"المملكة المعزولة" هو لقب كوريا الشمالية، بعد عقود من العزلة عن جيرانها والمجتمع الدولي، وهو ما تطور بتطور التكنولوجيا، حيث ما زال يمنع العامة من استخدام الإنترنت عزلة دولية يعاني منها مواطنو كوريا الشمالية، بسبب حكم الحديد والنار الذي فرضه قادتهم عليهم، وتجلت هذه العزلة في استخدام شبكة الإنترنت، حيث تحظى نخبة قليلة من المجتمع الكوري الشمالي بالفرصة على الدخول على شبكة الإنترنت العالمية، وكشف تقرير جديد صادر عن شركة "ريكورديد فيوتشر" الأمريكية للأبحاث التكنولوجية، أن شبكة التواصل المهنية "لينكد إن"، هو التطبيق المفضل لوسائل التواصل الاجتماعي بين العائلات القليلة المتميزة من كوريا الشمالية التي تم الوثوق بها والسماح لها بالوصول إلى الإنترنت. وأشارت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إلى أن التقرير يسلط الضوء على استغلال الكوريين الشماليين الموقع لسرقة العملات الإلكترونية أو التهرب من العقوبات.وقالت بريسيلا موريوشي، المديرة في شركة "ريكورديد فيوتشر"، إنهم فوجئوا بالمشاركة الكورية الشمالية في الموقع، إلا أنها شددت أيضًا على أن الوصول إلى الإنترنت وأشارت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إلى أن التقرير يسلط الضوء على استغلال الكوريين الشماليين الموقع لسرقة العملات الإلكترونية أو التهرب من العقوبات. وقالت بريسيلا موريوشي، المديرة في شركة "ريكورديد فيوتشر"، إنهم فوجئوا بالمشاركة الكورية الشمالية في الموقع، إلا أنها شددت أيضًا على أن الوصول إلى الإنترنت يقتصر على "شريحة صغيرة للغاية من السكان"، مضيفة أن "النخبة فقط هم الذين يستخدمون الإنترنت". وأشارت إلى أن "هناك تطورا حقيقيا، حيث يستخدم هؤلاء أجهزة الكمبيوتر ببراعة، ويتحدثون لغات متعددة، حيث كشفت الدراسة أنهم يتابعون مواد ليست باللغة الكورية". هل تحقق العقوبات الأمريكية على كوريا الشمالية أهدافها؟ وعلى مدار العام الماضي، كشفت أبحاث "ريكورديد فيوتشر" اختلاف عادات الإنترنت لطبقات النخبة في بيونج يانج عما هو متصور بكونها معزولة، فهي طبقة "ذكية من الناحية التكنولوجية"، وتستخدم "مجموعة كاملة من أجهزة الكمبيوتر القديمة والحديثة والهواتف والأجهزة". وترى موريوشي أنه من المعتقد أن الكوريين الشماليين، يستخدمون "لينكد إن" من أجل "التقرب من الأهداف المحتملة والتحري عنها"، مثلما يفعل المسؤولون الصينيون والإيرانيون، وقالت إن "الناس تضع الكثير من المعلومات هناك"، مضيفة أنه "ربما يخفضون من حذرهم عندما يتم التواصل معهم في سياق مهني". وعلى الرغم من أن الوصول إلى الإنترنت الذي يتجاوز شبكة الإنترنت الداخلية للبلاد المعروفة باسم "كوانجمينج"، لا يزال محصورا في الدوائر الداخلية الموثوقة للنظام، تم الكشف عن وجود مراكز لخبراء إلكترونيين من كوريا الشمالية في الصينوالهند ونيبال وبنجلاديش وموزمبيق وكينيا وتايلاند وإندونيسيا. من ضمنها مصر والسويد.. 25 سفارة أجنبية في بيونح يانج وقالت "التليجراف" إن أنشطة هذه المراكز على الإنترنت ما زالت غير معروفة، على الرغم من أن معظم استخدامهم للإنترنت في الهند يتركز على المناطق الاقتصادية الخاصة، كما تم رصد زيارات مشبوهة لمواقع إدارة الأرصاد الجوية الهندية، والوكالة الوطنية للاستشعار عن بعد. وبالعودة إلى بيونج يانج، لاحظ الباحثون في التقرير في وقت سابق من هذا العام أن مستخدمي الإنترنت في كوريا الشمالية تحولوا فجأة من مواقع مثل "فيسبوك" و"إنستجرام" و"جوجل"، إلى مواقع صينية مثل "بايدو" و"علي بابا". الأمر الذي كان أكثر إثارة للانتباه هو استخدام موقع "لينكد إن"، الذي شهد زيادة في عدد المستخدمين، على الرغم من أن حجم النشاط عليه كان أقل من المستويات السابقة على "فيسبوك" أو "إنستجرام"، إلا أنه كان منتظمًا ومستمرا. في 4 سنوات.. كوريا الشمالية حاولت سرقة مليار دولار قد يكمن السر في شعبية "لينكد إن" في أن الموقع، الذي يضم نحو 500 مليون مستخدم من 200 بلد، يستخدم بشكل كبير على المستوى المهني وليس الشخصي. ومن المعروف أن كوريا الشمالية قامت بتطوير شبكة متطورة على الإنترنت، ضمن جهودها لتمويل النظام من خلال سرقة العملات الإلكترونية، فعلى سبيل المثال ذكرت "ريكورديد فيوتشر" في دراستها، أنه تم استخدام "لينكد إن" بواسطة مجموعة محتالين معروفة باسم "مارين تشاين"، ارتبطت بمستثمر في العملات الإلكترونية في كوريا الشمالية، ورجل أعمال يقال إن له علاقات مع شركات سنغافورية ساعدت كوريا الشمالية في التهرب من العقوبات منذ 2013، ويملك كلا الشخصين حسابات على موقع "لينكد إن".