طوال عقود من الزمان، نجح الفنان حسن حسني في أن يرسم الضحكة على شفاه المصريين بخفة دمه المعهودة و"إفيهاته" التي لا تخطئ هدفها أبدًا، فدائمًا ما تقتنص ضحكاتنا منذ عدة أيام، خرجت نقابة الممثلين ببيان تشكر فيه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على تكفلها بمصاريف علاج الفنان القدير حسن حسني، ومنذ حينها والأخبار تتضارب حول حالته الصحية، تارة تتحدث عن أنه خضع لجراحة وتعافى منها ليعود إلى منزله، وتارة أخرى تتحدث أخبار عن تدهور حالته الصحية بل والأسوأ. "حسني" الذي غاب عنا خلال الفترة الماضية، ولم يتواجد في رمضان الحالي إلا كضيف شرف في مسلسل "أبو جبل"، جعل محبيه يدخلون جميعا في حالة قلق عليه، ويأملون أن يطالعون خبرًا يطمئون على صانع البهجة، وواحد من كبار نجوم الزمن الجميل الباقين. الفنان القدير حسن حسني، صاحب مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، قدّم خلالها مئات الأعمال التي لا تُنسى للسينما والمسرح والتليفزيون، وكان حضوره قاسمًا مشتركًا بين أفلام جيل من النجوم الشباب الذي أعادوا بريق وجماهيرية السينما المصرية. (اقرأ أيضًا.. حقيقة تدهور الحالة الصحية ل«حسن حسني») حسن حسن حسني مولود في 19 يونيو 1931، في حي القلعة بالقاهرة القديمة، لأب مقاول مبانٍ، توفيت والدته وهو في السادسة من العمر، تلقى تعليمه في مدرسة المحمدية الابتدائية، وهناك أحب التمثيل بفضل مدرس لغة عربية، حيث كان يسند للطلبة أدوارا لكي يقوموا بتجسيدها في حصص المطالعة، وشارك في معظم الفرق المسرحية في مدرسته، وحصل على العديد من الميداليات وشهادات التقدير من وزارة التربية والتعليم، حتى حصل حسني على شهادة التوجيهية عام 1959. في بداية الستينيات انتسب حسن حسني إلى المسرح العسكري وقدّم على خشبته الكثير من المسرحيات مع الفرقة، بالإضافة إلى مشاركته بأدوار صغيرة في عدة أفلام، منها "لا وقت للحب" عام 1961، و"بنت الحتة" عام 1964، وانتسب فيما بعد لفرقة "حكيم"، وقدّم معها العديد من المسرحيات الناجحة، منها "عرابي" للمخرج نبيل الألفي، و"المركب اللي تودي" للمخرج نور الدمرداش. في بداية السبعينيات شارك في العديد من الأفلام، منها: "سوق الحريم، حب وكبرياء، مدينة الصمت، أميرة حبي أنا" وغيرها. وفي عام 1974 شارك في مسرحية "كلام فارغ" للمخرج سمير العصفوري، التي كان نجاحها سبب انتقاله إلى المسرح القومي، ومن ثم فرقة تحية كاريوكا، حيث قدّم معها الكثير من المسرحيات الناجحة. وبالتوازي مع نشاطه المسرحي، شارك في أدوار صغيرة في العديد من الأعمال، منها أفلام "الحب تحت المطر، لا شيء يهم، الكرنك، قطة على نار، المليونيرة النشالة"، ومسلسلات "كيف تخسر مليون جنيه، زينب والعرش، مفتش المباحث"، بالإضافة إلى مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" والذي كان دوره فيه نقطة تحول في حياته الفنية، حيث صار معروفًا للجمهور بشكل واسع. في الثمانينيات شارك حسن حسني في العديد من الأعمال، منها مسلسلات: "الحل اسمه نظيرة، جواري بلا قيود، غوايش"، وأفلام منها: "وداعًا يا ولدي، رجل قتله الحب، نأسف لهذا الخطأ، فيش وتشبيه"، بالإضافة إلى فيلم "سواق الأتوبيس" لعاطف الطيب، وكان دوره علامة فارقة في حياته المهنية والفنية، حيث لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر بشكل مختلف. في التسعينيات، شارك حسن حسني في الكثير من الأعمال، منها مسلسلات: "مذكرات زوج، ساعة لكل الناس، رأفت الهجان 2، النوة، بوابة الحلواني، عصر الفرسان، عروس البحر، أرابيسك"، وأفلام: "أنا وحماتي والزمن، لعبة الانتقام، المواطن مصري، صبيان المعلم، بطل من الصعيد، المساطيل، القاتلة، أبو كرتونة". كما قدّم في هذين العقدين العديد من المسرحيات، منها: "سكر زيادة، اعقل يا مجنون، على الرصيف، أنا وهي والكمبيوتر، حزمني يا، جوز ولوز"، وغيرها، وعمل مع العديد من المخرجين الكبار، منهم عاطف الطيب في أفلام منها "البريء، البدرون، الهروب"، ومحمد خان في فيلمي "زوجة رجل مهم، فارس المدينة"، ورضوان الكاشف في "ليه يا بنفسج"، وأسامة فوزي في "عفاريت الأسفلت"، وسعيد مرزوق في "المغتصبون"، وداوود عبد السيد في "سارق الفرح"، ونال 5 جوائز عن شخصية "ركبة القرداتي" التي جسدها فيه. في الألفية الجديدة، شارك حسن حسني في العديد من المسلسلات، ومنها: "سامحوني ماكنش قصدي، حارة الطبلاوي، جسر الخطر، الفجالة، يا رجال العالم اتحدوا، وجه القمر، زمن عماد الدين، جحا المصري، طيور الشمس، أميرة في عابدين، أين قلبي، عفاريت السيالة" وغيرها. كما خاض حسن حسني، العديد من التجارب التي قدّمها النجوم الشباب، سندًا ومعلمًا لهم ومتجددًا في عطائه مع كل الأجيال، ومنها أفلام: الناظر، صعيدي رايح جاي، جواز بقرار جمهوري، أفريكانو، ابن عز، سحر العيون، خريف آدم، محامي خلع، اللمبي، قلب جريء، اللي بالي بالك، ميدو مشاكل، كلم ماما، عسكر في المعسكر، الباشا تلميذ، سنة أولى نصب، غبي منه فيه، عوكل، أحلى الأوقات، زكي شان، جاي فى السريع، بوحة، ليلة سقوط بغداد، حمادة يلعب، يا أنا يا خالتي، فرحان ملازم آدم" وغيرها. كان حسن حسني في تلك الفترة كناظر المدرسة الذي منح أغلب من شاركهم من نجوم الألفية الثالثة شهادة التفوق وختم النجومية، ومنهم علاء ولي الدين ورامز جلال وأحمد حلمي ومحمد سعد ومحمد هنيدي وهاني رمزي وأحمد مكي وأحمد السقا وكريم عبد العزيز وغيرهم. مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال40، قرر تكريم الفنان الكبير صاحب المسيرة الفنية الممتدة عبر أكثر من نصف قرن، حيث منحه فاتن حمامة التقديرية الثانية خلال حفل افتتاح المهرجان. View this post on Instagram مبررررروك حسن حسني.. حسن حسني في ناس بتقوله يا استاذ حسن وناس تقوله يا عم حسن وناس تقوله يافنان وناس تقوله يا خال وناس تقوله يا بركه وناس تقوله يا حسن وناس تقوله يامتمكن وناس تقوله يا كبير ..وناس تقوله معلم ... حسن حسني مشوار كبير من العطاء ما بين كوميديا وتراجيديا .. ساعدنا كلنا ووقف جنبا.. حسن حسني هو بهارات اي عمل فني يشترك فيه.. حسن حسني هو الايقاع في السينفونيه الفنيه .. هو الممثل اللي تعشق التمثيل معاه لانه بيشع طاقه وحيويه .. حسن حسني هو السهل الصعب الممتنع.. مبروك يا أبويا تكريمك في مهرجان شرم الشيخ السينمائي.. صحيح نسيت اقولكوا ان في ناس بتقوله يا أبويا.. وانا أولهم .. مبروك يا أبويا.. مبروك.. A post shared by Ahmed Helmy (@ahmedhelmy) on Mar 4, 2018 at 7:16am PST حسن حسني الذي صرّح من قبل أنه لا يُشاهد أفلامه، واعترف أنه قبل تقديم بعضها فقط من أجل المال؛ هو أحد أبرز الفنانين في تاريخ السينما المصرية بمسيرة حافلة بالإنجازات أثرت الشاشة بأعمال خالدة، نال عن بعضها جوائز في الداخل والخارج، استطاع الحفاظ على مكانته لأكثر من 5 عقود، مما يعكس موهبةً فريدة.