تستهدف الطريقة البودشيشية من خلال فعاليات الملتقى العالمي للتصوف إلى تسليط الضوء على ضرورة تفعيل المشترك الإنساني فى التعامل بين مختلف الشعوب والمجتمعات نظمت الطريقة البودشيشية في المغرب، لليوم الثالث على التوالي، فعاليات الملتقى العالمي للتصوف بعنوان الثقافة الصوفية والمشترك الإنساني لترسيخ قيم الحوار والتعارف، وسط حضور كبير من أبناء الطريقة فى شتي ربوع العالم، وبمشاركة الدكتور منير القادرى رئيس الملتقى. وتخلل فعاليات الملتقى فى يومه الثالث العديد من الجلسات التى عنونت بالثقافة الصوفية والمشترك الفني والجمالي، برئاسة عبد الرازق التورابي، عضو تدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط، فى حضور عدد من الباحثين بالتصوف والتى دارت المناقشة حول آليات الجمال بالتصوف. أكد الحضور، أن الطريقة البودشيشية لعبت وما زالت تعمل وبشكل قوي على إظهار الجانب الجمالي لجوهر التصوف، وذلك بتنبي الفكر المعتدل، الذى ساهم وبشكل قوي وفعال فى حماية الشباب من الأفكار المتطرفة. وتضمن الملتقى الثقافة الصوفية المغربية وامتدادها الإفريقي، التى تطرقت إلى دور رجال التصوف بالمغرب فى نشر صحيح أكد الحضور، أن الطريقة البودشيشية لعبت وما زالت تعمل وبشكل قوي على إظهار الجانب الجمالي لجوهر التصوف، وذلك بتنبي الفكر المعتدل، الذى ساهم وبشكل قوي وفعال فى حماية الشباب من الأفكار المتطرفة. وتضمن الملتقى الثقافة الصوفية المغربية وامتدادها الإفريقي، التى تطرقت إلى دور رجال التصوف بالمغرب فى نشر صحيح تعاليم الإسلام من خلال المنهج الصوفي السليم، والذى يقدم للعالم الصورة الصحيحة لتعاليم الإسلام، الأمر الذى جعل الصوفية المغربية تلقى قبول وترحيب قطاع عريض من الشباب من الجنسين فى مختلف ربوع إفريقيا، مؤكدين دور الطريقة البودشيشية فى نشر صحيح الإسلام فى ربوع العالم وبالأخص ربوع إفريقيا. وعلى الجانب الآخر تستهدف الطريقة البودشيشية من خلال فعاليات الملتقى العالمي للتصوف إلى تسليط الضوء على ضرورة تفعيل المشترك الإنساني فى التعامل بين مختلف الشعوب والمجتمعات، الأمر الذى لقي استحسان جموع الحضور، معبرين عن أهمية تلك القضية فى الوقت الراهن، خصوصا أن العالم تعج به أفكار العنف والتطرف، مشددين على أن العالم أصبح فى أشد الحاجة إلى مثل تلك الفعاليات من أجل التأكيد على ضرورة البحث عن القواسم المشتركة بين ربوع البشرية والإنسانية بشكل عام. وتعد الطريقة البودشيشية من أكبر الطرق الصوفية بالمغرب، التى لعبت دورا كبيرا فى نبذ العنف والتطرف خلال السنوات الماضية، خصوصا عندما ظهرت بعض العمليات الإرهابية المغرب فى السنوات الماضية، الأمر الذى حملته الطريقة على عاتقها فى مسيرة عملها، وهو نشر فكر التعايش السلمي بين مختلف الأفراد ليس بالمغرب فحسب بل فى كل ربوع العالم، وذلك بوجود آليات عمل لها فى الخارج. ويعد الإنشاد الديني والابتهالات والأناشيد وحلقات الذكر، وسائل روحانية تطل بها الطريقة على المريدين من كل الأعمار والجنسيات، غير أن فرق الإنشاد الديني الخاص بالطريقة تتحلى بالقدرة الفائقة على جذب المستمعين من خلال التواصل الوجداني، الذى يأتي من خلال حلاوة الصوت وإدخال النغمات والصوتيات الموسيقية المناسبة، فضلا عن اختيار قصائد روحانية عالية. وعقد رئيس الملتقى الصوفي بالمغرب، الدكتور منير القادري ببودشيشي، عددًا من البروتوكولات العلمية من كبرى الجامعات والمؤسسات التعليمية، من أجل تزويد أبناء الطريقة بمختلف الشهادات العليا. كما عكف شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، على افتتاح القرية التضامنية، التى تستهدف رفع كفاءة عدد من الجمعيات والتعاونيات التجارية الصغيرة، وذلك بتقديم الدعم المالي لهم من قبل الطريقة، وقيام خبراء الطريقة فى الاقتصاد بإعداد دراسات اقتصادية للنهوض بعمل تلك التعاونيات. وتقوم الطريقة البودشيشية بتنظيم فعاليات الجامعة الصيفية من كل عام ابتداء من شهر أغسطس من كل عام لأبناء ومحبي الطريقة بحمل برنامج علمي متكامل، وذلك فى مختلف العلوم وليس العلوم الشرعية فحسب، بل فى مهارات القيادة والتواصل، فضلا عن اهتمام الطريقة بالشباب من الجنسين بتزويدهم بكل المهارات التعليمية والثقافة. وتتسم الطريقة بالقدرة على مخاطبة الشباب بلغتهم، وذلك بتنبي آليات وطرق معاصرة سواء من خلال التواجد وبكثافة فى مختلف مدن أوروبا، فضلا عن تنظيم العديد من الندوات والقاءات فى أوروبا بطريقة عصرية حملت خلالها عنوان الوسطية والاعتدال والالتزام بالقرآن والسنة النبوية المطهرة، والتحلى بالوسطية وقبول الآخر والتعايش السلمي، وذلك بنقل جوهر التصوف من المحبة والسلام إلى جموع أبناء الطريقة فى كل ربوع العالم، الأمر الذي يدفع الشباب للانضمام للطريقة يوما بعد يوم حبا فى التحلي بأخلاق التصوف. وفى شرق المغرب بمنطقة مداغ إقليم بركان يقطن المقر الرئيسي للطريقة البودشيشية وضريح مؤسس الطريقة ولأولاده، غير أن جموع أبناء الطريقة حرصوا على زيارة ضريح مؤسس الطريقة والدعاء له بالرحمة والمغفرة، وزين الضريح بمختلف بالأنوار والإضاءات لاستقبال زوار الملتقى من مريدى الطريقة، مبدين إعجابهم الشديد بما تحتويه عليه الضريح من طراز معماري فريد، غير أن فرحة زيارة الضريح ملأت قلوب الزوار. وتأهبت الطريقة البودشيشية لتدشين فعاليات الملتقى العالمي للتصوف السنوي فى دورته الثالثة عشر، بإقامة العديد من السرادق والخيم على مساحات شاسعة حول مقر الطريقة لآلاف الكيلو مترات من أجل إستقبال الزوار من المريدين البودشيشية من مختلف ربوع العالم، وتقديم المأكولات والمشروبات لهم، فصلا عن تزويدهم بمختلف الكتب الشرعية التى تؤكد على ضرورة التحلي بأخلاق القران والسنة النبوية المطهرة وأخلاق الحبيب المصطفى. وأقامت الطريقة سرادق كبير لإقامة فعاليات الملتقى، الذى يشارك به شيخ الطريقة الشيخ جمال الدين القادرى ولفيف من كبار المسئولين ورجال التصوف بدولة المغرب ومختلف بلدان العالم، فى حضور كثيف من رجال الأمن. ويتخلل الملتقي العديد من الجلسات النقاشية حول المشترك الإنسانى مقدمات ونظرية، والمشترك الإنساني وأبعاده الدينية والعقدية، والمشترك الإنسانى وقيم الحوار والتعارف، وتاريخ المشترك الإنسانى بين الإسلام والغرب، والإسلام والغرب تحديات التعايش والتعاون، ومحاور أخرى معنية بالثقافة الصوفية.