اختلاف كبير بين الدول الإسلامية في طرق الاحتفال بالمولد النبوي، والذي يوافق 12 ربيع الأول، مع مراعاة بُعدين أساسيين، الأول تعبدي ثابت، والآخر يختلف طبقًا لثقافة كل دولة يقول الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق: "الاحتفال بذكرى المولد النبوي من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب له، ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان"، كما يقول الإمام محمد متولي الشعراوي: "وإكرامًا لمولد النبي محمد الكريم، فإنه يحق لنا أن نُظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام، وذلك بالاحتفال بها من وقتها".. وكل شعب مسلم يختص لنفسه طرقًا للاحتفال بالمولد النبوي، انطلاقًا من اختلاف العادات الثقافية والغذائية لدى كل شعب، مع وجود اتفاق على بُعد ديني وتأكيد قيم دينية مستحضرة من سيرة الرسول الأكرم. مصر الاحتفالات بالمولد النبوي في مصر تبدأ بإقامة سرادقات في مناطق ذات تراث ديني، يجتمع فيها العامة للاستماع إلى المنشدين ومداحي النبي، ويقصد المصريون أضرحة آل بيت الرسول، كما تقام حلقات الذكر الصوفي، وتبسط الموائد لتقديم الطعام للجميع، كما تُصنع أنواع مختلفة من الحلويات، وهي عبارة عن السمسمية والفولية مصر الاحتفالات بالمولد النبوي في مصر تبدأ بإقامة سرادقات في مناطق ذات تراث ديني، يجتمع فيها العامة للاستماع إلى المنشدين ومداحي النبي، ويقصد المصريون أضرحة آل بيت الرسول، كما تقام حلقات الذكر الصوفي، وتبسط الموائد لتقديم الطعام للجميع، كما تُصنع أنواع مختلفة من الحلويات، وهي عبارة عن السمسمية والفولية والحمصية والجوزية والبسيمة والملبن المحشو بالمكسرات، علاوة على عروسة المولد الشهيرة والحصان وغيرها. المغرب تبدأ أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في المغرب من الصباح بإفطار جماعي يشمل كل أفراد الأسرة لتستمر بعده الاحتفالات بالأذكار والأناشيد والمدائح بالشمائل المحمدية والمقامات المتنوعة، من خلال العديد من الفرق التي تُقدّم لوحات غنائية تليق بهذه المناسبة العظيمة، ومنها الفرقة النسوية "الحضارات"، وترتدي المشاركات الأزياء الشفشاونية التقليدية، كما يبرز أصحاب المحلات التجارية كل ما لديهم من جديد ومتميز خصوصًا في مجال الملابس، وتحرص الأمهات على إعداد وجبات "الكسكس والدجاج والعصيدة المغربية بالمكسرات أو الميلودية". تونس في تونس يتم تحضير العصائد بنوعيها (الصنوبر الحلبي "الزقوقو" - الزبدة وزيت الزيتون) لتوزيعها على الأقارب والمعدومين من الفقراء والمساكين، وجزء آخر للمشايخ والمؤدبين، خاصةً بجامع الزيتونة، وشيوخ الزوايا والطرق الصوفيّة الموزعة على تراب الإيالة، هذا بالإضافة إلى البُعد الديني القائم على حلقات الأناشيد الدينية والمدائح النبويّة، إلى جانب تنظيم مختلف الجوامع والمساجد محاضرات ودروس ومسابقات في حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي. الجزائر في الجزائر تبدأ الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف فور غروب الشمس، بترديد الأناشيد الدينية والمدائح النبوية، بالإضافة إلى اجتماع العائلات على مأدبة طعام تحتوي على صنوف متعددة من الأطعمة الشهية، وكل أنواع الحلويات، وسط نور الشموع وعبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت جزائري في هذا اليوم، إلى جانب استخدام الأطفال للألعاب النارية والمفرقعات والصواريخ فوق أسطح المنازل. ليبيا في ليبيا تقوم العائلات بشراء الهدايا للأطفال، وأشهرها "الخميسة"، وهي شجرة ميلاد تُصنع يدويًا من هيكل خشبي، وفي قمتها يوضع شمعدان يوضع فيه الشموع، وكذلك "الدربوكة" للبنات، والقناديل والبنادير للأولاد، وتخضب النساء والبنات أياديهن بالحناء، وتبدأ الاحتفالات بالألعاب النارية من ليلة المولد النبوي، ويُشعل كل فرد في العائلة شمعة للنبي، ويقف الصبية أمام البيوت بالقناديل، والبنات بالخميسات، ويغني الأطفال أغاني المولد، ومنها "هذا قنديل وقنديل.. فاطمة جابت خليل"، كما تقوم العائلات بإعداد "العصيدة مع الرُب أو العسل"، وكذلك "رشتة الكسكاس". عمان وفي سلطنة عمان، تستمر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف أكثر من أسبوع في حلقات تردد خلالها الأناشيد والمدائح النبوية، وينتشر فن "الهوامة"، وهو عبارة عن إنشاد نصوص مختارة من الشعر الصوفي، خاصةً قصائد تُعرف باسم "المناظيم"، فيقال هذه منظومة البرعي أو منظومة ابن الفارض أو الجيلاني. إثيوبيا وتأخذ مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في إثيوبيا، شكل المهرجانات الكبرى، حيث يحتشد المسلمون (نحو 30% من سكان إثيوبيا) في المساجد للمشاركة في هذا اليوم، وهم يكبرون ويهللون، ولكل منطقة في إثيوبيا عاداتها وتقاليدها في الاحتفاء بمفردها، من إحياء الليالي بالأناشيد والمدائح وتلاوة القرآن الكريم، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في الدولة التي يغلب على المسلمين فيها الانتماء إلى الجماعات الصوفية. تركيا يستقبل الأتراك المولد النبوي الشريف في المساجد، بقراءة القرآن الكريم وتبادل التهاني والتبريكات بين الأصدقاء والأحباء، وبقراءة أو سماع سيرة النبي والدعاء والتضرع إلى الله، وتمتد الفعاليات لمدة أسبوع كامل، ويحتشد خلاله آلاف المسلمين (نسبتهم في تركيا 97% من السكان) بالساحات والميادين العامة لحضور احتفالات تتخللها الأناشيد والأهازيج الدينية. إندونسيا في إندونيسيا، يتجمع آلاف الإندونيسيين في المتنزهات العامة، وفي القلب منها المتنزه الوطني بالعاصمة جاكرتا، وتُعقد العديد من الندوات الدينية للتذكير بسيرة النبي وسط طقوس تكاد تتفوق على أي عيد ديني آخر، كما تُقام أنشطة جماعية مثل زيارة دور اليتامي ومسابقة تلاوة القرآن وتأدية صلاة الفجر في جماعة بكل أنحاء الجمهورية، كما يحتفل مواطنون بقراءة قصيدة البرزنجي، أو الرباعي، أو البردة، وهي قصائد مدح تحاكي حياة رسول الله منذ مولده وفترة شبابه حتى وقت بعثته للنبوة. ماليزيا وفي ماليزيا، يتم الاحتفال بالمولد النبوي بوصفه كرنفالا هائلا تتخلله المواكب الضخمة في الشوارع، خاصةً في "دتران مردكا"، وتتزين فيه المنازل والمساجد بأبهى الزينات والأضواء، وتردد الشمائل والمدائح بقصائد مشهورة، وفي المقدمة منها قصيدة "يا هنانا"، ويتم خلاله توزيع الصدقات والأطعمة، ويقدم طلاب المدارس وصلات شعرية يتغنون فيها بسيرة الرسول الكريم. وهناك بعض البلدان الإسلامية الأخرى تمنع الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بوصفه بدعة منهيا عنها ولا خير فيها، وفي المقدمة منها المملكة السعودية.