سواق تاكسي غريب كوميدي ومأساوي استطاع أن يجذب الانتباه ويحقق نجاحا كبيرا، هو الفنان شريف دسوقي فى فيلم «ليل خارجي»، الذي أظهر موهبة أشاد بها الجميع في مهرجان القاهرة. شريف دسوقي ربما لم يمر الاسم عليك من قبل، ولكن حين تشاهد فيلم «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبد الله، ستجذبك شخصية سائق التاكسي التي يجسدها، فهو قادر على أن يخطف الكاميرا ممن يمثلون معه، ويضحكك بكوميديا صادقة غير مفتعلة، وظهر هذا الانطباع واضحًا، من خلال الجمهور الذي شاهد الفيلم فى عرضه العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الأربعين، وعند خروج المشاهدين ظلوا يبحثون عن «دسوقي» ليعبروا له عن فرحتهم بدوره، ويضحكوا معه قليلا ببعض الإفيهات التى استخدمها فى العمل، وهو الأداء الذي أهله ليحصل على جائزة أفضل ممثل بالمهرجان. وكان ل«التحرير» لقاء مع «دسوقي» ليحكي لنا عن كواليس «ليل خارجي»، وكيف عرض عليه العمل، وما الذى يميز المخرج أحمد عبد الله عن غيره من المخرجين. الدور أتى لدسوقي عن طريق معرفته السابقة بالمخرج أحمد عبد الله بعدما عمل معه فى فيلم «ميكروفون»، فحينما رأى المخرج وكان ل«التحرير» لقاء مع «دسوقي» ليحكي لنا عن كواليس «ليل خارجي»، وكيف عرض عليه العمل، وما الذى يميز المخرج أحمد عبد الله عن غيره من المخرجين. الدور أتى لدسوقي عن طريق معرفته السابقة بالمخرج أحمد عبد الله بعدما عمل معه فى فيلم «ميكروفون»، فحينما رأى المخرج دوره فى فيلم «حاوي» مع المخرج إبراهيم البطوط، عرض عليه أن يعمل معه فى «ليل خارجي»، ولم يتردد «دسوقي» فى الموافقة على هذا الطلب، ليصبح الفيلم هو عمله الثالث فى الأفلام الروائية الطويلة التي بدأها بعمل يحمل اسم «عن العنف والسخرية». «دسوقي» أحب أن يتطرق للحديث عن بداياته الفنية، وقال «أنا فى الحقيقة تربيتى مختلفة عن الفنانين الموجودين حاليا، فأنا من الإسكندرية، ومن أسرة فنية، وتربيت على مسرح إسماعيل يس الذي قاموا بهدمه حاليا وحلت مكانه عمارة سكنية، ورغم أننى لست دارسا للتمثيل فإن عملي فيه من صغري مكننى من كسب خبرة كبيرة فى المجال، وأنا لا أهاب أدوار البطولة، ومولع بمراقبة ورصد شوارعنا المصرية المليئة بالحواديت والدراما». الكوميديا التي قدمها دسوقي كانت كلها ارتجالية وغير متفق عليها، ولم يلتزم بالسيناريو فى أى مشهد قدمه، لأنه فى الأصل حكاء ومنطقة الارتجال لديه قوية، وهو يرى أن الممثل عبارة عن سلعة يجب أن تعلن عن نفسها طوال الوقت، ولا ينتظر النتيجة، لأن هذا يجنبه الاصطدام برأى الجمهور، وحكى عن تجربة تعرض لها قائلا «فيلم حاوى أخذ أفضل فيلم في الوطن العربي، وقدمناه بدون أدنى ميزانية، وقالوا عن دور العربجي الذي جسدته في العمل، إنه من أفضل أدواري، ولكن لم أصل للنجاح المطلوب بعده بسبب الظروف التى تعرض لها البلد عام 2011، لذلك لا أحد يعلم قاعدة الوصول إلى الجماهيرية». وعبر «دسوقي» عن سعادته بمشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائي، وبردود الفعل التي تلقاها حول الدور وقال: «فى اليومين التى جلست فيهما فى دار الأوبرا بعد العرض استقبلت ردود فعل لم أكن أتوقعها حول شخصيتى، وعلى الرغم من أنى أهتم أكثر بآراء المتخصصين فإن هذه المرة الجمهور بسطني»، وكشف عن أنه لم يشاهد الفيلم خلال مراحل المونتاج، وبعدما انتهى من التصوير، وأن المرة الأولى التى رأى فيها العمل كان مع الجمهور فى الأوبرا، ويبرر ذلك قائلا «أنا لا أحب أن أشاهد أعمالي بعد الانتهاء منها». وعن رأيه فى المخرج أحمد عبد الله وما يميزه عن غيره، أوضح أنه دائما كان يحلم بأن يقابل مخرجا مثله، وهو لا يقول هذا عنه لأنه أعطاه الفرصة للمشاركة فى الفيلم، لكن لأنه مخرج عبقري كما وصفه، وليس لديه أى أمراض فنية، أى لا يعلو صوته فى اللوكيشن ولا يتعدى على أى ممثل كما يفعل مخرجون آخرون، فشخصيته القوية ساعدته في تجنب كل هذه الأساليب، ولفت إلى أنه يركز فى كل تفصيلة موجودة بالعمل، ويحرض العاملين معه من الفنانين على أن يكونوا هم والشخصية جزءا واحدا. تدور أحداث فيلم «ليل خارجي» حول المخرج مو (كريم قاسم)، ومصطفى (شريف دسوقي) سائق التاكسي، اللذين يجمعهما القدر مع فتاة الليل "توتو" التي تقوم بدورها (منى هلا)، ويضطر الثلاثى لقضاء ليلة معا، ويكتشفون أعماق القاهرة الشعبية وأسرارها فى ظلام الليل، كما يعيدون اكتشاف أنفسهم وما ظنوا أنهم يعرفونه عن علاقاتهم، حتى تنقلب بهم الليلة رأسا على عقب، ويذهبون جميعًا إلى القسم. فى النهاية.. الدور الذي قدمه دسوقي فى "ليل خارجي" سيكون نقلة جديدة له فى مشواره الفني، وسنسمع عن اسمه قريبًا فى العديد من الأعمال القادمة.