احتدام الخلاف بين وكلاء القوات الروسية من جهة وميليشيات موالية للقوات الإيرانية من جهة أخرى للسيطرة على مناطق داخل الأراضي السورية.. ما دفع موسكو للتخلي عن طهران لم يخف على أحد أن تحالف روسيا مع إيران في سوريا، لم يكن تحالفا بمعنى الكلمة، بل هو تعاون فرضته الوقائع الميدانية، خصوصا أنه كان يهدف إلى تحقيق مآرب سياسية وعسكرية في البلد الذي شهد حربا مُدمرة منذ 7 سنوات، لكن سرعان ما تغير الواقع، وأصبحت طهران في موضع اتهام من قبل موسكو، ووصل الأمر إلى تخلي الأخيرة وتبرئها من شراكتها مع إيران في سوريا، وهذا ما ظهر من خلال الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لفيلق القدس في دمشق، ودفع طهران إلى اتهام الكرملين بالتواطؤ مع تل أبيب. البداية كانت من خلال تبرؤ نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، من تحالف بلاده مع إيران، خصوصا في ما يتعلق بوجودها في سوريا، معتبرا أن أمن إسرائيل هو أحد أولويات موسكو في المنطقة. وأضاف ريابكوف أنه من غير الصحيح تصنيف روسياوإيران كحليفتين، وإنما تعاون فقط في سوريا، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية. وأشار الغضبة "الروسية الإيرانية"، لم تكن بجديدة، خصوصا أن الحليفين كانا قد اشتبكا لفظيا في أوقات سابقة بشأن التموضع في سوريا، ما تسبب في حالة من الاحتقان. وتأكيدا لذلك، كشف موقع "نتسيف نت" الإسرائيلي، عن وجود صراع مسلح بين الميليشيات الإيرانية، والفرقة الخامسة التابعة للجيش السوري الموالية لروسيا. وأكد التقرير الإسرائيلي أن هناك صراعًا مسلحًا بين من سمتهم وكلاء القوات الروسية من جهة وميليشيات موالية للقوات الإيرانية من جهة أخرى للسيطرة على مناطق داخل الأراضي السورية، وفقا ل"إرم نيوز". وأوضح أن العمليات القتالية التي تتم بين روسياوإيران عبر قوات موالية امتدت لمناطق أخرى، وبلغت ذروتها مؤخرا، ووصلت إلى حد الاشتباك. واعتبر الموقع الإسرائيلي أن ما يحدث في سوريا، يفسر سبب تغاضي موسكو عن الغارات التي تشنها إسرائيل ضد أهداف تابعة لطهران في الأراضي السورية.