عادة ما تُسلط الأضواء على قادة أمريكا وأوروبا في المؤتمرات والقمم الدولية، إلا أن ولي العهد السعودي خطف الأضواء في مؤتمر قمة العشرين الأخيرة في الأرجنتين من بين قادة العالم المشاركين في قمة العشرين الأخيرة، التي استضافتها العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، تمكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من خطف أنظار العالم، بعد أن أمضى يومين في مبنى سكنى مملوك للسعودية في حي فاخر في بيونس آيرس، وظهر بعدها للانضمام إلى قادة مجموعة العشرين الآخرين، فمنذ أشهر قليلة امتدحه السياسيون الغربيون والنخبة في مجال الأعمال من أجل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي روج لها في المملكة المحافظة، إلا أن الأمير الشاب أصبح الآن محل اهتمام غير مرغوب به، بعد مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول. وكان خاشقجي من أشد منتقدي سياسات الأمير، كما أن التسريبات الاستخبارية من تركيا، وتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أشارت إلى أن الأمير كان له دور في قتله، وهو ما تنفيه السعودية. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن قمة مجموعة العشرين كانت بمثابة عملية توازن، من ناحية، كان على بن سلمان أن يظهر وأن وكان خاشقجي من أشد منتقدي سياسات الأمير، كما أن التسريبات الاستخبارية من تركيا، وتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أشارت إلى أن الأمير كان له دور في قتله، وهو ما تنفيه السعودية. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى أن قمة مجموعة العشرين كانت بمثابة عملية توازن، من ناحية، كان على بن سلمان أن يظهر وأن يثبت أنه ليس منبوذا على المسرح الدولي، ومن ناحية أخرى، فإن رغبته في التفاعل مع قادة العالم تعني أنه عرضة للانتقاد منهم. في النهاية، اختار عدد أكبر من المتوقع من القادة الاجتماع به، وحتى إن كان ذلك بشكل عابر، وهو ما كان أمرا ضروريا للحديث عن النفط، ومحاولة إقناعه بوقف الحرب في اليمن، وإبقاء قنوات الاستثمار مفتوحة. وشوهد الأمير يضحك ويتحادث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بداية القمة يوم الجمعة، حيث تبادل الزعيمان المصافحات القوية. الخلافات السياسية كادت تُخرج قمة العشرين بلا بيانات وفي الوقت نفسه، أخبر الرئيس الصيني شي جين بينج، الأمير الشاب أن الصين تدعم دفعه نحو تنويع اقتصاد المملكة، ودعا إلى دمج برنامج الصين "الحزام والطريق" ومبادرة السعودية "رؤية 2030" بشكل أفضل. وبينما تبادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكلمات الودية مع ولي العهد، حرص البيت الأبيض على إبقاء الرئيس على الحياد، حيث نقلت الشبكة عن مسؤول، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الولاياتالمتحدة رفضت الطلبات السعودية بعقد اجتماع رسمي. وبدلا من ذلك، عرضت الولاياتالمتحدة على بن سلمان الالتقاء بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وهو ما رفضته السعودية، واجتمع مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. لم تسر جميع اللقاءات بسلاسة بالنسبة إلى الأمير، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يقف بهدوء وتحدث بهدوء لعدة دقائق، حيث ربت بن سلمان على ذراعه كأنه يطمئن صديقا قديما. الفشل يُخيم على لقاء «ترامب وشي» في قمة ال20 وقال أحد المسؤولين إن ماكرون قرر التحدث مع الأمير لأنه "كان لا بد من قول الأشياء بصراحة وحزم شديد للغاية"، وأشارت تقارير عن سماع جزء من المحادثة بين بن سلمان وماكرون أن الأخير قال له "أنت لا تستمع إليَّ"، فرد عليه ولي العهد السعودي "سأستمع بالطبع". وبالمثل، استغلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اجتماعها مع بن سلمان لحث الأمير على محاسبة المسؤولين عن وفاة خاشقجي. وفي الوقت الذي أعلنت فيه كندا فرض عقوبات على 17 مواطنا سعوديا، تحدث رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو مع بن سلمان مرتين يوم الجمعة، مطالبا بتفسير لموت خاشقجي، ومناقشة الخلافات الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ أشهر، وقال ترودو "ما زلت أعتقد أن المحادثات والمحادثات الصريحة والمباشرة بين القادة أفضل من عدم الحديث". لم يكن هناك أي علامة على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التقى بن سلمان، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي اجتماع من قبل أي من الجانبين. صحف سعودية: قمة العشرين «تلتئم» وسط انقسام غير مسبوق
ونقلت "بلومبرج" عن بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط، قوله "إن مجموعة العشرين ليست محكمة قانونية، إنه مكان يناقش فيه قادة العالم أعمالهم، والسعودية دولة مهمة للغاية، لا يمكن تجاهلها ببساطة". وقال سالم عن الأمير "لم تكن قمة العشرين بالنسبة له فوزا ولم تكن أيضا خسارة"، مشيرا إلى أنه "لم يُدعم بالكامل، كما أنه لم يُتجاهل بالكامل، وهذا يدل على أن المصالح السياسية والاقتصادية ستستمر في الانتصار على المواقف الأخلاقية".