "أحذية الدكتور طه حسين" رصد من خلالها التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي أصابت بنية المجتمع المصري والتغيير الذي طرأ على قيمه ومبادئه في مرحلة السبعينيات، وتعد مرآة صادقة لرصد القضية الاجتماعية التي تراجع فيها طبقة الإقطاعيين ووصلت طبقة جديدة بقيم جديدة إلى أعلى الهرم الاجتماعي، وطرحت نموذجًا جديدًا بين طبقة الانفتاحيين بكل فئاتهم وبين جميع طوائف الشعب بمن فيهم من مثقفين ومفكرين وعمال وزراع. اهتم سعد الدين وهبة من خلال مسرحياته: "المحروسة" و"كفر البطيخ" و"السبنسة" و"سكة السلامة" و"كوبري الناموس" و"بير السلم"، برصد أبعاد القضية الاجتماعية التي تمركزت حول محاولة إظهار جوانب الظلم الاجتماعي الواقع على فئات الشعب المصري، سواء الفلاحين أو أبناء المدينة، وصوّر إنسانية الإنسان الضائعة في عوالم الاستغلال الطبقي. السينما ولم يقتصر عطاء سعد الدين وهبة على المسرحيات التي كتبها، إنما كتب أيضًا القصة القصيرة والمقال الصحفي والسيناريو والحوار والتأليف لعدد من الأفلام السينمائية، حيث بدأ مشواره في الكتابة السينمائية عام 1963، من خلال فيلم "زقاق المدق" عن رواية الأديب نجيب محفوظ وإخراج حسن الإمام وبطولة شادية وصلاح قابيل وحسن يوسف، وفي نفس العام شارك كامل يوسف تأليف فيلم "عروس النيل" لرشدي أباظة ولبنى عبد العزيز وإخراج فطين عبد الوهاب. في عام 1964 قدّم سيناريو وحوار فيلم "أدهم الشرقاوي" عن رواية زكريا الحجاوي وإخراج حسام الدين مصطفى وبطولة عبد الله غيث ولبنى عبد العزيز وشويكار وزوجته سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وفي العام التالي قدّم سيناريو وحوار فيلم "الحرام" من تأليف يوسف إدريس وإخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم، ويحتل الفيلم رقم 5 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما. في عام 1966 قدّم سيناريو وحوار فيلم "مراتي مدير عام" عن قصة عبد الحميد جودة السحار وإخراج فطين عبد الوهاب وبطولة شادية وصلاح ذو الفقار، ويحتل الفيلم المركز رقم 35 في قائمة الأفضل، وفي العام التالي قدّم السيناريو لفيلم "الزوجة الثانية" عن قصة أحمد رشدي صالح وإخراج صلاح أبو سيف وبطولة سعاد حسني وشكري سرحان وسناء جميل، ويحتل العمل المركز رقم 16 في قائمة الأفضل. وعن رواية الأديب يوسف السباعي، قدّم سيناريو وحوار فيلم "أرض النفاق" (1968) من إخراج فطين عبد الوهاب وبطولة فؤاد المهندس وشويكار وسميحة أيوب، وفي العام التالي فيلم "سوق الحريم" من تأليفه وإخراج يوسف مرزوق وبطولة مريم فخر الدين وصلاح ذو الفقار، ورائعة فيلم "أبي فوق الشجرة" عن قصة الأديب إحسان عبد القدوس وإخراج حسين كمال وبطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت أمين وعماد حمدي، ويحتل العمل المركز رقم 88 في القائمة. مع بداية السبعينيات، قدّم سيناريو وحوار فيلم "شقة مفروشة" للمخرج حسن الإمام وبطولة أحمد مظهر وماجدة الخطيب، وقصة وسيناريو وحوار فيلم "شباب في عاصفة" للمخرج عادل صادق وبطولة نيللي ويوسف شعبان ونور الشريف وعادل إمام، وفي 1975 قدّم حوار فيلم "أريد حلًا" مع المؤلف حسن شاه والمخرج سعيد مرزوق، بطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة وليلى طاهر، ويحتل العمل المركز رقم 21 في قائمة الأفضل. واختتم سعد الدين وهبة مشواره السينمائي في عام 1986 بعد فترة انقطاع تجاوزت 10 سنوات، من خلال فيلمي "دخان بلا نار" مع المخرج نور الدمرداش، بطولة مجدي وهبة وعلاء ولي الدين وإيمان الطوخي، و"آه يا بلد آه" للمخرج حسين كمال وبطولة فريد شوقي وحسين فهمي وليلى علوي، وقدّم مسلسلي "المحروسة 85" للمخرج محمد فاضل، و"السبنسة" (1990) للمخرج نور الدمرداش، وظل مبتعدًا لسنوات قبل أن يرحل في 11 نوفمبر 1997.