«الصحة العالمية»: انتشار التدخين في مصر من أعلى المعدلات عالميًا.. «ثابت»: التدخين بالأماكن العامة يحتاج إلى تطبيق القانون.. عجمي: أضرار التدخين تنعكس على موازنة الدولة بعد إعلان وزارة الصحة والسكان، حظر جميع أنواع الدعاية والإعلان عن التدخين بكل صورها على أن يخضع المخالفين لعقوبات رادعة، شن عدد من النواب هجومًا حادًا على إعلانات السجائر، التي زاد انتشارها في الآونة الأخيرة، مطالبين بضرورة تطبيق الغرامات المالية الموجودة بالقانون على المدخنين بالأماكن العامة، لأن ذلك منصوص عليه في قانون رقم 154 لسنة 2007 الخاص بتعديل بعض أحكام القانون رقم 52 لسنة 1981 فى شأن الوقاية من أضرار التدخين، ما يطرح تساؤلا بشأن إمكانية تنفيذ ذلك من عدمه. وتنص المادة بقانون رقم 154 لسنة 2007 على أنه «يحظر التدخين نهائيا بجميع صوره فى مختلف المنشآت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والنوادى الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب والأماكن الأخرى التى يصدر بها قرار من وزير الصحة، ويلتزم المدير المسئول عن هذه الأماكن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع التدخين وتنص المادة بقانون رقم 154 لسنة 2007 على أنه «يحظر التدخين نهائيا بجميع صوره فى مختلف المنشآت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والنوادى الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب والأماكن الأخرى التى يصدر بها قرار من وزير الصحة، ويلتزم المدير المسئول عن هذه الأماكن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع التدخين فيها ويعاقب عن إخلاله بهذا الالتزام بغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تزيد على عشرين ألف جنيه، كما يعاقب المدخن بغرامة لا تقل عن خمسين جنيهًا، ولا تزيد على مئة جنيه». منع التدخين فى الأماكن العامة عضو لجنة الصحة بمجلس النواب الدكتورة شادية ثابت، قالت إن أضرار التدخين كثيرة للغاية، وتؤثر على صحة الإنسان، مشيرة إلى أن التدخين يقلل من طاقة الإنسان فى التعامل مع أي شيء، ويسبب التهابا شعبيا مزمنا يؤدي فى النهاية إلى الوفاة. وأضافت ثابت، فى تصريح ل«التحرير»، أن التدخين فى الأماكن العامة يحتاج إلى تطبيق القوانين التى تمنعه، لأن المدخن فى تلك الحالة لا يتسبب فى ضرره فقط، بل يضر جميع من حوله، مشيرة إلى أن المدخن يصرف أموالًا كثيرة من أجل هدم صحته وصحة من حوله. بينما قالت النائبة إيناس عبد الحليم، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن تطبيق القانون فى مسألة منع التدخين فى المصالح الحكومية والمستشفيات يحتاج إلى حملة توعية من مخاطر التدخين وعدد السرطانات التى يسببها، والإعلان عن التطبيق فى وسائل الإعلام المختلفة. أعباء مالية على الدولة وفى سياق متصل، قالت النائبة غادة عجمي، عضو مجلس النواب، إنها تقدمت بطلب إحاطة للدكتور علي عبد العال، موجه لرئيس الوزراء، ووزيرة الصحة، بشأن انتشار إعلانات السجائر والتبغ بالمخالفة للقانون، مؤكدة أن ظاهرة التدخين انتشرت في المجتمع، ولم تسلم فئة الأطفال واليافعين والمراهقين من الوقوع في هذه الآفة الكبيرة. وأشارت فى طلبها إلى أن انتشار الإعلانات عن منتجات التبغ والسجائر بطريقة شرهة، بالمخالفة الصريحة لنص المادة 6 من القانون رقم 52 لسنة 1981م، والمتعلق بالوقاية من أضرار التدخين، لافتة إلى أن المادة تنص على حظر الإعلان أو الترويج لشراء واستعمال السجائر، ومختلف منتجات التبغ كلية، سواء أكان ذلك في الصحف أو المجلات، أو ما يصدر عنها أو تقوم بتوزيعه أو بالصور الثابتة أو المتحركة أو بالرمز، أو بالوسائل المسموعة أو أي وسيلة أخرى. وأكدت النائبة، أن تلك الممارسات من شأنها إهدار المقصد والغاية التي بني عليها المشرع حظره لتلك الإعلانات، وهي عدم جعل التدخين عادة محببة ومقربة للمواطنين، والحرص على التأكيد بشكل مباشر على الأضرار الكثيرة التي تترتب على انتشار التدخين، للحد من زيادة رقعة المدخنين. وتابعت: «الأضرار الناجمة عن انتشار التدخين تنعكس بشكل مباشر على الموازنة العامة للدولة، من خلال زيادة الأعباء المالية التي تتكبدها الدولة في سبيل توسيع مظلة التأمين الصحي حتى تستوعب الأعداد المتزايدة للمرضى المدخنين». تفعيل العقوبات وزارة الصحة والسكان، أعلنت حظر جميع أنواع الدعاية والإعلان عن التدخين بكل صورها على أن يخضع المخالفون لعقوبات رادعة، وأكدت مدير إدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة والسكان الدكتورة سحر لبيب، أن مشاهد الدراما المختلفة التى تحث على التدخين ساهمت إلى حد كبير فى رفع وزيادة معدلات التدخين، خاصة فى السنوات القليلة الماضية، وسيتم تعميم تفعيل تحصيل الغرامات على المدخنين فى المنشآت العامة. وأوضحت خلال إطلاق الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ لعام 2030، أن الدولة لديها نية كبيرة فى إيجاد تشريعات قوية لحظر التدخين فى الأماكن العامة، لافتة أن هناك تعديلا يتم حاليا فى اللجنة العليا لمكافحة التدخين حتى تكون أكثر فاعلية، وهناك قانونا يحظر التدخين فى المنشآت العامة ويفرض عقوبات كبيرة، وسيتم العمل على تعزيز تفعيله منعا لأضرار التدخين. وفى السياق نفسه، قالت الدكتورة مايسة حمزة مدير الإدارة المركزية لشؤن البيئة بوزارة الصحة والسكان، إن عيادات التبغ موجودة وتقدم الخدمة فى الإقلاع عن التدخين، مضيفة أنه يتم وضع صور تحذيرية على علب التبغ لحماية وتوجية المتعاطين من مخاطرة، وهناك 27 وحدة لمكافحة التدخين في المحافظات. معدل انتشار التدخين رئيس منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور جون جابور مدير، أكد أن معدل انتشار التدخين في مصر من أعلى المعدلات في منطقة شرق المتوسط وعلى مستوى العالم، إذ أوضحت المسوحات القومية في عام 2017 أن حوالي ربع الشعب المصري من المستخدمين للتبغ. وأضاف جابور، خلال مؤتمر إعلان تطبيق مشروع «fctc 2030» والخاص بتنفيذ استراتيجية بمكافحة التبغ في مصر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أن هذه النسبة ترتفع إلى 43.6% في الرجال، كما يتعرض حوالي نصف الشباب المصري للتدخين السلبي في المنازل بنسبة 48.9% وما يزيد على الثلث 36.5% في أماكن العمل. وأشار إلى أن التبغ يعد من عوامل الخطورة التي تسبب أمراض القلب والسكتة القلبية والسرطان وأمراض الرئة المزمنة، كما يعد من الأسباب الأساسية لحالات الوفاة المبكرة والتي يمكن تجنبها. وكانت الدكتورة سحر لبيب، أكدت أن واحدا من 6 أفراد يتوفون بسبب التدخين، وبحلول عام 2030 سيكون 7 من كل 10 مدخنين فى الدول النامية.