إسرائيل اعتادت ضرب أهداف عسكرية في الأراضي السورية لكنها الآن تستهدف مطار دمشق الدولي في انتهاك صارخ للقانون الدولي ما يعتبر انتهاكا لسيادة الدولة السورية رغم مرور أيام قليلة على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق الدولي، وأسفرت عن مقتل 15 جنديا من الميليشيات الإيرانية، إلا أن طهران خرجت في تصريحات هي الأعنف منذ اندلاع الأزمة السورية تجاه روسيا، متهمة إياها بتعطيل منظومة "إس 300" الروسية خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على دمشق، خصوصا في ظل التنسيق بين الهجمات الإسرائيلية والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سوريا، وهو الأمر الذي قد ينذر بوقوع صدام حاد بين الحلفاء، لا سيما أن سوريا تقترب من التحرر والقضاء على كافة التنظيمات المتطرفة. البداية كانت من خلال اتهام رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الدفاع الجوي الروسي بتعطيل منظومة "إس 300" الروسية المنتشرة في الأراضي السورية خلال القصف الإسرائيلي الأخير. وصرح حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس اللجنة، بأن الاحتلال زعم بعد الهجوم على البنية التحتية في سوريا، أنه البداية كانت من خلال اتهام رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الدفاع الجوي الروسي بتعطيل منظومة "إس 300" الروسية المنتشرة في الأراضي السورية خلال القصف الإسرائيلي الأخير. وصرح حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس اللجنة، بأن الاحتلال زعم بعد الهجوم على البنية التحتية في سوريا، أنه ألحق أضرارًا بقوات المستشارين الإيرانيين على الأراضي السورية، بحسب "إرنا". وأضاف "بيشه"، أن هناك نقد جاد يوجه إلى روسيا، حيث تقوم بتعطيل منظومة الدفاع الجوي إس 300، حين يشن الاحتلال الإسرائيلي هجمات على سوريا". وإذا كانت منظومة إس 300 الروسية تعمل بشكل صحيح، فإن الاحتلال، لا يمكنه شن هجماته على سوريا بسهولة. الحقيقة أن الهدف الإسرائيلي المتمثل في العمل العسكري في سوريا، ما هو إلا زعزعة الاستقرار في البلد العربي، بل أن تل أبيب تريد إجبار إيران على الرد لخلق تحدٍ جديد في سوريا. تصريحات الجانب الإيراني العدائية تجاه روسيا لم تكن في محلها، خصوصًا أن موسكو أعربت عن استنكارها ورفضها للهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق الدولي، مؤكدة أنها ستنظر في تزويد سورية بأسلحة إضافية إذا استمرت هذه الضربات. فيما يرى محللون أن هذه الضربات الممنهجة تجري بالتنسيق مع الجانب الروسي، الذي كان قد أعلن مُسبقًا بأن إدخال منظومة إس 300 ستكون النهاية لمسلسل الحرائق الإسرائيلية التي تستهدف الداخل السوري، وفقا ل"سبوتنيك". وأفاد أندريه كراسوف نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي: "اعتادت إسرائيل ضرب أهداف عسكرية في الأراضي السورية، لكنها الآن تستهدف مطار دمشق الدولي في انتهاك صارخ للقانون الدولي"، بحسب "إنترفاكس". إلا أن تصريحات الجانب الروسي، قوبلت بالرد من من قبل إسرائيل، وقال جوناثان كونريكس المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي إن "صاروخ إيراني استهدف مرتفعات الجولان الأحد أطلق من محيط دمشق من منطقة حصلت إسرائيل على ضمانات من روسيا بعدم وجود قوات إيرانية فيها". صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، علقت على الامتعاض الروسي بالقول: إن "روسيا صمتت ثلاثة أيام ورد فعلها كان توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل فقط". وذكرت الصحيفة أن المصلحة الروسية تتمثل في استقرار نظام بشار الأسد وتثبيت مكانتها العسكرية والسياسية والاقتصادية في سوريا. وتابعت: "كل عمل من شأنه أن يخرب على روسيا تحقيق هذه الأهداف، يُفسر كتعريض للمصالح الروسية للخطر، ويحتمل أن يعيد الكرملين نظره في المسار، أو أنه أصبح غير مبال لتبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، طالما لا يتعرض نظام الأسد للخطر، أو أن مصلحة روسيا الآن في أن يصعد الطرفان المناوشات فيما بينهما، لضمان انسحاب كافة القوات الأجنبية من سوريا، وإبقاء روسيا كقوة وحيدة". مراقبون أكدوا أن منظومة "إس 300" يمكنها أن تطال الأهداف الجوية على مسافة 250 كم، مما يعزز من القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية، وبإمكانها أيضًا إيقاف أجهزة الرادار والاتصالات لكل القوات التي توجه الضربات للأراضي السورية، وفقا ل"الرياض". لكن يبدو أن المنظومة الدفاعية لم تمنع الطيران الحربي الإسرائيلي من التحليق فوق الأراضي السورية، واستهداف الميليشيات الإيرانية، ما أثار حفيظة طهران وجعلها توجه لأول مرة اتهاما مباشرا لروسيا بتعطيل أنظمة دفاعها الجوي، بحسب المراقبين.