في خضم الصراع الدائر بين أوكرانياوروسيا، على خلفية ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم.. ظهر صراع آخر قد يثير حربا أكثر دموية وهو الخلاف بين الكنيستين الروسية والأوكرانية اعتاد الرهبان الانفصال عن العالم لأكثر من ألف عام في كهوف كييف بيشيرسك لافرا، حيث توجد جثامين نحو 120 شخصا محنطة في أكفان مغطاة بالزجاج على طول الممرات المنخفضة المنحدرة، ومع ذلك، فإن هذه العزلة شهدت حالة من الاضطراب بشكل متزايد مؤخرا، بعد أن أعلن البطريرك الأعلى في إسطنبول، في أكتوبر الماضي، أنه يعترف بكنيسة أوكرانية جديدة مستقلة عن روسيا، مما مثل أكبر انشقاق في المسيحية الأرثوذكسية خلال 350 عامًا، حيث سيعقد الزعماء الدينيون الأوكرانيون "مجلس توحيد"، في 15 ديسمبر الجاري، لوضع الأساس للكنيسة الجديدة واختيار قائدها. إلا أن صحيفة "التليجراف" البريطانية، أشارت إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الحالية ظلت موالية للبطريركية في موسكو حتى بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 ودعمت الانفصاليين في صراع مستمر في شرقي أوكرانيا. حيث تسيطر على مجمع دير كييف بيشيرسك، وهو موقع تراث عالمي تابع لليونسكو، وأقدس مكان إلا أن صحيفة "التليجراف" البريطانية، أشارت إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الحالية ظلت موالية للبطريركية في موسكو حتى بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 ودعمت الانفصاليين في صراع مستمر في شرقي أوكرانيا. حيث تسيطر على مجمع دير كييف بيشيرسك، وهو موقع تراث عالمي تابع لليونسكو، وأقدس مكان في أوكرانيا. ففي أواخر الشهر الماضي، قام موظفو وزارة الثقافة، الذين يملكون السلطة الفنية على كييف بيشيرسك لافرا، بحملة مفاجئة لجرد الآثار المقدسة هناك، وفي اليوم التالي قام عملاء من جهاز الأمن الأوكراني بمداهمة الدير ومسكن تابع لرئيس الدير، واتهموه "بالتحريض على الكراهية الدينية". وجاءت هذه الخطوة بعد أن قالت وزارة العدل إنها ألغت حق الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو في استخدام مجمع دير شهير في مدينة "بوكاييف". ما أسباب الأزمة المندلعة بين روسياوأوكرانيا؟ وقال الأب جوزيف "إن الرهبان سجنوا لمقاومتهم" القمع السوفييتي وسيقاومون ذلك، أيضا، وأضاف أن "الرهبان لن يغادروا طالما لم يتدخل الجيش"، ووصف إنشاء كنيسة جديدة بأنها حيلة سياسية. يذكر أن مقر السلطة كان في كييف عندما تحول الأمير فلاديمير من الوثنية إلى المسيحية الأرثوذكسية في عام 988، ودخلت المسيحية في المنطقة التي أصبحت الآن بيلاروسياوأوكرانياوروسيا. وبحلول القرن السابع عشر، كانت موسكو تسيطر على الأراضي الأوكرانية، وقد سمح بطريرك القسطنطينية، للبطريرك الروسي بالسيادة على الكنيسة في هذه المنطقة. وقالت الصحيفة إن كل هذه القرارات سقط بعد قرار البطريرك الحالي "بارثولوميو" في أكتوبر الماضي، الذي تم الضغط عليه من قبل الرئيس الأوكراني الموالي للغرب بترو بوروشنكو، وكان بمثابة ضربة للنفوذ الروسي على الجمهورية السوفييتية السابقة. هل تندلع حرب جديدة بين روسياوأوكرانيا؟ ردا على ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن "تسييس هذا المجال الدقيق، دائما ما يؤدي إلى عواقب وخيمة". وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قطع كل العلاقات مع القسطنطينية، معلنة أن قرار بارثولوميو "هرطقة"، وبالإضافة إلى بعض الأساقفة المارقين، رفضت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو المشاركة في "مجلس التوحيد". واتهم البطريرك فيلاريت، زعيم إحدى الكنيستين المنشقتين في أوكرانيا، هذه الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية بكونها عميلة للكرملين، وأضاف: "بدون كنيسة مستقلة لن تكون هناك دولة أوكرانية مستقلة". وزادت هذه الاتهامات مؤخرا، في أعقاب تقارير عن قيام كهنة بطريركية موسكو بتعميد بنادق الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ورفضهم تعميد جنود الحكومة، لكن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو نفت دعمها للانفصاليين. أوكرانيا تخشى الحرب مع روسيا.. والناتو: لن ندعمها وصرح المطران كليمنت، الناطق باسم الكنيسة البطريركية في موسكو، ل"التليجراف" أن القانون الكنسي لا مصالح الكرملين، هو السبب في رفضنا إنشاء كنيسة جديدة هنا. وقال إن الرئيس بوروشنكو، الذي يواجه خطر خسارة إعادة انتخابه في مارس المقبل، هو الشخص الذي يستغل الكنيسة لأهداف سياسية. قد يشتعل هذا الخلاف الديني لسنوات في كل من أوكرانيا والخارج، حيث دعمت كل من كنائس بولندا وصربيا وسوريا روسيا، في المقابل يؤيد نحو 39% من الأرثوذكس في أوكرانيا البالغ عددهم 30 مليون نسمة الكنيسة المستقلة الجديدة، بينما يعارضها 29%، في حين أن الباقين لم يقرروا بعد، وفقا لاستطلاع للرأي.