تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل التي قال فيها إن أمير قطر كسر ما وصفه ب"الحصار على قطر" أنهت الموقف الحيادي للبنان من الأزمة القطرية أثارت زيارة اللحظات الأخيرة التي قام بها أمير قطر تميم بن حمد إلى بيروت حالة من الجدل بين الأوساط اللبنانية، تلك الزيارة التي أعلن عنها قبل ساعات قليلة من انعقاد القمة الاقتصادية التي احتضنتها العاصمة اللبنانية، فبعدما اعتذر عن الحضور، أعلن تميم بشكل مفاجئ ظهر السبت عن نيته القدوم إلى بيروت والمشاركة في القمة، بعد اعتذار نحو 19 زعيما عربيا. وبعد إعلان تميم مشاركته في القمة، طُرح الكثير من التساؤلات حول الرسائل التي يحملها من خلال هذه الخطوة. وانتشرت مجموعة صور لسيارات أُلصقت عليها صور لأمير قطر وجابت شوارع بيروت خلال تلك الزيارة. تصريحات رد الجميل ويبدو أن الموقف الحيادي للبنان من الأزمة القطرية قد تغير، بعد تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل، في مؤتمر صحفي مع أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، التي قال فيها إن أمير قطر كسر ما وصفه ب"الحصار على قطر". بعض المراقبين أشاروا إلى أن هذه التصريحات التي لا يمكن قراءتها بمعزل عن تصريحات رد الجميل ويبدو أن الموقف الحيادي للبنان من الأزمة القطرية قد تغير، بعد تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل، في مؤتمر صحفي مع أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، التي قال فيها إن أمير قطر كسر ما وصفه ب"الحصار على قطر". بعض المراقبين أشاروا إلى أن هذه التصريحات التي لا يمكن قراءتها بمعزل عن عدد من التطورات الأخيرة التي حاولت الدوحة من خلالها كسر عزلتها بالإعلان عن تقديم الدعم للبنان في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يواجهها، ومن ثم جاءت التصريحات اللبنانية ك"رد للجميل القطري" في علاقة مصالح مشتركة، أقحم فيها باسيل بلاده في أزمة لا تعنيها. مصادر لبنانية رأت أن السير قدماً في مسار فرض خيارات استراتيجية جديدة في الداخل يضع بيروت في مواجهة مع محيطها، ومع العالم الذي عاود دعمه لبنان انطلاقاً من تبنيه سياسة النأي بالنفس، حسب "البيان". هل تعرقل السعودية تشكيل الحكومة اللبنانية؟ تصريحات باسيل جاءت بعد لقاء أمير قطر والرئيس اللبناني ميشال عون، وبعد رسائل الشكر التي قدمها أمير قطر ووزير خارجيته لبيروت على حسن الاستضافة، وما صاحب ذلك من إعلان الدوحة عن دعم الاقتصاد اللبناني، في ظل اشتداد تأزم الوضع الاقتصادي نتيجة التدني الكبير في نسبة النمو وسط تصاعد الخلافات السياسية والعجز عن تشكيل حكومة جديدة رغم إجراء الانتخابات النيابية هناك قبل نحو تسعة أشهر. وكان تميم بن حمد قد قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "سعدت بمشاركتي في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. كان قراري المشاركة طبيعيا من منطلق الحرص على العمل العربي المشترك، الذي بيّنت القمة الحاجة الماسة لتعزيزه، في وجه الأزمات والتحديات التي تواجهنا"، مضيفا: "شكرا للبنان قيادة وشعبا على استضافتها"، وفقا ل "سي إن إن".
المنحة الغامضة واستغلالا للوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، روج بعض وسائل الإعلام أن النظام القطري سيعلن خلال زيارة تميم عن تقديم دعم هائل للاقتصاد اللبناني، قبل أن يتضح أن هذه الأنباء مبالغ فيها بشدة. وظل الغموض يحيط بالمنحة القطرية المفترضة التي أطلق عليها البعض "المنحة اللغز"، التي روج إلى أنها ستبلغ مليار دولار، وستودع في المصرف المركزي اللبناني. وشملت الأنباء المغلوطة التي أُشيعت في هذا الصدد، أن تميم سيتكفل بكل تكاليف القمة العربية الاقتصادية التنموية التي استضافتها بيروت. وكشفت وكالة "بلومبرج" أنه فيما شكل محاولة مكشوفة لتخفيف الغضب الشعبي اللبناني حيال زيارة تميم لبيروت، وهي الأولى له إلى العاصمة اللبنانية على الإطلاق، زعمت تقارير إعلامية بثت بالتزامن مع وصول تميم، أنه سيقدم أموالا إلى عدد من الوزارات، وهو ما اضطرت مصادر دبلوماسية قطرية إلى المسارعة بنفيه دفعا للحرج. لبنان يكسر الجمود السياسي ب«تشريع الضرورة» وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن كشف غداة اختتام زيارة تميم أن قطر ستشتري سندات حكومية لبنانية بقيمة لا تتجاوز 500 مليون دولار. ويقل هذا المبلغ بواقع النصف عن الأموال التي كان قد تردد على نطاق واسعٍ أن السلطات الحاكمة في الدوحة ستمنحها للبنان، وهو ما أصاب الأوساط اللبنانية بخيبة أمل، حيث كانوا يعقدون آمالا على الدعم القطري لإنقاذ اقتصادهم من الانهيار. صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اعتبرت أن الدعم القطريللبنان المتمثل بشراء سندات حكومية بقيمة 500 مليون دولار، يعزز نفوذ قطر في لبنان، فيما رأى محللون اقتصاديون أن سندات ال500 مليون دولار ما هي إلا دين على لبنان بأعلى فائدة للدولار، ولا تمثل أي دعم لاقتصاد بيروت المتردي.