الحادثة المأساوية التى شهدتها قرية عرب الصوالحة فى القليوبية راح ضحيتها طفلان فى عمر الزهور، بعد أن انتهت حياتهما بلعبة الموت، عندما قاما بتسلق سور البلكونة ليجلسا عليه فسقط مازن -الطفل الأكبر البالغ من العمر 4 سنوات- وتبعته شقيقته تُقى 3 سنوات من الطابق الخامس ليلفظا أنفاسهما الأخيرة متأثرين بجروحهما. يوم الحادثة عاد الأب من عمله كعادته منهك القوى يحلم بلحظات من الراحة داخل بيته الدافئ بضجيج أطفاله، وقابله طفله مازن وشقيقته تقى بابتسامتهما الخالدة، والتى كثيرا ما تزيل عنه عناء اليوم كله، وبعدها دخل الأب إلى غرفته ليخلد إلى النوم، بينما ذهبت الأم المفجوعة فى ضناها إلى المطبخ لإعداد الطعام، بينما عاد الصغيران إلى لهوهما، دون أن يعلما أنها ساعات اللهو الأخيرة. لحظات فقط، هى كل ما احتاجه الموت الخاطف ليحرم الأب والأم من الضحكة الصاخبة المفعمة بالحياة، غابت فيها عين الأم لتخرج بعدها مهرولة إلى البلكونة على صوت ارتطام بالأرض، ولتنظر إلى طفليها لآخر مرة وهما يهويان من الطابق الخامس ليسقطا على الأرض فى بركة من الدماء. الصرخات أيقظت كل مشاعر الأسى والحزن الفجيع فى أذن مَن سمعها، ليستيقظ الأب مندفعا إلى الشارع، يحمل طفليه بين ذراعيه والدماء تتساقط من جسديهما النحيلين، بينما يقلب نظره العابث بين وجه الطفل والسماء المفتوحة، فى محاولة منه لاستعطافها الرحمة على الأطفال، لكن إرادة الله كانت قد سبقت إلى أجل مكتوب، بعدما فاض روحاهما الطاهران فى مستشفى شبين القناطر إلى بارئ الأرواح فى الحال. اللواء أحمد سالم الناغى مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارا من العقيد أحمد الشافعى رئيس فرع البحث الجنائى، بخصوص بالواقعة، وأكدت تحريات اللواء محمد القصيرى مدير المباحث، والعميد أسامة عايش رئيس المباحث، أنه فى أثناء لهو الطفلين فى شرفة المنزل بالطابق الخامس صعدا على سور البلكونة، فاختل توازنهما وسقطا على الأرض جثتين هامدتين وسط بركة من الدماء، قبل أن تتولى النيابة التحقيق.